قال الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبك) الشيخ نواف سعود الصباح ان نصف ارباح الشركة تأتي من عمليات الشرق الاوسط من باكستان واليمن لان الانتاج غزيز في هاتين الدولتين بالاضافة الى مشاريع منتجة في استراليا من خلال حقل كبير تم اكتشافه.

Ad

واضاف الصباح في حوار مع «الجريدة» ان نسبة «كوفبك» في حقل استراليا تبلغ 37 في المئة وهو غني بالغاز لاسيما الغاز المسال، مشيرا الى «اننا نتطلع الى ربط حصة الشركة من هذا الغاز مع احتياجات دولة الكويت في المستقبل، ولدى الشركة ايضا انتاج في اندونيسيا وماليزيا كما تم الاستحواذ على شركة نرويجية في بداية 2013».

وأوضح ان الاضطرابات في دول الربيع العربي كان لها تأثير على عمليات الشركة لكن في شكل بسيط ولم تؤثر بشكل جذري على الانتاج وتم تجاوزها ومستمرون في الانتاج في اليمن وتونس ومصر حسب الخطة ونحصل على كامل حقوقنا.

وفي ما يتعلق بابرز التحديات اوضح انها تتمثل في الحصول على فرص استثمارية حيث ان هناك فرصا عديدة في السوق لكن بعضها لا يتماشى مع استراتيجية الشركة ويحمل مخاطر جيولوجية، لافتا الى وجود فرص في دول لا نرغب بالتعامل معها حيث لدى الشركة مبدأ اساسي بالعمل الواضح وعدم دفع اي رشوة لان بعض الاسواق تتطلب مثل هذه التعاملات ونحن نرفض ذلك».

وفي ما اذا كان هناك تخارج من بعض المشاريع اكد الصباح ان «كوفبك» تراجع بصفة دورية عملياتها الآن ونعيد النظر في جميع عملياتنا وننظر الى العمليات التي لا تنتج بالطريقة المتوقعة، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما ميزانية شركة "كوفبك" لعام 2013؟

 

- حققت الشركة أرباحا جيدة في 2012 وعليه يتم تحديد ملامح الميزانية المطلوبة لسنة 2013، وتقدر الأرباح بـ200 مليون دولار وهناك استراتيجية للشركة 2020 لزيادة الانتاج والمخزون بالاضافة الى زيادة نسبة الانتاج الذي يقع تحت سيطرة الشركة كمشغلين والذين نسعى من خلالها لخلق فرص للشباب الكويتيين.

والمطلوب من الشركة زيادة انتاجها من 80 الف برميل مكافئ يوميا الى 200 الف برميل مكافئ يوميا في 2020 والمحافظة على هذا الانتاج الى 2030 مع زيادة الاحتياطات للشركة والتي ينبغي ان تصل الى 400 مليون برميل ومطلوب الزيادة الى 650 مليون برميل، وكل هذه الزيادات تتطلب تحسين الانتاج من الاصول الموجودة لدى الشركة حاليا، وبالاضافة للاستحواذ على اصول جديدة لان زيادة الانتاج لن تكون عبر الحقول الحالية.

لذلك رصدت ميزانية للشركة في 2013 بموافقة مؤسسة البترول ونتطلع لمشاريع تكون ضمن هذه الميزانية او عبر زيادة رأس مال الشركة التي تمت الموافقة عليه من 200 مليون دينار الى 1.2 مليار دينار.

وللشركة قرض تم التوقيع عليه بمبلغ 750 مليون دولار ولا توجد كفالة عليه من المؤسسة لاستخدامه في المشاريع المستقبلية وهذا الامر يعكس الثقة للبنوك العالمية والكويتية في استراتيجية الشركة للمستقبل.

 

• ما أكثر المواقع التي تحقق الشركة منها الأرباح؟

 

- نصف ارباح الشركة تأتي من عمليات الشرق الاوسط من باكستان واليمن لان الانتاج غزيز في هذه الدول كذلك لدينا مشاريع منتجة في استراليا من خلال حقل كبير تم اكتشافه و"كوفبك" لها جزء من هذا الحقل بنسبة 37 في المئة وهو غني بالغاز وتحديدا الغاز المسال ونتطلع الى ربط حصة الشركة من هذا الغاز مع احتياجات دولة الكويت في المستقبل، كذلك لدينا انتاج في اندونيسيا وماليزيا كما تم الاستحواذ على شركة نرويجية مع بداية 2013.

