دمشق: نتوقع «الضربة» في أي لحظة... وجاهزون للرد

نشر في 01-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-09-2013 | 00:01
No Image Caption
تحركات عسكرية في قاعدة أنجرليك التركية... وسفينة إنزال أميركية تتوجه إلى المتوسط
يبدو أن النظام السوري قد تلقف التصريحات الأميركية الأخيرة التي أكدت أن قرار توجيه ضربة عسكرية له لاستخدامه السلاح الكيماوي باتت مؤكدة، إذ أعلنت مصادره أمس أنه بات يتوقع الضربة في أي لحظة.
بعد المواقف والتصريحات الأميركية الأخيرة التي أظهرت أن إدارة الرئيس باراك أوباما اقتربت جداً من اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، أبلغ مسؤول أمني سوري موال للنظام أمس وكالة "فرانس برس" أن بلاده تتوقع الaضربة الغربية "في كل لحظة"، وهي "جاهزة للرد في كل لحظة".

وقال المصدر: "سندافع عن شعبنا ووطننا بكل امكاناتنا وبكل ما اويتنا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد"، وفي اشارة الى التصريحات الأميركية الاخيرة، قال المصدر "كل شيء قالوه مهزلة"، معتبراً أن "موقف الرأي العام الغربي هو ضدهم. قضيتهم قضية خاسرة وغير عادلة ولا تمت بصلة الى الاخلاق والقانون الدولي".

تحركات عسكرية

الى ذلك، حلقت أمس طائرات عسكرية فوق قاعدة انجرليك الجوية التركية التابعة لحلف شمال الاطلسي خارج مدينة آضنة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود التركية ـ السورية. ونصب في وقت سابق هذا العام بعض انظمة صواريخ باتريوت الهولندية في قاعدة انجرليك الجوية في تحرك استهدف تعزيز دفاعات تركيا ضد تهديد الهجمات الجوية القادمة من سورية. وأرسل سلاح البحرية الأميركية سفينة إنزال برمائية على متنها المئات من عناصر المارينز إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتنضم إلى 5 مدمرات موجودة هناك.

وأفادت شبكة "آيه بي سي نيوز" الأميركية ان سفينة "يو اس اس يان أنطونيو" البرمائية توجهت إلى شرق البحر التوسط، ونقلت عن مسؤول دفاعي ان السفينة ستبقى كإجراء وقائي في حال ظهرت حاجة لاستخدام قدراتها. يشار إلى ان السفينة تحمل المئات من عناصر البحرية الأميركية بالإضافة إلى عدة مروحيات يمكن استخدامها في المساعدة على إنقاذ طيارين يتم إسقاط طائراتهم.

وتوقعت مصادر إسرائيلية أمس أن تشن الولايات المتحدة أول هجوم ضد دمشق خلال الـ48 ساعة القادمة، فيما اتصل وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس هاتفيا بنظيره الإسرائيلي موشيه يعلون وأطلعه على آخر المستجدات.

المفتشون

جاء ذلك، فيما غادر محققو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية دمشق أمس على ان يتوجهوا جواً الى نيويورك من بيروت التي وصلوها براً، ويقدموا تقريراً شفهياً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي من نيويورك مساء أمس الأول ان الفريق انهى عمله في سورية، وانه يعتزم اصدار تقرير في أسرع وقت بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيماوية في النزاع السوري.

وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الى سورية قبل ايام من وقوع الهجوم الكيميائي المفترض.

وافاد دبلوماسيون أن الأمين العام للأمم المتحدة ابلغ الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن خلال اجتماعه بهم مساء أمس الأول أن النتائج النهائية لتحليل العينات التي جمعها المحققون قد لا تكون جاهزة قبل اسبوعين.

بوتين

في غضون ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس للصحافيين في فلاديفوستوك: "علينا ان نكون منطقيين... القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن اعطاء ورقة رابحة الى اولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء"، واضاف: "بالنسبة لموقف زملائنا الاميركيين الذين يؤكدون ان القوات الحكومية استخدمت اسلحة كيماوية، ويقولون ان لديهم ادلة، حسنا، فليقدموا هذه الادلة لمفتشي الامم المتحدة ومجلس الامن، واذا لم يقدموها فان ذلك يعني انه لا وجود لتلك الادلة"، مذكرا الرئيس الأميركي الحائز جائزة نوبل للسلام بأن الضربة العسكرية قد توقع مدنيين سوريين.

وكانت وزارة الخارجية السورية اعتبرت في بيان مساء أمس الأول ان التقرير الذي نشرته واشنطن أمس الأول عن "ادلة" جمعتها الاستخبارات الاميركية وتثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية بريف دمشق هو "مجرد ادعاءات كاذبة وبلا دليل".

أستراليا

وقال وزير الخارجية الاسترالية بوب كار أمس إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية يستوجب رداً، مؤكداً استعداد بلاده لدعم الولايات المتحدة في ضربة محدودة غير بريّة لسورية وجدّد دعوة الأستراليين لمغادرتها.

وقال إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستخاطر بردّ إقليمي أكبر في أي تحرّك لها، مضيفاً: "أظن أن الولايات المتحدة ستدرس التداعيات غير المقصودة الممكنة، بدقّة. هذا ليس بشأن تغيير للنظام في سورية، ولا بشأن وقوف أميركا مع المتمرّدين. إنه سيكون رداً سريعاً وضيّقاً"، مضيفا إن "أميركا تستحق تلقي الدعم منا، وقد أشار رئيس الحكومة (كيفين رود) الى أنها ستتلقاه".

إيران

وفي وقت توجه وفد من مجلس الشورى الايراني الى سورية أمس متضامناً، حذر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني من ان "المغامرات" الاميركية في المنطقة لن تتوقف عند حدود سورية بل ستشمل الشرق الاوسط برمته، مضيفاً: "يمكن ان تكون بداية الحرب حسب ارادتهم لكن نهايتها لن تكون في يدهم".

(دمشق، واشنطن، أنقرة، موسكو ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top