قالت الأديبة ليلى العثمان إنها لا تزال تخطو خطواتها الأولى في مجال الكلمة، معتبرة تكريمها يخفف وطأة التعب ويحفزها لمواصلة دروب الكتابة الشاقة.

Ad

جاء ذلك ضمن حفل تكريم الأديبة ليلى العثمان بمناسبة يوم الأديب الكويتي صباح أمس في كلية الآداب بمنطقة كيفان، وحضره عدد من الأدباء ومجموعة من الأكاديميين إلى جانب حضور بعض طالبات المدارس.

بداية، أعرب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الكويت د. عبدالعزيز صفر عن تقديره لدور المحتفى بها في المشهد الثقافي، ممتدحاً مشوارها الطويل، مركزاً على دورها الأدبي محلياً وعربياً، بينما أشادت مقررة اللجنة الثقافية في قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب د. نسيمة الغيث بمكانتها الأدبية المرموقة ودورها الكبير.

دروب الكلمة

بدورها، ثمنت المحتفى بها الأديبة ليلى العثمان دور جامعة الكويت في هذا التكريم، شاكرة كل الذين ساهموا في الاحتفال، مضيفة: «سررت لهذا الاحتفاء برغم أني لا أرى نفسي أديبة كبيرة وأشعر أني مازلت أحبو في دروب الكلمة، فالحب كما الحزن والفرح، يبكي أحيانا وهذا الحب الذي أحظى به منكم يفرحني ويبكيني مثل كل الأيام التي كرمت بها على مدى السنوات الماضية».

وعن أهمية التكريم لها، قالت: «إن هذه التكريمات تحقق لي أحد أهم أحلامي وهو أن أكون إنسانة محبوبة، ولم أكن بعد أدرك الطريقة التي أنتهجها لأحقق لنفسي هذا، لكنني ببعض الوعي اكتشفت أن في داخل كل إنسان منا شخصين: خيّر... وشرير، لأنني أكره الشر والأشرار فقد انحزت بكل إصرار إلى الشخص الخير بداخلي لأقاوم قسوة البشر من أعداء طفولتي وأقاوم استبسالهم لوأد موهبتي التي أطلت برأسها وبرعمت ورودها.

وأضافت العثمان: «وكان حلمي الأكبر أيضا أن أصبح كاتبة، ولم يكن الأمر سهلا، لكنني بعناد وحماسة الحالم بالوصول اجتهدت ولم يكسرني قرار أبي حرماني من الدراسة فقررت أن اهتم بموهبتي وأنميها بالطرق التي تحتاجها من قراءات وتأملات وأسفار واحتكاك بعوالم الناس ومعاناتهم وتثقيف مستمر لذاتي، ولولا هذا القدر من الحماسة لما استطعت أن أنجز شيئا، لقد أخذت الكتابة سنوات كثيرة من العمر ولم أندم على هذا رغم الأوجاع والسهر وآلام العظام وضعف النظر وتعب في أغلفة الذاكرة، ذلك أنني في مقابل ما فقدته حصلت على ما يعوضني من حب الناس لي كإنسانة وتقديرهم لي ككاتبة، فكان هذا الحب يخفف وطأة التعب ويحفزني لمواصلة دروب الكتابة الشاقة والشائقة».

تكريم

واعتبرت العثمان أن النجاح شيء ثمين جدا لكن الأثمن منه أن يحسب لصاحبه، مشيرة إلى أن الكتابة حققت لها هذا لأنها حصلت على تكريمات عديدة من دول أجنبية وعربية، وكذلك في بلدها الحبيب الكويت فحصلت على جائزة الدولة التقديرية، مبينة أن تكريم الجامعة يضيف لها فرحا جميلا لاسيما أنه تحت شعار «إبداع الشجاعة والجرأة»، مشددة على أنها كانت شجاعة حين استبسلت لتحقيق أحلامها، ولم تنقصها الجرأة حين بثت ما يدور في خيالها على الورق بحروف ترفض الاستكانة والتسليم بالأمور الخاطئة.

وقدمت المحتفى بها الشكر لقسم اللغة العربية وآدابها لعميدة كلية الآداب د. حياة الحجي التي رعت هذا الحفل، وشكرا لرئيس قسم اللغة العربية وآدابها د. عبدالعزيز صفر، ومقررة اللجنة الثقافية د. نسيمة الغيث، وشكرا لكل الأساتذة في قسم اللغة العربية الذين اجتهدوا بتقديم هذه البانوراما، وكذلك أن أشكر أستاذي الكبير القاص والروائي د. سليمان الشطي والناقد فهد الهندال. وشكرت كل من تفضل بالحضور دافعه لهذا الحب والتقدير لشخصي وأنا أؤكد لكم أنني أبادلكم هذا الحب.

وختمت العثمان حديثها: «يقول فولتير: كلمة واحدة رقيقة أصغي إليها أثناء حياتي، خير عندي من تمجيد في جريدة كبرى بعد أن أكون قد مت»، فألف شكر لأنكم أسمعتموني كلماتكم النبيلة الصادقة قبل أن أموت».

شهادات

وتضمن الحفل مجموعة شهادات إبداعية تلتقي حول نتاج الأديبة ليلى العثمان وجرأتها في الطرح، ومن ناحيته قدّم د. سليمان الشطي شهادته الإنسانية المرصعة ببعض الإضاءة النقدية، إذ تحدث عن مواقف إنسانية مؤثرة في حياتها معتبراً أن حددتها تتضاعف مع الأشخاص المقربين منها، لافتاً إلى أن عبق الماضي يسكن أعماقها وتتجلى فيها مقولة النسوية لاسيما أن المرأة أكثر الكائنات رمزية، كما أن أسلوبها له نكهة خاصة، مبيناً أن مستوى نتاجها الأدبي يقفز من الفردية إلى الكلية. بينما أشارت د. سعاد عبدالوهاب إلى تركيز العثمان على قضايا مهمة إذ خصصت إحدى حكاياتها للحديث عن سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة، ممتدحة صياغتها الأدبية عبر سلاسة تفاصيل الحكاية. وبدوره أثنى الناقد فهد الهندال على دعم العثمان جيل الشباب واحتضانهم عبر تخصيص جائزة لهم، كما قدم بعض الأساتذة والأكاديميين شهادات أخرى تطرقوا فيها إلى المنجز الأدبي للأديبة ليلى العثمان.