• بلدات متاخمة للجولان بيد المعارضة  • خلاف روسي - غربي في مجلس الأمن حول الهجوم الكيماوي

Ad

سعى الرئيس السوري بشار الأسد مرة جديدة إلى الظهور بمظهر القائد القريب من شعبه، في وقت تستمر الثورة المسلّحة ضد حكمه في البلاد، موقعةً القتلى والجرحى والمشرّدين، فاعتبر أن النزاع في سورية معركة إرادة وصمود، الأمر الذي يوحي بعدم نيّته التخلّي عن الحكم قريباً.

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن النزاع المستمر في البلاد منذ عامين هو «معركة إرادة وصمود»، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في تكريم أهالي تلامذة قضوا في النزاع، في احتفال أُقيم بمركز تربوي في شرق دمشق.

وقال الأسد إن «سورية اليوم كلها جريحة ولا يوجد فيها أحد لم يخسر أحد أقربائه، إن كان أخاً أو أباً أو أماً، ولكن كل هذا لا يعادل خسارة الابن. ومع ذلك فإن كل الذي يحصل بنا لا يمكن أن يجعلنا ضعفاء، والمعركة هي معركة إرادة وصمود»، بحسب التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ليل أمس الأول. وأضاف: «بقدر ما نكون أقوياء، بقدر ما نتمكن من حماية الآخرين من أبناء الوطن».

وكان الأسد قام الثلاثاء الماضي، ترافقه قرينته أسماء، بزيارة مفاجئة إلى المركز التربوي للفنون التشكيلية الواقع في حي التجارة، حيث شارك في حفل التكريم الذي أُقيم لمناسبة عيد المعلم.

ونقلت «سانا» عن الأسد قوله للأهالي إنه أراد التواصل معهم «لكي يستمد القوة منهم رغم غصة الألم الناتجة عن فقدانهم أولادهم». وأضاف أن «السوريين يستمدون القوة وعدم الرضوخ والاستسلام من أهالي الشهداء»، وأن سورية «صامدة بصمودهم وصمود أبنائها المعروفين بمساندتهم لبعضهم البعض في الملمات، والوقوف صفاً واحداً لتكون سورية دائماً قوية ومنتصرة».

تقدم الحر

ميدانياً، أعلن مقاتلون من المعارضة السورية أمس، أنهم سيطروا على عدة بلدات قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما أشعل توترات في هذه المنطقة الحساسة.

وقال أبوعصام تسيل من المكتب الإعلامي للواء «شهداء اليرموك» الذي ينشط في المنطقة: «نحن نهاجم المواقع الحكومية، بينما كان الجيش يقصف المدنيين وننوي السيطرة على مزيد من البلدات».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين سيطروا على عدة بلدات قرب هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ثم ضمتها لاحقاً، منها بلدة خان أرنبة التي تقع على خط فض الاشتباك بين إسرائيل وسورية وعلى طريق رئيسي يؤدي إلى هضبة الجولان. كما أضاف المرصد أن المقاتلين سيطروا أيضاً على قريتين تقعان قرب خط وقف إطلاق النار.

وهناك قلق متزايد في إسرائيل من احتمال أن تزيد جرأة مقاتلين إسلاميين لإنهاء الهدوء الذي ظل الأسد يحافظ عليه هو ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد في هضبة الجولان منذ عام 1974.

وتفيد مصادر لدى مقاتلي المعارضة بأن الجيش السوري كثف قصف القرى في منطقة سحم الجولان أمس فجراً. وأضافت المصادر أن مقاتلي المعارضة في منطقة القنيطرة قرب الجولان يكثفون الهجمات على حواجز الطرق، للسيطرة على المزيد من المناطق، لكنهم أوضحوا أن بلدة القنيطرة الاستراتيجية التي دُمرت بصورة كبيرة وأصبحت خالية خلال الاشتباكات الإسرائيلية- السورية عام 1974 مازالت تحت سيطرة الحكومة السورية.

عودة عن التعليق

في غضون ذلك، أعلنت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، عودتها عن تجميد عضويتها، بحسب ما أوردت أمس، على صفحتها الخاصة على موقع «فيسبوك».

وكانت الأتاسي واحدة من 12 عضواً بارزاً أعلنوا الثلاثاء الماضي، تعليق عضويتهم في الائتلاف، وذلك لأسباب مختلفة منها الاعتراض على انتخاب غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة للمعارضة.

وكتبت الأتاسي على صفحتها إن «السبب الأساسي الذي دفعني إلى تجميد عضويتي في الائتلاف ضعف العمل المؤسسي، وعدم ارتقاء العمل الجماعي إلى مستوى الثورة السورية، أم الثورات، من خلال العمل المحترف. فأنا أبحث عن إيجاد إرادة صحيحة في تحمل المسؤوليات الأساسية».

وأوضحت أنه «بناءً على حوارات عميقة وجدية جرت بخصوص افتقار روح الفريق في العمل، حيث تم الحديث عن حصول نقلة حقيقية أطالب بها، فإنني ألغي قرار تجميد عضويتي في الائتلاف الوطني، وأعلن العودة إلى ممارسة مهامي كاملة».

وأعربت عن تأييدها لخطوة تشكيل الحكومة المؤقتة: «لأنها أصلاً أحد أشكال مأسسة عملنا في خدمة الثورة». ومن أبرز الشخصيات التي أعلنت تعليق عضويتها، المتحدث باسم الائتلاف وليد البني، والأعضاء كمال اللبواني، ومروان حاج رفاعي، ويحيى الكردي، وأحمد العاصي الجربا.

«خلاف كيماوي»

من ناحية ثانية، اختلفت روسيا مع بريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن أمس الأول، بشأن نطاق تحقيق في مزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية، واتهمت القوى الغربية بمحاولة عرقلة تحقيق محتمل للأمم المتحدة في هذا الأمر.

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن سورية طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدء تحقيق في مزاعم بشن هجوم بأسلحة كيماوية من جانب «جماعات إرهابية» قرب مدينة حلب.

وأشارت بريطانيا وفرنسا إلى مزاعم المعارضة انه وقع هجومان بأسلحة كيماوية، أحدهما في دمشق والآخر في حلب يوم الثلاثاء، وطلبتا أن يشمل التحقيق الهجومين.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن المنظمة تلقت طلباً مكتوباً من الجعفري لإجراء تحقيق، وانه يجري دراسته.

وصرح السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحافيين بعد الاجتماع المغلق بأن مجلس الأمن ناقش المسألة، وشكا من أن بريطانيا وفرنسا تريدان أن يتركز التحقيق على الهجومين المزعومين بأسلحة كيماوية لا على الهجوم الذي وقع في حلب، وقال إن ذلك تكتيك هدفه التعطيل ولا داعي له.

(دمشق ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)