«الأدباء» تحتفي بالوقيان في افتتاح موسمها

نشر في 27-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 27-09-2013 | 00:01
تناولت إصداره «الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات»
افتتحت رابطة الأدباء الكويتيين موسمها الثقافي بأمسية أدبية تكريماً للدكتور خليفة الوقيان، تضمنت استعراضاً لكتاب «الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات».
تنوعت فقرات الأمسية الافتتاحية للموسم الثقافي «الوقيان سماء الثقافة الكويتية» في رابطة الأدباء الكويتيين بين شهادات شخصية واستعراض إصدار «الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات»، وأكد المشاركون في الأمسية أن المحتفى به نجم ساطع في سماء الثقافة العربية، وتضمنت الندوة تكريما للدكتور خليفة الوقيان والمخرج الإذاعي صاحب خليفة.

تحدث في مستهلها، الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي عن أسباب انتقاء أمسية الافتتاح، مشدداً على أن الدكتور خليفة الوقيان نجم ساطع في سماء الثقافة الكويتية، بذل الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على ثقافتنا وتوثيقها توثيقاً علميا.

وتابع: «باحثنا الدكتور خليفة الوقيان لم يخدعه جمال الأشجار، لكنه ظل يبحث عن جذورها وعروقها الممتدة في باطن الأرض، والتي لا يراها الآخرون ولا تراها العين المجردة، بل يراها العقل المفكر، ومن هنا اهتم باحثنا بجذور الثقافة الكويتية قبل وجود التعليم النظامي في بلدنا».

بدورها، أكدت الدكتورة نورة المليفي عبر ندوتها التي جاءت بتسجيل صوتي على الطريقة الإذاعية، متضمنة بعض الفواصل الموسيقية والأغاني الوطنية، أن كتاب «الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات» حاصل على جائزة الكويت للتقدم العلمي لأحسن كتاب مؤلف عن الكويت، مبينة أن الإصدار – الذي طبع خمس طبعات- تضمن دراسة أدبية نادرة لم تكن لكسب مادي بل ولم يكن هذا الكتاب فرضاً على طلبة الجامعات والكليات، إنها دراسة علمية أكاديمية دقيقة، تشبه تماما الأطروحات والرسائل العلمية الحافلة بمراتب الشرف الأولى، ولم تكن هذه الرسالة من أجل البحث والترقي لكنها كانت من أجل الكويت ومن أجل الحفاظ على ثقافتها وتوثيقها علمياً يحفظ لها تراثها الأصيل. إنها دراسة تترجم عن عشق صاحبها لوطنه، فبذل الغالي والنفيس مضحيا بوقته وجهده من اجل الوصول للحقائق العلمية والمخطوطات والوثائق النادرة.

وعن محتوى الإصدار، تشير المليفي إلى أنه يتكون من أربعة فصول، يركز الفصل الأول على عوامل الاهتمام المبكر بالثقافة لدى الكويتيين، وفيه حديث عن طبيعة السكان والموقع والنظام السياسي، فضلاً عن المؤثرات الخارجية. أما الفصل الثاني، فيسلط الضوء على مظاهر الاهتمام المبكر بالثقافة، ويتكلم هذا الفصل عن بدايات نسخ المخطوطات في الكويت، والمؤلفات المبكرة، ويعرّف بالصحف التي صدرت منذ العام 1928 حتى مشارف الاستقلال عام 1961، وينتهي بالتعريف بالمؤسسات الثقافية الأهلية التي بدأت في الظهور منذ عام 1913، حتى نهاية عقد الخمسينيات من القرن الفائت.

وبشأن الفصل الثالث، تقول المليفي:» جاء تحت عنوان «اتجاهات فكرية»، وفيه رصد للاتجاهات الفكرية التي كانت سائدة في الكويت منذ القرن التاسع عشر حتى العقد الرابع من القرن العشرين، وهي الاتجاه الإصلاحي والاتجاه الديمقراطي والاتجاه القومي والاتجاه المحافظ. كما يتضمن الفصل توثيق لطبيعة النموذج الكويتي القائم على الانفتاح ومقاومة الغلو في فهم الدين، فضلاً عن توثيق تجربة إقامة مجلس للشورى عام 1921م ومجلس تشريعي منتخب في عام 1938م.

