شهدت بغداد ومناطق عراقية أمس الاثنين، تفجير 17 سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء ما يجري في العراق، محذرة من عودة الصراع الطائفي إلى هذا البلد.

Ad

قُتِل 62 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 225 آخرين بجروح أمس الاثنين، في سلسلة هجمات بـ17 سيارة مفخخة، استهدفت معظمها أحياء شيعية في بغداد.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن الهجمات وقعت في أوقات متزامنة، موضحاً أن 30 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 125 بجروح إثر انفجار 10 سيارات مفخخة داخل مدينة بغداد استهدفت معظمها مناطق شيعية، منها البياع والرسالة ومدينة الصدر والحرية والشرطة الرابعة والكاظمية والطوبجي وأبو تشير.

وفي هجمات وقعت في مناطق أخرى من العراق، انفجرت سيارتان مفخختان في مدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوب بغداد أسفر عنها مقتل ستة أشخاص وإصابت 57 بجروح، بينما قتل شخصان آخران وأصيب 10 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في السماوة، كما أدى انفجار سيارة في مدينة البصرة إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح.

واتخذت إجراءات أمنية مشددة وجرى إقامة نقاط تفتيش، ما أدى إلى تعطل المرور وتشكيل طوابير طويلة من السيارات. 

ويشهد العراق الذي يعيش سكانه على وقع أعمال القتل اليومية منذ 2003، موجة عنف متصاعدة حيث قتل أكثر من 2500 شخص بين أبريل ويونيو، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

 

قلق أممي

 

أعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق «اليونامي» أمس الاثنين، عن قلقها العميق من تصاعد أعمال العنف في العراق، معتبرة ذلك التصعيد يحمل في طياتها مخاطر «عودة البلاد إلى الصراع الطائفي».

وقال القائم بأعمال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستين في بيان، إنه قلق جدا في أعقاب موجة التفجيرات الجديدة في السيارات المفخخة التي وقعت أمس الاثنين، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين.

وأكد بوستين أنه يشعر بـ»قلق عميق إزاء تصاعد أعمال العنف، التي تحمل في طياتها مخاطر عودة البلاد إلى الصراع الطائفي»، مضيفا أن «العراق ينزف من جراء أعمال العنف العشوائية التي بلغت أرقاما قياسية للأسف خلال شهر رمضان المبارك».

ودعا جميع الزعماء السياسيين، إلى «التحرك الفوري والحاسم لوقف سفك الدماء الذي لا معنى له».

إلى ذلك، قال قائد عمليات بغداد عبد الأمير الشمري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المتحدث باسم القيادة سعد معن عقداه في بغداد أمس الاثنين، إنه «تم اعتقال 350 سجيناً من الهاربين من سجن بغداد المركزي، سجن أبو غريب سابقا، خلال الأيام الماضية»، مؤكداً «مقتل 105 سجناء آخرين أثناء حادثة الهروب».

واعتبر الشمري أن «التقصير في هروب السجناء كان من قبل الشرطة الاتحادية وحرس السجن». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وجه، أمس الأول الأحد، بطرد مدير عام دائرة السجون وحجز رئيس أركان الفرقة الرابعة في الشرطة الاتحادية وعدد من الضباط المقصرين وإحالتهم إلى القضاء على خلفية حادثة هروب السجناء من سجن أبوغريب.

يذكر أن سجن أبو غريب وسجن الحوت في قضاء التاجي، تعرضا في 21 يوليو الجاري، إلى قصف بقذائف الهاون، أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، في حين أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وحرق عدد من القاعات، أسفر عن هروب من 500 إلى 1000 نزيل من سجن أبوغريب معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة، في حين تبنى تنظيم القاعدة، عملية اقتحام السجنين، واصفاً إياها بـ»الغزوة».

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي)