باريس ولندن ستسلحان المعارضة منفردتين... وطهران تزيد دعمها العسكري للنظام

Ad

لايزال التعادل في موازين القوى سيد الموقف في سورية التي تعيش اليوم الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية المعارضة لنظام الرئيس الأسد. وتتجه الأنظار الآن إلى فرنسا وبريطانيا اللتين أعلنتا استعدادهما لتسليح المعارضة، لكسر هذه الحلقة المفرغة.

في مثل هذا اليوم قبل عامين انطلقت شرارة الانتفاضة السورية الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبعد مرور عامين، وسقوط أكثر من 80 ألف قتيل، ولجوء أكثر من مليون شخص الى خارج سورية ومئات الالاف الى مناطق متعددة داخل البلاد، لايزال التعادل في موازين القوى بين المعارضة والنظام هو سيد الموقف.

من ناحية يبدو نظام الأسد مصراً على البقاء في الواجهة رغم تسليمه بأن الأمور لن تعود الى سابق عهدها، ومن الناحية الاخرى، تبدو المعارضة غير قادرة على فرض رحيل النظام وتجاوزه. ويبقى التردد من جانب القوى الدولية المعارضة للأسد الذي يقابله دعم غير محدود للنظام من قبل القوى الدولية المؤيدة له أحد أبرز أسباب هذا التعادل.

باريس ولندن

واعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس ان قرار باريس ولندن تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح حتى من دون موافقة الاتحاد الاوروبي، هو «خطوة في الاتجاه الصحيح»، بحسب ما قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني لوكالة «فرانس برس».

وقال البني: «طالما ان الاوروبيين والاميركيين لا يسلحون المعارضة، كأنهم يقولون لبشار الأسد استمر في معركتك»، واعتبر انه «لا يمكن لبشار الاسد ان يقبل بحل سياسي الا اذا ادرك أن ثمة قوة مسلحة ستسقطه».

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعلن أمس أن باريس ولندن ستطلبان تقديم موعد الاجتماع المقبل للاتحاد الاوروبي حول حظر الاسلحة على سورية، وفي حال عدم التوصل الى اجماع، ستقرران تزويد المعارضين السوريين بأسلحة بصفة فردية.

وقال لاذاعة «فرانس انفو» إن فرنسا وبريطانيا تطلبان «من الاوروبيين الآن رفع الحظر ليتمكن الثوار من الدفاع عن انفسهم». واوضح انه في حال عدم التوصل الى اجماع داخل الاتحاد الاوروبي حول المسألة، فإن باريس ولندن ستتخذان المبادرة بتزويد الأسلحة منفردتين.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اعلن أمس الأول أن بلاده يمكن ان تتجاهل الحظر الذي يفرضه الاتحاد الاوروبي وتقوم بتزويد المعارضين السوريين بالاسلحة اذا كان ذلك يمكن ان يساعد في اسقاط الاسد.

واعتبرت موسكو أمس الأول ان قيام باريس ولندن بتزويد المعارضة بالسلاح يشكل «انتهاكات للقوانين الدولية»، وبدورها، قالت دمشق أمس ان قرار فرنسا وبريطانيا يمثل «انتهاكا صارخا» للقانون الدولي.

وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس فشل المفاوضات مع روسيا بشأن الخلافات الدبلوماسية داخل مجلس الامن والمتعلقة بالتعامل مع القضية السورية ومحاولات التوصل الى اتفاق يحدد أطر المفاوضات بين نظام الاسد والمعارضة السورية. واوضح هيغ في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية عقب اختتام زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو أمس في لندن ان المحادثات بين مسؤولي البلدين حول الملف السوري أجمعت على ضرورة تشجيع الحوار بين ممثلي نظام الاسد وقادة الائتلاف الوطني المعارض، غير انه أشار في المقابل الى أن الخلافات كانت كبيرة حول آليات تنفيذ خطة الحوار بين الطرفين.

التسليح الإيراني

وفي هذا السياق، قال دبلوماسيون غربيون إن إيران كثفت بصورة كبيرة من دعمها العسكري للأسد في الأشهر القليلة الماضية بالتعاون مع روسيا باعتبارهما مصدرين رئيسيين للدعم. وقال دبلوماسيون لـ»رويترز» طلبوا عدم نشر أسمائهم إن الاسلحة الإيرانية مازالت تتدفق على سورية قادمة من العراق لكن أيضا عبر مسارات ثانية منها تركيا ولبنان في انتهاك لحظر للأسلحة تفرضه الأمم المتحدة على إيران.

وأضاف دبلوماسيون أن تكثيف إيران الدعم للأسد يشير إلى أن الحرب في سورية تدخل مرحلة جديدة ربما تحاول فيها طهران إنهاء هذا الجمود الذي يسيطر على ساحة المعركة من خلال مضاعفة التزاماتها تجاه الأسد مرة أخرى وان تقدم لحكومة دمشق التي تزداد عزلة مصدرا رئيسيا للدعم.

(دمشق، باريس ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)