تجددت تخوفات السلفيين في مصر من المد الشيعي بعد وصول ثاني وفد سياحي إيراني إلى البلاد، وذلك بعد أن زار وفد مصر في منتصف أبريل الماضي. وفي حين دعت ائتلافات سلفية إلى ملاحقة الإيرانيين القادمين في رحلات سياحية إلى مصر، دخلت مؤسسة الأزهر على خط الأزمة بإعلانها تدشين قوافل دعوية لمناهضة المد الشيعي.

Ad

وكان وفد سياحي إيراني، مُكوّن من 134 إيرانياً وصل إلى محافظة الأقصر السياحية (جنوب مصر)، وسط حراسة أمنية مشددة، بعد إدخال تعديلات على بروتوكول التعاون السياحي بين القاهرة وطهران، حيث طالبت وزارة السياحة الإيرانية نظيرتها المصرية بفتح جميع المناطق أمام الوفود السياحية، بما فيها العتبات المقدسة، وهو ما رفضته الوزارة المصرية مطالبة بقصر الزيارات على الأماكن التاريخية بالأقصر وأسوان، وزيارة أهرامات الجيزة، إلى حين التأكد من سلامة تأمين تلك الأفواج.

ودخل الأزهر على خط المواجهة مبكراً، وقبل نحو أسبوعين من زيارة الوفد الإيراني الجديد، حين اجتمع شيخ الأزهر أحمد الطيب ونائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي والمتحدث باسم الدعوة السلفية عبدالمنعم الشحات، لمناقشة كيفية "مواجهة المد الشيعي"، وهو ما أسفر عن إعلان الأزهر خطة تتضمن تشكيل قوافل دعوية تجوب محافظات مصر، مكونة من كبار أئمة أنصار الدعوة لنشر الفكر الإسلامي ببنوده الواضحة، وذلك بعد "التأكد من أن هناك إغراءات مادية من قبل الدولة الإيرانية لنشر التشيع".

من جانبه، أكد المتحدث باسم "ائتلاف دعم المسلمين الجُدد" حسام أبوالبخاري أن الائتلاف "لن يتهاون مع السياحة الإيرانية التي تروج للمد الشيعي في مصر"، مشيراً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن جماعة "الإخوان" حاولت الفترة الماضية شرح أبعاد تلك الوفود السياحية وأهميتها بالنسبة للاقتصاد المصري، الأمر الذي رفضته قيادات الائتلاف، التي تبنت محاصرة منزل القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالقاهرة مجتبي أماني في أبريل الماضي عقب وصول أول فوج سياحي إيراني، ما أثار غضب الخارجية الإيرانية التي أبلغت بدورها نظيرتها المصرية بذلك.

في المقابل، قال أمين عام حزب "التحرير" الشيعي محمود جابر إن "النظام الحاكم في مصر وعلى رأسه محمد مرسي ذو الخلفية الإخوانية يبتز دولة إيران، لأنه يدرك تماماً مدى احتياج إيران لمصر الفترة المقبلة، ولذلك يعطي الضوء الأخضر لحماقات السلفيين ليبتز بها إيران لدعم نظامه مادياً"، مستنكراً "محاولات إقحام الأزهر في هذه القضية".