وأردفت: «يتناول هذا الفصل، أيضاً، إسهامات الأدباء الكويتيين في مناصرة القضايا القومية، بدءً بمغرب الوطن العربي- ثورة الريف في المغرب- ووصولاً إلى مشرقه- الخليج العربي- مع الاهتمام الكبير بالقضية الفلسطينية، والدعوة إلى الوحدة العربية، أما الفصل الأخير جاء تحت عنوان ريادات إبداعية، ويقدم هذا الفصل تعريفاً بالريادات الإبداعية في مجالات الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح والموسيقى والغناء والفنون التشكيلية، إضافة إلى الإشارة للتجارب الأولى في ترجمة الأعمال الإبداعية، والتعريف بالبدايات المتعلّقة بالسينما وتنتهي الدراسة بملاحق تضم مجموعة من الوثائق.

وأوضحت المليفي أن الوقيان اتسع إشعاعه إلى سماء الثقافة العربية وليس المحلية وحسب، لكن موضوع الندوة اقتصر على مناقشة أحد إصداراته «الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات».

وثيقة وطنية

ثم فتح باب النقاش، وقد اعتبر الحضور أن ما قدمه الدكتور خليفة الوقيان لن يسعه أي تكريم مهما بلغ حجمه، مشيدين بصلابة موقفه في تحديد رأيه المجرد من العاطفة، وبدورها، قالت أمينة السر في رابطة الأدباء الكويتيين ان الوقيان قدّم وثيقة وطنية ثقافية يستند إليها الدارسون والباحثون في الشأن الثقافي المحلي، مشيرة إلى أنه يتحلى بصبر الباحثين الأفذاذ لذلك فهو مرجعيتنا الثقافية في الكويت، ويكفيه فخراً أنه أنجز هذا السجل الثقافي. أما الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع فقد امتدح الفعالية ومحتوى الندوة، مبيناً أن الوقيان قدم إصدارات منوعة أثرت المكتبة الكويتية لأنه باحث منقب، وليس بكثير عليه إذا قلت انه أحد أركان الثقافة المحلية، ممتدحاً إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التي ساهم في إصدارها مع الراحلين أحمد العدواني وعبدالعزيز حسين.

ومن جانبها، استحسنت الأديبة ليلى العثمان محتوى التسجيل الصوتي مشيدة بالفواصل الموسيقية المستخدمة في التسجيل وكذلك الأغاني الوطنية، معتبرة أن الجهد الذي بذله الوقيان لا يضاهيه أي تكريم لاسيما انه تصدى لإثبات أن الكويت لديها إرث ثقافي ونتاج أدبي وليست حديثة العهد بالثقافة والأدب كما يعتقد البعض، كما أنه كان أميناً وعادلاً في تدوين هذا المرجع مستذكراً كل من كان له يد في الثقافة المحلية.

واقترحت العثمان التركيز على جيل الشباب المستنير من خلال الإصدارات الجديدة.

بينما أبدى الكاتب محمود حربي اعتراضه على عنوان الأمسية مبيناً أن الوقيان نجم في سماء الثقافة العربية فهو أحد حملة مشاعل التنوير، كما أن أهميته تكمن في ارتباطه بدور الكويت الثقافي، وتابع: «الوقيان ليس شاعراً فقط بل رجل له موقف ثابت ورأيه يأتي متسقاً مع موقفه، لذلك رفض الكثير من المناصب انحيازاً لموقفه الثابت.

شكراً فقط

ثمّن الدكتور خليفة الوقيان تكريم رابطة الأدباء الكويتيين له من خلال ندوة أدبية، معتبراً أن حجم التكريم الذي يحظى به دليل محبة الناس له، مختصراً كل مفردات التقدير والامتنان بشكراً فقط.

وجاء في معرض كلمته المرتجلة في ختام الندوة، شكراً سيداتي وسادتي، لقد غمرتموني بفضل لا أستطيع أن أعبر عنه، وكما يقال اتسع المعنى وضاقت العبارة، شكراً لكل ما قدمتم وأنا لم أقدم شيئا يستحق هذا التكريم المتكرر، وحبكم أعتز به كثيراً. شكراً فقط.

back to top