أجواء الحرية التي أنعم الله بها علينا منذ نشأة الدستور استغلها البعض لنشر ثقافة دخيلة على المجتمع الكويتي، مستغلاً الخلاف السياسي مدخلاً لصراع طائفي والعكس صحيح.

Ad

لم يعد أمراً يمكن السكوت عليه استخدام الأوراق الطائفية من قبل بعض الساسة وشيوخ الفتنة من كلا الطرفين، ولم يعد مقبولاً نقل الصراع السوري إلى الكويت تحت أي مبرر، ولم يعد مقبولاً استغلال الأحداث الإقليمية للوصول إلى مجلس الأمة أو بغرض كسب أكبر عدد من المقاطعين للانتخابات القادمة لغايات معرفة ومكشوفة.

ما يحدث في سورية يجب أن يبقى في سورية مع التأكيد على نصرة الشعب السوري، ودعمه عبر القنوات الشرعية لا من خلال تصرفات غير مسؤولة تزيد من معاناة الشعب السوري حتى صار الذبح والقتل على الهوية. فحرية التعاطف مكفولة للجميع، لكنها يجب أن تكون في إطارها الإسلامي والقانوني، وألا يسمح للأفراد بتجاوز تلك الأطر، فما يحدث من زج بالشباب الكويتي في حرب طرفاها مسلمان ولونها أشبه بالرمادي والشعب السوري هو الضحية غير جائز، أما دعوة الجهاد هذه فلم نسمع عنها عندما كان الشعب الفلسطيني يحارب بالحجارة والعدو الصهيوني يقاتل شعباً أعزل بأنواع الأسلحة كافة.

حكم المحكمة الدستورية

هذا الحكم أسدل الستار على الجدل الدائر حول مفهوم مراسيم الضرورة، وأنها تحت الرقابة القضائية، لذا علينا تحكيم العقل وترك أمر مصادرة حريات الشعب الكويتي، فمن أراد دخول الانتخابات أو اعتزالها له مطلق الحرية، وعلى نفس المسار لا بد من محاسبة من تسبب في بطلان المجلسين السابقين، وعلى رئيس الحكومة متابعة هذا الأمر؛ لأن المتضرر الأول هو بيت الشعب ومؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة.

خطاب سمو الأمير : حديث الأب كان واضحاً ومحدداً وضع النقاط على الحروف، حيث حذر سموه من مغبة وعواقب دخول النفس الطائفي على مجتمعنا، مؤكداً في الوقت ذاته التصدي لهذا النفس البغيض والدخيل علينا، وأن الكويت لن تسمح بالعنف والتطرف، فكما أن هناك حرية، فإن هناك رقياً في الخطاب، واحتراماً لكرامة الآخرين. حديث الأب لم يقف عند هذا الحد، بل كان في غاية اللطف عندما التمس العذر لمن أخذه الحماس، فانحرف عن جهة الحق والصواب سائلاً لهم الهداية والرشاد. حديث الأب كان أيضا حديث القائد المسؤول حين أكد سموه احترامه للمؤسسات الدستورية وإيمانه بقضائنا العادل، وأن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون. أخيراً نسأل الله أن يحفظ سموه وسمو ولي العهد وأن يجمع أهل الكويت على خير، وأن يحفظنا وإياكم من كل شر، وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه مجيب الدعاء... "اللهم آمين". ودمتم سالمين.