• «المبعوث» يقترح تشكيل حكومة وإجراء انتخابات   • المعارضة تعتبر مجزرة دير بعلبة مثالاً لنوايا النظام

Ad

وسط استمرار المجازر واحتدام المعارك بوتيرة تصاعدية في سورية، وجد المبعوث الأخضر الإبراهيمي في "إعلان جنيف" سبيلاً وحيداً لتجنب "صوملة سورية" وتحويلها إلى جحيم، وذلك بعيد فشل التحركات الدبلوماسية المكثفة التي شهدتها موسكو خلال الأيام الماضية في إيجاد مخرج للأزمة.

رغم بلوغ المواجهات الميدانية بين النظام السوري الذي نفذت قواته مجزرة جديدة في حمص بقتلها نحو 220 شخصاً فور سيطرتها أمس الأول على دير بعبلة، والمعارضة التي اعتبرت المجزرة «مثالاً حياً على نوايا القتلة في القضاء على إرادة الشعب»، إلى طريق لا عودة فيه، كشف مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس عن «مقترح لإنهاء الأزمة»، مجدداً تحذيراته من أن «الوضع في هذا البلد «سيئ جداً جداً ويتفاقم كل يوم».

وقال الإبراهيمي، خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة: «لدي مقترح أجريت بشأنه محادثات في سورية ومع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة هيلاري كلينتون من الممكن أن يتبناه المجتمع الدولي»، مضيفاً أن هذا المقترح، «يستند إلى إعلان جنيف (الصادر في يونيو 2012) ويتضمن وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وخطوات تؤدي إلى انتخابات إما رئاسية أو برلمانية وأرجح أن تكون برلمانية لأن السوريين سيرفضون النظام الرئاسي».

ونص اتفاق جنيف الذي توصلت إليه «مجموعة العمل حول سورية» (الدول الخمس الكبرى وتركيا والجامعة العربية) برعاية الموفد الدولي السابق إلى سورية كوفي أنان في يونيو، على تشكيل حكومة انتقالية وبدء حوار من دون أن يأتي على ذكر تنحي الأسد.

وأشار المبعوث المشترك إلى أن الدول الإقليمية والدولية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن متفقة على حل سياسي للأزمة يجنِّبها مصير انهيار كامل للدولة السورية، مؤكداً أنه «إذا كان 50 ألفاً قتلوا خلال ما يقرب من عامين فإن الأزمة إذا استمرت لا قدر الله سنة أخرى، فسيقتل 100 ألف».

أمراء حرب

وحذر الإبراهيمي بقوله: «إما أن يتم التوصل إلى حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق له طموحاته وحقوقه المشروعة أو تتحول سورية إلى جحيم»، معتبراً أن «سورية لن يتم تقسيمها بل ستحدث صوملة وسيكون هناك أمراء حرب على أرضها».

ولفت الإبراهيمي إلى أن السلم والأمن الدوليين باتا مهددين نتيجة الأزمة السورية، «وما نقوم به ليس من منطلق أخوي ولكن من منطلق مسؤولية دولية»، معترفاً بأن الأمم المتحدة أصبحت عاجزة حيال اللاجئين والنازحين السوريين، الذين بلغوا 4 ملايين فيما هناك مليونان بحاجة إلى الطعام والتدفئة.

وحول إصرار المعارضة على رحيل الأسد قبل الحديث عن أي حل للأزمة، قال الإبراهيمي: «من حق المعارضة السورية أن تطالب برحيل رئيسها اليوم قبل الغد، ولكن كيف؟ هم يتحدثون بذلك منذ أكثر من عامين».

معارك ومجازر

ميدانياً، وبعد تمكن القوات النظامية فجر أمس الأول من دخول حي دير بعلبة في مدينة حمص تم العثور على عشرات الجثث المشوهة مساء اليوم نفسه. وقالت لجان التنسيق المحلية انه «تم العثور على 220 جثة في حي دير بعلبة وذلك على إثر اقتحام الجيش النظامي ليلا للحي بالدبابات وبرفقة أعداد من الشبيحة»، مشيرة إلى أن هؤلاء قتلوا ذبحاً أو حرقاً.

واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أمس مجزرة دير بعلبة «مثالاً حياً جديداً على حقيقة نوايا النظام القاتل في القضاء على إرادة الشعب السوري».

في المقابل، أحرز مقاتلو المعارضة أمس تقدماً على الأرض في معركتهم للسيطرة على مركز الحامدية العسكري جنوب مدينة معرة النعمان في شمال غرب سورية، في وقت استمرت الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان، آخر أكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى معارضة للنظام تمكنوا ليل أمس الأول من الاستيلاء على حاجزين عند مداخل مركز الحامدية، وهو عبارة عن تجمع عناصر وآليات».

وأوضح المرصد أن مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر وقرى محيطة بها تعرضت للقصف براجمات الصواريخ، فيما تجددت الاشتباكات صباح أمس في محيط معسكر وادي الضيف.

وبعد استيلائهم على معرة النعمان الواقعة على الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال)، تمكن مقاتلو المعارضة من إعاقة وصول الإمدادات إلى القوات النظامية في مدينة حلب. وهم يحاصرون وادي الضيف القريب من معرة النعمان منذ ذلك الوقت ويحاولون دخوله للحؤول دون تمكن قوات النظام من إعادة فتح هذه الطريق.

(القاهرة، دمشق -

أ ف ب، يو بي آي)