مصر: ضربات «إخوانية» تتحدى قانون الطوارئ
• النيران تلتهم «محافظة الجيزة» واشتباكات في الإسكندرية... واستنفار في الصعيد
• «الصحة»: 525 قتيلاً حصيلة اشتباكات «الفض»... والجيش يعد بإصلاح الكنائس والأبنية المتضررة
• «الصحة»: 525 قتيلاً حصيلة اشتباكات «الفض»... والجيش يعد بإصلاح الكنائس والأبنية المتضررة
التزم المصريون، باستثناء جيوب لجماعة «الإخوان المسلمين» أمس، بتطبيق قرار حظر التجول، مع بدء الدولة المصرية فرض «حالة الطوارئ»، بعد يوم من فض اعتصامين غير سلميين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
أصر عدد من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" أمس، على المضي في خيار العنف وإثارة الفوضى، بعد الهزيمة السياسية التي تلقوها عقب فض الاعتصامين، المناصرين للرئيس "المعزول" والذي أسفر عن سقوط 525 قتيلاً، و3717 مصاباً، في مواجهات الأربعاء الدامي، وفقاً لبيان وزارة الصحة المصرية. فقد اقتحم أمس، نحو 200 من جماعة "الإخوان المسلمين"، مبنى محافظة الجيزة، وأشعلوا فيه النيران، قبل أن تلقي قوات الأمن القبض على عدد منهم، بينما قطع مؤيدو الجماعة السكك الحديدية بعدد من الاعتصامات، أمس، ما أوقف جميع القطارات في الوجهين البحري والقبلي، في مخطط لإثارة الفوضى. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية، استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة في الساعات الأولى من صباح أمس أثناء دفاعهم عن قسم شرطة حلوان، جنوبي القاهرة، والذي هاجمه أنصار "الإخوان"، ليصل بذلك إجمالي قتلى الشرطة، منذ أمس الأول (الأربعاء) إلى 46 قتيلاً. في السياق، ووسط دعوات للتظاهر اليوم أعلن أنصار "الإخوان" الاعتصام بمسجد "الإيمان" بضاحية مدينة نصر، أمس غير بعيد عن مسجد "رابعة العدوية"، فيما اشتبك أنصار "الإخوان" مع الشرطة والأهالي، في مدينة الإسكندرية الساحلية، ما أسفر عن سقوط نحو 3 قتلى على الأقل، مع إعلان نيتهم الاعتصام في مسجد القائد إبراهيم؛ وسط الإسكندرية. وبينما لم تسلم سيناء، من هجمات أنصار مرسي، بعدما هاجم جهاديون مسلحون، نادي "ضباط الشرطة" أمس بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، بالأعيرة النارية ولاذوا بالفرار، بعد اشتباكات مع الأمن، أفاد مصدر طبي بأن جندياً لقي مصرعه، وأكدت مصادر أن عدة مدن من الصعيد شهدت استنفاراً شعبياً لمواجهة هجمات إخوانية متوقعة على عدد من الكنائس والشخصيات القبطية، وقال مراسل "الجريدة"، إن ثلاثة مجمعات محاكم تعرضت لهجوم في محافظة المنيا، بينما قتل قبطي في "شطورة" التابعة لمحافظة سوهاج. عنف كوادر "الإخوان" ومؤيديها في الشارع، جاء في وقت أعلنت فيه قيادات مكتب إرشاد الجماعة الانعقاد الدائم للتشاور حول الرد على ملاحقة قوات الأمن لقياداتها، بعد اختفاء قيادات "الإخوان" التي قادت تحركات الجماعة، خلال الأزمة الأخيرة، وسط أنباء عن إلقاء القبض على نحو 500 إخواني، بينما نفى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن تكون قيادات "اعتصام رابعة" بينهم. وكشفت مصادر مطلعة بـ"الحرية والعدالة" لـ"الجريدة" أن المشاورات التي تجري حاليا بين عدد من قيادات الإرشاد وقواعد الجماعة تأخذ مسارين؛ الأول هو الاستمرار في أعمال التصعيد والحشد والتجمع بكل الميادين، والثاني يتضمن تنفيذاً فورياً لتهدئة تدخل بالجماعة وأعضائها إلى وضعية الثبات والصمت السياسي. المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية" حاتم عزام، لم يستبعد خيار التهدئة، قائلاً لـ"الجريدة": "التقارير الأولية للمكاتب الإدارية لجماعة "الإخوان" بالمحافظات تفضِّل تجنب الصدام، حتى لا يراق مزيد من الدماء، خاصة أن العديد من المتعاطفين، قد لا يرحبون بالتصعيد". حظر التجول نفذت الحكومة المصرية في القاهرة و11 محافظة قرار حظر التجوال، الذي أصدرته منذ مساء أمس الأول مع استثناء مدينة "شرم الشيخ" السياحية بمحافظة جنوب سيناء، بناء على طلب وزير السياحة هشام زعزوع. وعلى الرغم من التأثير السلبي لاستقالة نائب الرئيس المصري، للشؤون الدولية، محمد البرادعي، فرضت الدولة صباح أمس هيبتها على ميدان "رابعة العدوية"، بعدما بدأت في إزالة جميع مخلفات أنصار "الإخوان" من الميدان، وقرر وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ترميم ميدان ومسجد "رابعة العدوية"، والذي أحرقه أنصار "الإخوان"، وغيرها من المنشآت الحكومية في المنطقة المحيطة على نفقة الجيش، فضلاً عن ترميم مختلف الكنائس التي أحرقها إسلاميون متشددون. وبينما شيع رجال الدولة المصرية أمس جنازة رجال شرطة قسم كرداسة، الذين قتلوا ومُثل بجثتهم على يد أنصار "الإخوان"، بدأت القيادة المصرية في وضع خطة تعامل مع تظاهرات "الإخوان"، وعقد رئيس الوزراء المصري د. حازم الببلاوى اجتماعاً أمس (الخميس) مع وزيري الدفاع والداخلية؛ السيسي واللواء محمد إبراهيم، لاستعراض تطورات الأوضاع في البلاد. وبدت الحكومة مصممة على الاستمرار في التحقيق مع قيادات "الإخوان"، حيث قرر المستشار حسن سمير، قاضي التحقيق تجديد حبس الرئيس المعزول مرسي مدة 30 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجرى معه، في وقائع اقتحام السجون والتخابر، كما قرر حبس رئيس حزب "الحرية والعدالة" محمد سعد الكتاتني، مدة 15 يوماً على ذمة القضية ذاتها، وأصدر أمراً بضبط وإحضار 32 متهماً من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين".