ما بين وصف الرئيس المصري، محمد مرسي، للإسرائيليين بـ«أحفاد القردة والخنازير»، ومخاطبة رأس دولتهم شيمون بيريز بـ«صديقي العزيز»، مسافة زمنية لا تتجاوز العامين، إلا أن ما طرأ خلال العام الأول من حكم مرسي على رؤيته وجماعة «الإخوان المسلمين» للسياسة الخارجية، كفيل بإثارة الانتباه، عند تقييم 365 يوماً من حكم الرئيس المدني المنتخب.
قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، كان لسان الرئيس مرسي طليقاً لا تُثقله اعتبارات السلطة، فانطلق في عام 2010 يصف الصهاينة بما شاء، متأثراً بتشبيهات قرآنية لليهود، رغم الاختلاف بين الجماعتين، وعقب وصوله إلى الحكم وجد مرسي نفسه مضطراً في يوليو 2012، لمخاطبة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ووصفه بالصديق العزيز، للتصديق على أوراق اعتماد السفير المصري في تل أبيب، عاطف سالم، واختتم الخطاب بـ«صديقكم الوفي».وجلبت «أوصاف ما قبل الرئاسة»، عاصفة لم تنته بعد على مرسي، إذ تحول -حتى الآن- دون لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، رغم مرور عام على انتخاب مرسي، أو حتى اللقاء مع رئيس حكومة أوروبي باستثناء المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل، التي التقت مرسي قبل أن تهتم الصحف الدولية ووكالات الأنباء بتصريحاته القديمة.ورغم أن أوراق الرئاسة المصرية تسجل لمرسي أنه أول رئيس مصري يزور إيران منذ 4 عقود، للمشاركة في فاعليات قمة «عدم الانحياز»، فإن الرجل الذي صرح قبل دقائق من إعلان فوزه بمنصب الرئيس لوكالة أنباء «فارس» الرسمية الإيرانية، أنه «يجب علينا استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين، وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي، لأنه سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة»، عاد وأنكر إجراءه للحوار بعد ما جلبه من انتقادات غير معلنة في أغلبها غربية وأميركية.
دوليات
دولة الخصام مع العرب و«صداقة» إسرائيل
01-07-2013