سورية: واشنطن وباريس مع «الضربة» رغم الانكفاء البريطاني

نشر في 31-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 31-08-2013 | 00:01
موسكو تكثف جهودها لمنع الهجوم... وبكين تشترط اكتمال التحقيق قبل أي تحرك في مجلس الأمن
أبدت كل من الولايات المتحدة وفرنسا استعدادهما لشن ضربة عسكرية عقابية لنظام الرئيس بشار الأسد، رغم إعلان بريطانيا عدم مشاركتها في العملية بعد رفض مجلس العموم اقتراح الحكومة بهذا الشأن. وفي المقابل، استغل حلفاء دمشق الأجواء الغربية لبذل مزيد من الجهود للحؤول دون توجيه ضربة قد تساهم في إسقاط النظام.

رغم تصويت مجلس العموم البريطاني أمس الأول على رفض طلب الحكومة المشاركة في عمل عسكري عقابي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وتأكيد رئيس الحكومة ديفيد كاميرون التزامه بهذا القرار، أعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن الولايات المتحدة لاتزال تسعى إلى تحالف دولي حول سورية.

وقال هيغل في مؤتمر صحافي في مانيلا إن «لكل دولة مسؤولية اتخاذ قراراتها الخاصة»، وأضاف: «سنستمر في التشاور مع البريطانيين كما نفعل مع كلّ حلفائنا وشركائنا»، في تصريحات تنسجم مع إعلان البيت الابيض أمس أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ أي قرار بناء على المصالح القومية لأميركا لا على أي اعتبارات اخرى.

 

باريس 

 

بدورها، أعلنت فرنسا انها لن تتأثر بموقف بريطانيا، مما يجعلها شريكة ضمنية في «التحالف الدولي» الذي تسعى واشنطن الى بنائه. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس إن «كل بلد سيد قراره في المشاركة أو عدم المشاركة»، مضيفاً انه سيجري «محادثات معمقة» مع الرئيس الاميركي باراك اوباما حول الموضوع. وجدد هولاند تأكيد ان «كل الخيارات مطروحة على الطاولة»، ولم يستبعد شن ضربات قبل يوم الاربعاء المقبل، وإن رجح عدم حصول أي تدخل من هذا النوع قبل مغادرة خبراء الأمم المتحدة سورية.

 

الائتلاف 

 

وأعرب مسؤول في الائتلاف السوري المعارض أمس عن «أسفه» لرفض مجلس العموم البريطاني السماح للحكومة بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام، إلا انه عبر عن اعتقاده ان هذا الرفض لن يعرقل الاستعدادات الغربية المتزايدة لتوجيه الضربة.

المفتشون 

 

ويفترض ان يغادر المفتشون الدوليون سورية اليوم، ليقدموا تقريراً شفوياً الى الامين العام للامم المتحدة فور وصولهم الى نيويورك. وزار المحققون أمس مستشفى المزة العسكري في غرب العاصمة لمعاينة مصابين يشتبه في انهم تعرضوا لغازات سامة، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة «فرانس برس».

 

برلين 

 

وفي برلين، أكدت الحكومة الالمانية انها لن تشارك في عمل عسكري في سورية، بعد ان كانت قد أعلنت سابقاً تأييدها لأي تحرك هدفه الرد على «الهجوم الكيماوي»، الذي اتهمت قوات الاسد بشنه على منطقة الغوطة قرب دمشق.

 

موسكو

 

واستغلت موسكو حليفة الأسد هذا التشويش في الموقف الغربي لتكثف محاولاتها لمنع أي ضربة عسكرية على النظام. وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلايديمير بوتين، يوري اوشاكوف، أمس إن أي تحرك يتجاوز مجلس الأمن «يشكل مساسا خطيرا للنظام القائم على الدور المركزي للامم المتحدة وضربة خطيرة (...) للنظام العالمي». ورحب برفض مجلس العموم البريطاني أي تدخل عسكري في سورية، معتبراً أن «الناس بدأوا يدركون مدى خطورة هذه السيناريوهات».

وتعليقاً على مزاعم بأن الولايات المتحدة سلّمت إلى روسيا معلومات تفيد بأن دمشق استخدمت أسلحة كيميائية، قال أوشاكوف إن «الأميركيين لم يسلّموا إلينا أية معلومات من هذا النوع، ولم يسلّموها إلى مجلس الأمن الدولي أيضا».

وأكد نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف مجددا أمس أن «روسيا تعارض أي قرار في مجلس الامن الدولي ينص على امكانية استخدام القوة». 

بكين 

 

وأعلنت الصين أنه ينبغي عدم الضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للسماح بتحرك عسكري في سورية حتى يكمل المفتشون تحقيقهم في استخدام أسلحة كيماوية. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن بلاده تؤيد إجراء تحقيق مستقل وموضوعي بعيدا عن الضغوط الخارجية، مضيفاً: «إلى أن يتوصل التحقيق إلى حقيقة ما حدث يجب على جميع الأطراف أن تتجنب استباق النتائج وبالتأكيد يجب ألا تمارس ضغوطا على مجلس الأمن ليتحرك.»

وقال وانغ في محادثات منفصلة مع وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان على من استخدم الأسلحة الكيماوية أن يتحمل المسؤولية، وأضاف :»لكن هناك حاجة أيضا للهدوء وضبط النفس».

 

المعلم 

 

وأعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس رفض بلاده لأي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة الأممية للتحقيق باستخدام أسلحة كيماوية مهامها. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن المعلم أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن «سورية ترفض أي تقرير جزئي يصدر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة قبل إنجاز البعثة لمهامها والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية للعينات التي جرى جمعها والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة». 

 

طهران 

 

وحذر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي الى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس مما وصفه بـ»التداعيات الخطيرة لأية مغامرة جديدة في المنطقة»، في اشارة الى احتمال توجيه ضربة عسكرية غربية الى سورية.

وقالت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، إن وزير الخارجية الإيرانية أجرى اتصالاً هاتفياً مع مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الى سورية، وبحث معه التطورات الأخيرة في هذا البلد، وأضافت أن ظريف دان «اي استخدام للسلاح الكيمياوي»، معرباً عن قلق ايران «تجاه اية مغامرة جديدة في المنطقة» ومحذرا من «تداعياتها الخطيرة».

(واشنطن، باريس، دمشق، موسكو، طهران ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي) 

(واشنطن، باريس، دمشق،

 موسكو، طهران ـــ أ ف ب،

 رويترز، د ب أ، يو بي آي) 

back to top