ولدينا مشروع استكشافي في فيتنام ولا يوجد اي شيء للاعلان يتعلق فيه. كما اصبحت الشركة مشغلا في حقلين اولاهما في باكستان والاخر في استراليا وهي عمليات استكشافية الى ان تكون هناك مواد هيدروكربونية يمكن انتاجها، ولدينا حقلان في بحر الشمال في الجرف القاري الانكليزي ودخلنا كمستثمرين في الحقلين اللذين يحملان اسمي "الما" و"غاليا" ونتطلع للانتاج منهما في 2014. ولله الحمد لدينا ايضا انتاج جيد في مصر ولم تتأثر عمليات الانتاج من الاوضاع الحالية ومستمرون بالاعمال هناك.

 

«كوفبك» والربيع العربي

 

• هل أثرت الاضطرابات في الدول التي تعمل فيها "كوفبك"، وتحديداً دول الربيع العربي، على أعمال الشركة؟

- لا شك انها اثرت، لكن في شكل بسيط وليس بشكل جذري على الانتاج وتم تجاوزها ومستمرون في الانتاج في اليمن وتونس ومصر حسب الخطة، ولله الحمد نحن نعمل في 15 دولة ونقوم بتنويع انتاجنا والانتاج في باكستان جيد ونحصل على كامل حقوقنا.

 

• كم هي ارباح الشركة من باكستان؟

 

- الارباح تصل الى 30 الف برميل مكافئ واغلب الانتاج هناك من الغاز.

 

• البعض يرى ان افضل استثمار للصناعة النفطية يكون في وقت الازمات التي تمر فيها البلدان، ما تعليقكم؟

 

- هذا الامر صحيح لان الفرص تأتي مع المخاطر و"شطارة" اي مشتر تكون في كيفية معالجة هذه المخاطر والآن في بعض دول الربيع العربي بعض الشركات الاجنبية لديها مساهمون لا يقيمون هذه الاستثمارات من سعر سهمها في البورصة وهذه الشركات تتطلع للتخلص من هذه الاصول لان المستثمر يقيمها بطريقة مختلفة عن تقييم الشركة، لذلك هذه الشركات تقوم ببيع الاصول بمبالغ رخيصة بالمقابل يجب ان يأخذ المشتري قيمة هذه الاصول، وفي مراجعتنا لهذه الفرص ندرس مدى تماشيها مع استراتيجية الشركة والمتطلبات الاقتصادية مع الاخذ بعين الاعتبار المخاطر السياسية.

ونحن في الشركة واثقون من استثماراتنا في الشرق الاوسط والعمل في هذه الدول مستمر وباستطاعتنا ان نتعامل مع اي مخاطر.

 

• ما أبرز التحديات التي تواجه اعمال "كوفبك" حيث ان الشركة تتعامل مع عقود مرتطبة بالدول؟

- من اهم التحديات هو الحصول على فرص استثمارية، حيث ان هناك فرصا عديدة في السوق لكن بعضها لا يتماشى مع استراتيجية الشركة ويحمل مخاطر جيولوجية كذلك هناك فرص في دول لا نرغب التعامل معها، حيث ان لدى الشركة مبدأ اساسيا بالعمل الواضح وعدم دفع اي رشوة لان بعض الاسواق تتطلب مثل هذه التعاملات ونحن نرفض ذلك، كما ان هناك تحديات امنية ونتعامل معها ولله الحمد لم نواجهها.

ومن التحديات الاخرى عندما يتم تحديد الفرص وهي تكون بمنافسة مع الآخرين من الشركات العالمية فهناك شركات صينية تركز للحصول على الانتاج دون النظر الى العائد الاقتصادي وعندما نتنافس مع هذه الشركات التي تضع سعر اعلى فهنا نواجه تحديات تنافسية.

 

• هل هناك نية لتجميد أو مراجعة أنشطة "كوفبك"؟

 

- نحن بصفة دورية نراجع جميع عملياتنا والشركة تفخر بوجود حسنية هاشم نائب الرئيس للعمليات في الشركة، والآن نعيد النظر في جميع عملياتنا وننظر الى العمليات التي لا تنتج بالطريقة المتوقعة، وهل هناك طريقة للتباحث مع المشتغل لايجاد الحلول لزيادة الانتاج او التخلص من المشروع، ولدينا حقلان في استراليا كان يفترض ان يتم الانتاج منهما في شهر يوليو الماضي الا ان الانتاج تم قبل شهرين من الموعد المخطط له وهذا الوقت يحسب كارباح للشركة.

هناك مشاريع تأتي بافضل مما نتوقعه وننتظر في المشاريع التي يكون انتاجها اقل من المتوقع ونرى الحلول لاسباب الانخفاض.

