ندوة «العربي» تناقش الفنون التشكيلية ودورها في المجتمع

نشر في 07-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-03-2013 | 00:01
No Image Caption
يواصل ملتقى مجلة العربي فعاليات ندوته الفكرية، منتقياً موضوعات منوعة تشمل الأدب والتشكيل والسينما، وفي الجلسة الرابعة منه ناقش المشاركون دور الفن التشكيلي في تقدم المجتمعات.
أثار محتوى جلسة «الفنون التشكيلية وتجلياتها في التعبير الثقافي» أسئلة متعددة تتعلق بدور الفن التشكيلي في تقدم المجتمعات لاسيما أن ثمة قيودا مفروضة تحد من ممارسة الرسم بحرية وشفافية. جاء ذلك ضمن الجلسة الرابعة في ملتقى مجلة العربي «الجزيرة والخليج العربي نصف قرن من النهضة الثقافية»، في فندق شيراتون الكويت، وأدار الجلسة الفنان ضياء العزاوي.

تنوعت المداخلات التي أعقبت الجلسة، إذ تساءل رئيس تحرير مجلة العربي د. سليمان العسكري عن دور التشكيل في بناء المجتمع وتقدمه، مستفسراً عن أسباب تفوق الشعر والأدب في التأثير الجمعي، وبدوره، اشتكى الفنان حلمي التوني من القيود المفروضة على الفنان أثناء ممارسة خطابه البصري، أما الكاتب خليل حيدر فقد اعتبر أن القمع لا يلغي الإبداع مخاطباً التشكيليين بإيجاد طرق للتعبير للخروج من مأزق الرقابة.

تجارب معبرة

بداية حددت د. آمنة النصيري عبر ورقتها البحثية «المحترف التشكيلي اليمني... سلطة المجتمع وتمرد النص» أبرز الخصائص السائدة في انتاج المحترف اليمني، مشيرة إلى تفاوت التجارب المعبرة عن واقع وقضايا محلية بلغة تشكيلية مكتسبة، وترى أن هذه اللغة تمثلت في تيارات ومدارس متعددة كالانطباعية والواقعية والتعبيرية والسريالية والتأثيرية والتجريدية وغيرها من الاتجاهات التشكيلية التي بدأ ظهورها نهاية القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين.

ولفتت النصيري إلى انتقال عدد من الفنانين في السنوات الأخيرة إلى الاتجاهات الحديثة الأكثر رواجاً وتأثيراً في الأوساط التشكيلية راهنا، معتبرة أن النتاج التشكيلي للفنانين اليمنيين المتأثرين بهذه التيارات قد يمثل معظم الملامح الجمالية والتقنية والرؤى النظرية الموجودة فيها إذ تجسد مجمل الأعمال ملامح من الثورة الحديثة من خلال مفاهيم وقيم اللوحة التقليدية.

وفي حديث عن تمرد بعض الفنانين على الأنساق المألوفة، توضح أن ثمة تشكيليين قدموا صياغات تنتمي إلى مدارات الحداثة، متمردين على الإحالات الواقعية، عبر ممارسات فنية تبحث عن المغاير والتمرد على أيقونة الصور، وقد نجحت هذه التجارب إلى حد ما في الانتقال بالتشكيل نحو منعطف جديد. وبشأن النتاج الشبابي في المشهد التشكيلي، تؤكد النصيري تنوع التحديات التي تواجه جيل الشباب موجزة أهم إشكالاتها في محاور عدة في طليعتها: سطوة الوعي الجمعي على منجز الفنان الشاب والحرص على نمطية المعالجات الفنية، وسلطة السوق وحركة الاقتناء التي تدفع الفنانين الى إنتاج أعمال بمعايير السوق المحلي.

حداثة مبكرة

أما الفنان حميد خزعل فقد قدمّ ورقة بحثية بعنوان «الفن التشكيلي الكويتي... حداثة مبكرة» تتضمن تشريحاً دقيقاً لواقع المشهد التشكيلي نظراً لخبرته الطويلة في المجال التشكيلي ممارسةً ونقداً وبحثاً، مستفيداً من كل هذه الأمور في صياغة بحث يسبر أغوار الفن التشكيلي في الكويت، مبيناً أن الحركة التشكيلية الكويتية حظيت منذ البداية بالاهتمام الحكومي تحقيقا لرغبة الشعب وتطلعاته في انشاء نظام تعليمي حديث ومتكامل تبني الكويت من خلاله مستقبلها الحضاري على أسس متطورة تساعدها على النمو المتوازن مع بقية جيرانها، مستعرضاً الجهد الحكومي في إرسال عدد من الدارسين إلى الدول العربية والأجنبية.

واستطرد خزعل في الحديث عن المراحل المفصلية في الحركة التشكيلية المحلية، مبيناً أن تضاعف المرافق الفنية لتشكل حاضنة للمواهب، مستعرضاً تجربة الفنان عبدالله القصار التي شكّلت نتاجاً فنياً مميزاً ومضموناً فلسفياً، ممتدحاً بعض التجارب الأخرى في النحت للفنانين سامي محمد وعيسى صقر وخزعل القفاص.

التجربة السعودية

حول المشهد التشكيلي السعودي، شددت الفنانة ضياء يوسف على تفاعل التشكيل السعودي مع مجتمعه، منطلقاً إلى فضاءات أرحب، مشيرة إلى أن من أهم نتائج الدراسة السيسيولوجية للفن السعودي استنباط الإطار البلاغي الذي أعطاه نبرته التعبيرية ومحتواه الأخلاقي، وترى أن التشكيل تفاعل مع قضايا المرأة إذ انعكست تلك الهموم عبر المنجز الفني، كما تطرقت في بحثها إلى تأثير أحداث الحادي عشر من سبتمبر والعولمة الثقافية والتكنولوجية.

back to top