عبرت واشنطن وموسكو عن تفاؤلهما بنجاح المبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، والتي وافق عليها النظام السوري. واعتبر وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي أن الظروف الحالية قد تساعد على إحياء مؤتمر «جنيف 2» للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

Ad

عبر وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف أمس بعد لقائهما المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عن أملهما في أن تحيي المبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الإشراف الدولي، مؤتمر «جنيف 2» لإنهاء الأزمة السورية بطريقة دبلوماسية.

وقال كيري إن المحادثات الجارية بشأن الأسلحة الكيماوية «بناءة»، مضيفاً إنه ولافروف يعتزمان الاجتماع في نيويورك في 28 سبتمبر الجاري للعمل على تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2»، مضيفاً: «سيعتمد ذلك بدرجة كبيرة على القدرة على احراز تقدم في موضوع الأسلحة الكيماوية».

من ناحيته، قال لافروف إن الخبراء الروس والأميركيين يحتاجون الى العمل مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية لوضع خارطة طريق لمعالجة القضية في أقرب وقت ممكن عمليا، مضيفاً إن العمل بشأن «الكيماوي» سيمضي بالتوازي مع العمل التمهيدي لـ»جنيف 2».

بوتين

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، على هامش قمة منظمة شنغهاي المنعقدة في العاصمة القرغيزية بشكيك، بقرار سورية الانضمام الى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وقال إنه يظهر صدق نيتها في إنهاء الصراع.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس الأول أنها تلقت وثيقة من سورية بشأن الانضمام إلى المعاهدة، في وقت اعلن سفير دمشق لدى المنظمة الدولية أن بلاده انضمت بالفعل الى المعاهدة وانهت كافة اجراءات الانضمام.

بكين

كما رحبت بكين بالخطوة السورية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي: «نرحب بموقف الحكومة السورية ورغبتها في الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية. نعتقد ان هذا موقف واجراء هام تتخذه الحكومة السورية. نأمل في أن تتمكن الأطراف التي يعنيها الامر الآن من انتهاز الفرصة الهامة الحالية التي أتاحها الاقتراح الروسي ودعم حل دبلوماسي وسياسي لقضية الأسلحة الكيماوية السورية».

طهران

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد اعتبر من بشكيك أمس أن «المبادرة الروسية وخطوات القيادة السورية في هذا المجال، تبعث على الأمل في أن نتمكن من تفادي حرب جديدة في المنطقة»، مشيداً بانضمام سورية الى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

منظمة شنغهاي

ودعت قمة بلدان منظمة «شنغهاي» للتعاون إلى إحلال الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعدم التدخل العسكري في شؤونها من دون قرار من مجلس الأمن. ونقلت وسائل إعلام روسية عن البيان الختامي الصادر عن قمة المنظمة التي عقدت في بشكيك أن بلدان المنظمة «تعبر عن قلقها العميق بصدد الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخاصة في سورية، وتدعو إلى إحلال السلام والاستقرار وتحقيق الازدهار والتقدم في تلك المنطقة في ظل استبعاد أي تدخل خارجي، بما في ذلك العسكري، في شؤونها من دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي».

وأعربت بلدان منظمة شنغهاي عن وقوفها إلى جانب «قيام السوريين أنفسهم بالتغلب على الأزمة في اقرب وقت في ظل الحفاظ على سيادة الجمهورية ووقف العنف في البلاد وإطلاق حوار سياسي واسع بين السلطات والمعارضة بدون شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف».

وأكدت دعمها لـ»الجهود من اجل عقد مؤتمر دولي سيكون من شأنه تهيئة أساس للمصالحة وتطبيع الوضع في سورية واتخاذ خطوات تهدف الى عدم تكريس عسكرة الأزمة الداخلية في سورية»، وأعربت عن تأييدها للمبادرة الروسية.

«الائتلاف»

في المقابل، اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس قرار النظام السوري الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية «تضليلاً» للمجتمع الدولي، داعياً إلى إصدار قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع يضمن استخدام القوة في حال عدم تعاون النظام.

إدريس

من ناحيته، قال رئيس هيئة الأركان في «الجيش السوري الحر» سليم إدريس، إن النظام السوري يعمل على نقل السلاح الكيماوي إلى لبنان والعراق. وأوضح إدريس لشبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية، ان «معلوماتنا تشير إلى ان النظام السوري يقوم حالياً بنقل المواد والأسلحة الكيماوية إلى لبنان والعراق، ولدينا مخاوف من استخدام هذه الأسلحة ضدنا بعد انتهاء مهمة الأمم المتحدة في سورية».

وحول الدور الذي سيقوم به «الجيش الحر» عند قدوم المفتشين الدوليين، قال إدريس «عندما يأتي المفتشون الدوليون المسؤولون عن تأمين السلاح الكيماوي السوري سنقدم لهم المعونة والمساعدة، وأعتقد ان النظام سيمنعهم ويعرقل توجههم إلى المواقع المختلفة».

وفي السياق نفسه، افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن النظام السوري وزع مخزونه من الاسلحة الكيماوية على خمسين موقعا مختلفا في محاولة لتعقيد مهمة رصدها واعاقة الجهود الرامية الى ضبطها. واكدت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين وشرق اوسطيين لم تكشف اسماءهم ان وحدة عسكرية متخصصة هي «الوحدة 450» تقوم بنقل الاسلحة الكيماوية منذ اشهر، مما يثير تساؤلات حول جدوى الخطة الروسية لضبط هذه الاسلحة.

(جنيف، بشكيك، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

روحاني يريد حلاً سريعاً لأزمة «النووي»

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إنه يريد حلاً سريعاً للنزاع بخصوص برنامج طهران النووي، الذي تخشى الدول الغربية أن يكون يهدف إلى تطوير أسلحة نووية. وقال روحاني في اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة شنغهاي للتعاون في قرغيزستان: «في ما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية نحن نريد أسرع حل لها وفقاً للأعراف الدولية».

وأشار روحاني إلى أن موعد إجراء المحادثات بين بلاده والقوى العالمية الست قد يتحدد خلال الاجتماعات التي ستجري على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، مشدداً على أنه «لا يمكن ضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي إلا باحترام مصالح إيران وحقوقها»، وذلك في إشارة ضمنية إلى رغبة طهران في مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وطالب الرئيس الإيراني بإنهاء العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده، معتبراً أن «الإجراءات العقابية ليس لها ما يبررها وذات توجهات سياسية».

من ناحيته، رحب بوتين باستعداد طهران لإحراز تقدم لتسوية الأزمة النووية، مؤكداً في المقابل أن «إيران مثل أي دولة أخرى لها الحق في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بما في ذلك التخصيب».   

(بشكيك ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)