 

التخارج من الأصول

 

• هل هناك تخارج من بعض الأصول؟

 

- تخارجنا من استثمار في اندونيسيا والشركة اتخذت القرار في 2012 ببيع هذا الاصل لانه تم تحقيق معظم الانتاج منه ولاسباب جيولوجية تغيرت طبيعة المكمن وارتفعت نسبة الماء فيه وعلى اثره قرر مجلس ادارة الشركة بيعه في مايو الماضي.

 

• ما أهم المشاريع الحالية في أستراليا؟

 

- لدينا مشروع كبير باسم "جوليمار" وهو مرافق للمشروع الاسترالي العملاق "ويسترون" لانتاج الغاز وتصديره على شكل غاز مسال و"كوفبك" مشاركة في انتاج الغاز مع شركات عالمية ونشارك في عمليات تصنيع وهي تحويل الغاز الى غاز مسال وتصديره للمستثمرين العالميين.

ومستقبل هذا المشروع واعد ولدينا مشغلون عالميون مثل شركة اباتشي الاميركية وشركة شيفرون ومنذ تكليفي بمهام الشركة سألت المؤسسة ان كان باستطاعتنا الاستفادة من حصتنا في المشروع التي تصل الى 37 في المئة ولكن اغلب شحنات الغاز تم بيعها وتحديدا الى اليابان بعد حادثة فوكوشيما ولكن ننسق لاستيراد هذا الغاز لتأمين الطاقة الكهربائية في الكويت وحاليا نقيم اقتصادات هذه الفكرة.

 

• اغلب المشاريع يراها البعض تطغى عليها الجانب السياسي حيث ان بعض الدراسات الفنية غير ايجابية ومع ذلك يتم المضي في المشروع، ما تعليقكم؟

 

- هذا الامر غير موجود حاليا حيث ان طريقة مراجعة المشاريع التي نرغب فيها تبدأ من الجهاز الخاص في الشركة الذي يدرس المشاريع من نواح فنية اقتصادية بحتة دون دخول العوامل السياسية.

ومن ثم تعرض على لجنة مختصة ومحايدة وتحتوي على عناصر تقنية من القطاع النفطي الكويتي لتدرس الجوانب الفنية والمالية واذا تم الاتفاق على جدوى المشروع يتم عرضه على ادارة مجلس الشركة. كل مراحل دراسة وتقييم المشروع لا تدخل فيه السياسية كدافع للاستثمار.

 

• لكن هناك من يعارض دخول الشركة في منطقة بحر الشمال التي يعاني فيها البريطانيون خاصة ان هناك انخفاضا بالانتاج؟ ومن جانب آخر لماذا توجهت الشركة الى فيتنام؟

 

- في ما يتعلق في بحر الشمال كانت الاستثمارات في السبعينيات من القرن الماضي واعدة وانخفضت في الثمانينيات لكن الان بدأ الوضع يتحسن والانتاج يزيد بفضل التطور التكنولوجي واصبح استخراج النفط سهلا واسعاره اقتصادية بالاضافة الى ان الدول الان تعطي حوافز للاستكشاف، وعلى سبيل المثال النرويج تعوض المشغل عن 87 في المئة من تكاليفه للتنقيب في السنة اللاحقة للصرف بمعنى ان معظم المصاريف يتم استرجاعها وبحر الشمال فيه فرص جيدة وننظر فيها.

وفيما يتعلق في فيتنام فهي تحتوي على نفط وننظر في الحقول التي تتماشى مع استراتيجيتنا ونحن الآن في مرحلة التنقيب.

 

الرمال النفطية

 

• ماذا عن مشروع الرمال النفطية التي كانت تتجه إليه "كوفبك"؟

 

- هناك نوعية من الاستثمار في اميركا الشمالية وخاصة في النفوط غير التقليدية وهي موجودة في كند في معظمها بالاضافة الى النفط والغاز الصخري الموجود في اميركا و"كوفبك" كانت تبحث في مشروع الرمال النفطية ولكن لم يتم هذا ولكن ننظر الان الى فرص استثمارية في اميركا في النفط والغاز الصخري لكن هناك تحديات كبيرة اهمها ان اول موجة لمثل هذه الاستثمارات دخلت وحصلت على بعض الاصول باسعار جيدة لان هناك مخاوف كثيرة وهي شركات غامرت في تلك الفترة وبعد الاثبات من الناحية الاقتصادية ان هذه الاستثمارات جيدة ارتفعت الاسعار واصبح من الصعب الحصول على الاصول التي تتماشى مع استراتيجية الشركة، ومازلنا ننظر في هذا الامر ونرغب في تنوع استثماراتنا التي تعتبر 80 في المئة منها غاز.

