تتجول المصورة تهاني الأيوب بين مكونات البيئة المحلية لرصد نماذج نسائية مضيئة، ناضلت في سبيل بلوغ أرقى درجات النجاح الأسري والمجتمعي، متغلبات على العقبات التي تعترض مشوارهن، مؤكدة أن محتوى معرضها الأخير «أنا المرأة الكويتية» يسلط الضوء على كفاح المرأة ونضالها من خلال التركيز على البيئة الكويتية المحلية، كما أن محتواه ينبذ الطبقية والطائفية والقبلية.

Ad

التقت «الجريدة» المصورة تهاني الأيوب للحديث عن فكرة معرضها الأخير وفي ما يلي نص الحوار:

• ما فكرة معرض «أنا المرأة الكويتية»؟

- يلامس الموضوع المطروح ضمن إطار الصور الفوتوغرافية ما يعانيه بلدي الحبيب من ظروف عصيبة بسبب التصرفات غير المسؤولة التي يمارسها البعض، وأفرزت تمزقاً غير مقبول في اللحمة الوطنية، إذ أصبح النسيج الاجتماعي الكويتي يئن من وطأة الأمراض الاجتماعية كالطبقية والطائفية والقبلية، لذلك، راودتني فكرة التحرك ضمن الإطار الفني لنبذ هذه السلوكيات، لتأكيد أن المرأة الكويتية لها اليد العليا في التنشئة المجتمعية والمحافظة على الكيان الأسري، ورعاية الأبناء، ومتابعة شؤون المنزل ومتطلباته، لاسيما أن للمرأة دورا كبيرا تؤديه في بناء المجتمع قديماً أثناء غياب الرجل في رحلات الغوص على اللؤلؤ والتجارة بحثاً عن لقمة العيش، كما أن المرأة سطرت أروع بطولاتها إبان الغزو العراقي الغاشم، فإلى جانب دورها الأسري، تكفلت بمقاومة المحتل جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل فكانت الشهيدة والأسيرة.

• كيف تم اختيار موضوع كل صورة؟

- حرصت على تسليط الضوء على نماذج من نساء الوطن باختلاف تركيبتهن الاجتماعية فلا فرق بينهن، فثمة نضال وكفاح قدمته المرأة الكويتية في مختلف الميادين بغض النظر عن البيئة التي عاشت فيها، فالبيئة البحرية والبيئة الصحراوية شاهدتان على تفوق المرأة على الظروف الصعبة، وهذه النماذج تشكل لبنات بناء الوطن كله من خلال عرض صورهن في جزء يشكل موروثا تاريخيا لكل شعب الكويت.

• ما المواقع التي تم التصوير فيها؟

- حاولت انتقاء المواقع الموائمة لطبيعة الصور التي أهدف إلى التقاطها من خلال البحث عن الأماكن التراثية، ومن هذه المواقع متحف بيت العثمان وبعض البيوت في مناطق منوعة في الكويت، وكذلك بعض الطرقات، وأشكر بطلات العمل، لأنه لولاهن ما أنجزت هذا المشروع، فأشكر كل سيدة كويتية وقفت أمام كاميرتي معلنة بكل فخر «أنا المرأة الكويتية»، فهن البطلات الحقيقيات لهذا العمل، أردت أن يكون العمل أكثر واقعية من خلال استعانتي بشخصيات كويتية وليس «موديل» تظهر عبر صور تمثيلية، ربما لا تحمل المشاعر والانفعالات التي خرجت بها من خلال هذا العمل، لاسيما أن المرأة الكويتية تظهر بالأزياء المختلفة والحلي القديمة والحديثة.

• لماذا فضلت الخروج من إطار العرض التقليدي في القاعات إلى الشارع؟

- أردت إيصال رسالة معينة من خلال هذا العرض في الفضاء فعندما نقول في العامية «السكة» يفهم الجميع المعنى فهي شارع صغير تقع على جانبيه المنازل، فيلتقي الجميع صباح مساء بشكل متآلف من روح الأسرة الواحدة يتزاورون في السراء والضراء، فالوطن يحتضن الكل ولا يفرق بين المواطنين.

• لماذا اخترت منطقة الشويخ لتكون مكاناً للمعرض؟

شاهدت المكان وأعجبتني «السكة» لاسيما أنها تقع بين بيتين ومساحتها مناسبة للعرض، لذلك ذهبت إلى أصحاب البيتين وهم من عائلة البحر والمرزوق وأخبرتهم برغبتي في تنظيم معرض فني في هذا المكان، فوجدت كل ترحيب وحفاوة، وقدموا لي الدعم والتشجيع إذ وفروا لي الإضاءة اللازمة والماء والقهوة، وأشكرهم على حسن التعاون معي.

• سررت جداً بتنظيم هذا المعرض الذي نال استحسان الكثيرين. فما التقنيات المستخدمة في الصور؟

- مزجت بين التكنيك القديم والحديث في التصوير، إذ استفدت من التطور في الديجتال، وكذلك العراقة والأصالة في الكلاسيك، فقد حاولت إيجاد صيغة توافقية بين المدرستين التقليدية والقديمة، لذلك يلمح المتلقي المشاهد القديمة المعززة بالتطور التقني الموسومة بالأبيض والأسود، أعتقد أن غياب الألوان يجذب الإنسان إلى عمق الصورة متفحصاً تفاصيلها.

• هل تنوين تقديم المعرض في أماكن أخرى داخل الكويت أو خارجها؟

- أخبرني الدكتور أنور الرفاعي أنه يود اقتناء بعض الاعمال في متحف بيت العثمان، كما نعمل على عرضه في الخارج للتعريف بدور المرأة الكويتية الحقيقي، لكن إلى الآن لم يتم اعتماد أي شيء رسميا.

حلم تحقق

حققت تهاني الأيوب جزءاً من أهدافها من هذه الفعالية، إذ قالت: «أخبرتني أكثر من زائرة للمعرض أنهن شاهدن المعرض أثناء الذهاب والإياب إلى بيوتهن، ولفت انتباههن منظره، لذلك فضلن المجيء إليه لمشاهدته عن قرب، وأثناء وداعي لإحداهن، أسرت إليّ أنها شاهدت اليوم مجموعة من نساء الفريج التي لم تقابلهن منذ فترة».

وأضافت الأيوب أن هذا الكلام تكرر على لسان أخريات، موضحة «وهنا أدركت أن الهدف من المعرض بدأ يتحقق في تعميق الوشائج الاجتماعية والتواصل بين الناس».

فريق العمل

• يتكون فريق العمل من:

تهاني الأيوب، وندى الفارس، وأنوار العازمي

• إخراج الفيلم التسجيلي للمعرض:

سلمى الياسين

• كتابة شعار المعرض:

جاسر الشمري

• تصميم البروشور:

منيرة القناعي

• ترجمة المقدمة وتعليقات صور المعرض:

نور عمر المطوع