أصيبت شوارع العاصمة المصرية أمس (الأربعاء الأسود) بحالة من الشلل التام، تزامنا مع بدء تنفيذ عملية فض اعتصامي الإخوان في ميداني رابعة العدوية (شرق القاهرة) والنهضة بالجيزة، حيث تحركت مسيرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي إلى عدة مناطق، وقطعت طرقا وجسورا حيوية، واشتبكت في معارك مع مدنيين وقوات الشرطة، استخدمت فيها الحجارة والأسلحة النارية والخرطوش، ما أصاب حركة السير بالشلل التام.

Ad

ولخصت معاناة المصريين أمس سيدة خمسينية تدعى أم حنان وقفت في محطة مترو أنفاق الجيزة، قرب ميدان "النهضة"، حيث أخذت تطمئن ابنتها عبر الهاتف الجوال، وتؤكد أنها في طريقها للعودة إلى المنزل، بعدما فشلت في الوصول إلى مقر عملها في شارع الهرم، بسبب قطع أنصار الإخوان الشارع وإضرام النيران في إطارات السيارات.

وبينما كانت أم حنان تنهي محادثتها مع ابنتها أثناء تحرك المترو من المحطة، مرددة: "حسبي الله ونعم الوكيل"، نشب خلاف بينها وبين شخص ملتح، كان يستعد للتوجه إلى ميدان مصطفى محمود بضاحية المهندسين، لينضم إلى زملائه الذين احتشدوا هناك بالمئات، واشتبكوا مع قوات الأمن، ما دفع الركاب إلى إجباره على النزول في المحطة التالية.

وبدت الشوارع خالية تماما باستثناء البؤر التي تمركز فيها أنصار الجماعة، واشتبكت معهم قوات الأمن، ما أدى إلى عزل مناطق عدة في القاهرة الكبرى، منها مدينة نصر والهرم و6 أكتوبر، بعدما قطع أنصار الرئيس المعزول جميع الطرق والمحاور المرورية الرئيسية، ولأسباب أمنية علقت وزارة النقل حركة القطارات بين المحافظات، في محاولة للحد من توافد الإخوان على العاصمة للانضمام إلى رفاقهم.

واضطرت الهيئات الحكومية إلى إغلاق أبوابها منذ الساعات الأولى من صباح أمس، حيث لم يستطع غالبية الموظفين التوجه إلى مقار عملهم، وكذلك أغلقت البنوك أبوابها، بينما شهدت ماكينات الصرف الآلي إقبالا كبيرا من جانب المواطنين لسحب كميات كبيرة من الأموال، تحسبا لاستمرار الوضع فترة طويلة.

وشمل الإغلاق عددا كبيرا من المتاجر، التي علق أصحابها العمل حتى إشعار آخر، بينما شهدت فنادق عدة حالة من الطوارئ، بعد أن دفعت وزارة الداخلية بقوات إضافية لتأمين الفنادق، وسط نسب إشغال متدنية منذ 30 يونيو الماضي.