ونحن نحاول الحصول على آلية عمل مثلى بعيدا عن الدورة المستندية الطويلة في الحصول على الموافقات لاستثماراتنا لاننا نتعامل مع فرص لها وقت محدد. علينا ان نتخذ القرار الاستثماري في الوقت المناسب وهناك توجه لمؤسسة البترول ان هذه المشاريع لا تتأخر خاصة بعد ضياع بعض الفرص ومنها الرمال النفطية.

 

• هل ساهم طول الدورة المستندية بان يتفوق القطاع الخاص الذي يعمل في الاستكشاف على "كوفبك"؟

 

- القطاع الخاص لم يتفوق علينا و"كوفبك" شركة عالمية معروفة والكل يسعى للعمل معها في الخارج مع معرفتهم بانها شركة مملوكة للدولة وهناك خطوات اضافية للنظر في الاستثمارات والشركة لها ثقل لان خلفها مؤسسة البترول ودولة الكويت.

وحتى الدخول في بعض الدول يحظى بمساندة وسمعة الكويت والسفارات الخارجية يكون لها دور ايضا. اما الشركات الخاصة فاتخاذ القرار لديها سريع وهذا لا يعني ان لديها ديناميكية تتفوق على "كوفبك".

 

• لاحظ تقرير ديوان المحاسبة على مشاريع الشركة انها تتعرض لخسائر. فهل هذا الامر صحيح؟

 

- جميع اعمالنا تتم مع شركات عالمية والتوقعات جميعها تكون على امور تقع تحت الارض، فقد تصيب او تتعثر وهناك استثمارات جاءت بنتائج ايجابية اكثر مما نتوقعها. اما بعض المشاريع التي تكون عليها ملاحظات الديوان فتكون قد تعرضت لتغيرات جيولوجية لا يمكن لاحد ان يتوقعها ولو تمت مقارنة الحالات التي تكون اكثر من توقعاتنا فهي تغطي جميع الحالات التي لم نتوقعها بسبب التغيير الجيولوجي في الآبار. ولله الحمد فان نسبة النجاح في التنقيب افضل وتصل الى اكثر من 50 في المئة.

 

• لماذا لا تنظرون الى الاستحواذ على شركات نفطية اوروبية؟

 

- نحن لا ننظر الى الاستحواذ على شركات اوروبية بحد ذاتها الا اذا كان انتاجها متماشيا مع استراتيجية الشركة وهناك شركات قليلة تم عرضها وهي شركتان ولم يتقدم احد لشرائها.

 

• وفي ما يتعلق بالفرص في اميركا التي تعتبر الافضل من حيث العقود؟

 

- لدينا نية لدراسة السوق الاميركي والفرص السهلة تلاشت هناك، ويتم النظر الآن في مشاريع النفط والغاز الصخري.

درس دخول سوق النفط العراقي

سألنا الشيخ نواف سعود الصباح حول ما اذا كانت هناك نية للشركة للدخول الى السوق العراقي قاجاب، انه بعد زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الاخيرة الى بغداد وجه للشركة سؤال لماذا "كوفبك" غير موجودة في السوق النفطي العراقي وهذا فتح لنا باب التفكير جديا للعمل في العراق، وهناك عدة فرص فالشركات العالمية تعمل هناك وتنتج النفط ويمكن ان ندخل مع الشركات العالمية كشريك ومستثمرين، بالاضافة الى الفرص التي دخلت فيها شركة "كويت انيرجي" ومن المحتمل النظر في هذه الحقول.

واشار الى ان التحديات في العراق غير الجانب الامني، هو ان استراتيجية الشركة هو زيادة احتياطات الشركة لكن هناك الكثير من الحقول العراقية يمنع توضيح وكشف اصولها وكمية البراميل في اقتصادات الشركة وندرس الان الدخول في استثمار لا يسمح بالافصاح عن بياناته المالية ويمكن ان تكون الفرص في العراق من خلال انتاج الغاز لتوفيره للكويت ونحن في بداية المرحلة ولم نطرحها مع الاخوة في العراق، ونتطلع الى ان يكون هناك تعاون في المستقبل.

 

أرقام من «كوفبك»

• احتياطي الشركة نهاية 2012 بلغ 341 مليون برميل مكافئ واستراتيجية الشركة تتجه لزيادة الاحتياطي ليصبح 397 نهاية 2013.

• الانتاج نهاية 2012 وصل الى 72 الف برميل مكافئ يوميا، وحاليا وصل الى 80 الف برميل مكافئ يوميا، ومن خلال الاستراتيجية سنصل الى 100 الف برميل يوميا.

• قيمة اصول الشركة في نهاية 2012 مليار دينار.

• الارباح في نصف السنة في 2012 بلغت 141 مليون دولار ويتوقع زيادتها خاصة مع زيادة انتاج النفط للشركة.