نقل وسياحة بحرية... «ميَّة ميَّة»

نشر في 07-09-2013
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب من المزايا الموجودة في هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً، ذلك الشريط الساحلي على امتداد حدوده الجغرافية من الجهة الشرقية، وهذه الميزة نعمة أنعم الله بها علينا، ولكن للأسف الشديد، لم يستغل هذا الشريط ليكون في مصلحة البلاد والعباد، بل تم الاكتفاء باستغلاله كأملاك خاصة لأفراد وحكر على فئة دون أخرى.

في دول العالم التي تتزعم السياحة والترويح والترفيه والاستجمام، جميع سواحلها لا تخضع للملكية الخاصة، بل تكون ملكا للدولة والشعب، تستغل في مشاريع ترفيهية ومرافق سياحية وشواطئ لممارسة أنشطة بحرية.

أما سواحلنا فهي موزعة كشاليهات خاصة، وبصفة انتفاع مقابل مبلغ رمزي جداً جداً للدولة، في حين أن أغلب ملاك الشاليهات يستخرجون هذا المبلغ الرمزي من تأجير الشاليه على الجمهور، وعملية الإيجار لا تقف فقط لتحصيل رسوم الدولة، بل الأمر تعدى ذلك، ولا نريد أن نخوض في هذا الموضوع، وسنفرد له مقالة خاصة في القريب.

وهناك مساحات على السواحل مستغلة كسكن خاص، ومساحات لمرافق تقدم خدمة لفئة من الشعب، ومساحات عبارة عن واجهة بحرية الكثير منها يفتقر إلى أبسط الخدمات لمرتاديها.

وللأسف الشديد أيضاً أن في الكويت أكثر من شركة للنقل البحري، لا تمارس نشاطها، والسبب التعقيدات في لوائح ونظم الدوائر الحكومية، وإلا فماذا نقول في تلك الجهات التي تصدر ترخيصا لمزاولة نشاط (النقل البحري)، وتأتي جهة أخرى أو شركات وطنية تمنع أصحاب التراخيص من مزاولة النشاط من مراسيها، وللعلم هذه المراسي أنشئت بموافقة الحكومة، فمن باب أولى على الجهات التي أصدرت تراخيص (النقل البحري)، أن تصدر أيضاً قرارات تحدد أماكن مزاولة ذلك النشاط، أو تخصص أرضاً على الساحل لتلك الشركات لتنشئ لها مرسى تزاول نشاطها بكل أريحية.

سنذكر مثالاً واحداً نبين من خلاله الفائدة العظيمة التي ستجنيها الدولة من تفعيل النقل البحري، ففي تركيا على سبيل المثال محطات للتنقل بين اسطنبول الجزء الآسيوي والجزء الأوروبي، بالإضافة إلى الرحلات في مضيق البوسفور، ولو تم تطبيق نفس الفكرة على سواحلنا وتم تحديد محطات للنقل البحري، ألا يكون ذلك سبباً في تخفيف الازدحام المروري على اليابسة؟ بالإضافة إلى انتشار مرافق ترفيهية مرفقة بالمحطات البحرية، وكذلك جزر الكويت التسعة المهجورة والمهملة، تكون فيها محطات استقبال على غرار تلك الجزر الواقعة على مضيق البوسفور التابعة لتركيا، بما يفعِّل السياحة في تلك الجزر، والملاحة البحرية بينها وبين المدينة.

تلك فائدة أو اثنتان من تفعيل النقل البحري، وهناك فوائد كثيرة، منها حل مشاكل الازدحام المروري كما بينّا، وفتح مجال للوظائف لأبناء البلد، وترويح للمواطن والمقيم، والبقية نتركها لمخيلتك عزيزنا القارئ، ونتركها أيضا لأصحاب القرار، لعلهم يفكرون وينظرون إلى الموضوع بجدية، ويضعون اللبنة الأولى للسياحة البحرية في البلاد.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top