لبنان: سيارة مفخخة «تلهب» الضاحية الجنوبية
سقوط 53 جريحاً... واعتداء على وزير الداخلية
هزّ منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت قبل ظهر أمس انفجار سيارة مفخخة أدى الى سقوط عدد من الجرحى وأضرار مادية جسيمة في الأبنية والمحال التجارية والسيارات التي اندلعت فيها النيران.وأجمعت القوى السياسية اللبنانية، رغم خلافاتها السياسية، على إدراج الحادث في خانة ضرب الاستقرار الأمني وتأجيج الفتنة الطائفية والمذهبية، في حين ربطه بعض المتابعين والمراقبين بالأحداث الأمنية التي حصلت أخيراً ولا سيما انهاء حالة الشيخ احمد الأسير في صيدا.وأسفر الانفجار الذي وقع في مرآب للسيارات قرب مكان للتسوق في مركز" التعاون الاسلامي التجاري" في منطقة بئر العبد(الضاحية الجنوبية) عن جرح 53 شخصاً. وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية والادلة الجنائية الكشف على المكان ومسح الأضرار ومعرفة هل هناك كاميرات تصوير وتحديد زنة العبوة واجراء التحقيقات الاولية. وبعد حوالي ساعة من الانفجار وصل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل إلى الضاحية الجنوبية معلقاً بأنه "يراد من التفجير خلق فتنة طائفية سنية شيعية"، ومعتبرا ان "على الدولة الاسراع في التعويض نظرا لجسامة الاضرار".ولدى مغادرة شربل المكان جرى التعرض له من قبل بعض الشبان المتجمهرين ما دفع بعناصر الحماية الى اطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين. ولم يتمكن الوزير من الوصول إلى موكبه فاضطر إلى الاحتماء في احد المباني حتى هدوء الشبان.واستغربت مصادر مطلعة الهدف من وراء الاعتداء على شربل مشيرةً إلى الحفاوة التي استقبل بها لدى وصوله إلى مكان التفجير، ومتسائلة هل هناك أمر حزبي بالتعرض للوزير، فيما اعتبرت مصادر اخرى التعرض للوزير بمثابة رسالة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي تمر علاقته بحزب الله وحلفائه بمرحلة من التوتر.ودان الرئيس سليمان الانفجار، داعياً الى "التفاهم والحوار بين اللبنانيين وإلتزام إعلان بعبدا والاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية"، مشدداً على "وجوب احترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدّة الخلاف السياسي".كما دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري الانفجار، الذي شجبته كافة القوى والشخصيات السياسية.وفي وقت نفى "حزب الله" إصابة أحد قيادييه في الحادث، ملمحاً الى "بصمات العدو الإسرائيلي وأداوته"، نفت إسرائيل تورطها على لسان وزير الدفاع موشيه يعالون الذي وضع الحادث في اطار "الصراع السني - الشيعي". كما نفى "الجيش الحر" مسؤوليته عن الانفجار واستنكر "الائتلاف الوطني" السوري المعارض التعرض للمدنيين.