الرسول لم يحاول الانتحار

نشر في 01-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-08-2013 | 00:01
لم يترك المشككون فرصة دون الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسيرته، ومن الشبهات التي أثاروها حوله قولهم إنه حاول الانتحار مستندين في ذلك إلى الحديث الذي جاء في صحيح البخاري ونصه: «وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد إنك رسول الله حقًّا، فيسكن لذلك جأشه وتقرَّ نفسه، فيرجع».

يقول د. محمد نبيل غنايم، أستاذ الشريعة في جامعة القاهرة إن عبارة «حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا» تعني أنه خبر ممن لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم كان بشراً من البشر ولم يكن ملكاً ولا مدعياً للألوهية، والجانب البشري فيه يعتبر ميزة كان صلى الله عليه وسلم يعتني بها ومن ثم فإذا أصابه بعض الحزن أو الإحساس بمشاعر ما نسميه في علوم عصرنا بالضيق فهذا أمر عادي لا غبار عليه؛ لأنه من أعراض بشريته صلى الله عليه وسلم، وحين فتر (تأخر) الوحي بعد أن تعلق به الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المكان الذي كان ينزل عليه الوحي فيه يستشرف لقاء جبريل، فهو محبّ للمكان الذي جمع بينه وبين حبيبه بشيء من بعض السكن والطمأنينة، فماذا في ذلك أيها الظالمون، وإذا كان أعداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستندون في بعض الأحيان أيضاً إلى الآية الكريمة: «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا» (الكهف:6)، فالآية لا تشير أبداً إلى معنى الانتحار، لكنها تعبير أدبي عن حزن النبي صلى الله عليه وسلم بسبب صدود قومه عن الإسلام، وإعراضهم عن الإيمان بالقرآن.

back to top