«ظتا» و«جتا»... ومسرحية المكالمة!

نشر في 05-10-2013
آخر تحديث 05-10-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي يحكى أن طالبا "بليداً"، دخل اختباراً في الرياضيات وواجه سؤالاً عجز عن حله والسؤال هو: ما هو وجه التقارب بين "ظتا" و"جتا؟ أو ما العلاقة بين "ظتا" و"جتا"؟

فتفتق ذهن ذلك الطالب البليد إلى جواب طريف وعجيب لعله يفوز بنصف أو ربع الدرجة في جوابه الذي مثل فتحاً جديداً في علم الرياضيات والجبر!

والجواب العجيب كان: (العلاقة بين "ظتا" و"جتا" علاقة ترابط ومحبة، فـ"ظتا" تقرب لـ"جتا"، و"جتا" تقرب لـ"ظتا". و"ظتا" و"جتا" متقاربتان وقد ثبت أن ظتا تقرب لـ"جتا" وثبت أن "جتا" تقرب لـ"ظتا"، حيث تم اكتشاف أنه بالفعل "ظتا" تقرب لـ"جتا"، ويا محاسن الصدف عندما علمت أن هناك من يؤكد أن "ظتا" تقرب لـ"جتا" عندما أكد لي أحد الثقات بأن "ظتا" و"جتا" متقاربتان، وبأن صلة القرابة تجمعهما، لذلك وعطفاً على ما سبق فإن الجواب الصحيح هو أن "ظتا" بجلالة قدرها تقرب بالفعل لـ"جتا")!

طبعاً تخيل نفسك مصححاً وتقع في يدك تلك الإجابة "الحلمنتيشية" لهذا الطالب البليد!

تذكرت تلك القصة الطريفة عندما علمت بالاتصال الهاتفي بين الرئيس أوباما والرئيس روحاني الذي استغرقت مدته خمس عشرة دقيقة، وكان حسبما الجانب الأميركي: "مكالمة بناءة جرت بأسلوب محترم".

وتباينت الآراء حول من طلب اللقاء الهاتفي، فأميركا تقول إن روحاني هو من طلب اللقاء وإيران تؤكد أن اللقاء بطلب أميركي استجاب له روحاني! وأنا أصدق ان روحاني هو من طلب اللقاء ولا أصدق الرواية الإيرانية.

أعقبت اللقاء الهاتفي ردود فعل إيرانية كوميدية وسمجة، ورأينا توزيع الأدوار في التصريحات وبشكل كان يبين كم هي بدائية طريقة الإعلام السياسي الإيراني، فرئيس الحرس الثوري يصف تصرف روحاني بأنه "خطأ تكتيتي"، وسياسي آخر وصف المكالمة بأنها كفتح ثقب في الحائط الكبير من عدم الثقة بين البلدين، ورئيس تحرير صحيفة "كيهان"، شريعتمداري، يصف اللقاء بالمؤسف وأن هذه المكالمة ولقاء روحاني الهاتفي تمثل أكبر امتياز قدمته إيران لأميركا.

هذا ما يسمى بالجانب المتشدد، ونأتي إلى الجانب اللين؛ فعلي أكبر ولاياتي مستشار المرشد اعتبر تصرفات روحاني ووزير خارجيته ظريف "دبلوماسية صحيحة تنشأ من المبادئ الأساسية الثلاثة الحكمة المصلحة العزة". ثم يأتي الدور على ممثل المرشد في أصفهان عندما صرح بأن "شعار الموت لأميركا ليس آية قرآنية لا يمكن التنازل عنها". ثم نلتفت إلى خطباء الجمعة المسيسين الذين اتفقوا واعتبروا ان المكالمة خطوة باتجاه "المرونة البطولية"، وشعبياً فقد نشر موقع "تابناك" الإيراني صورة لأوباما حازت قبول 4500 مقابل 130 استياء.

من تلك المشاهدات يتضح جلياً للمتابع أن هناك توزيع أدوار منظماً وهناك من ينتظر دوره ليصرح بما تمليه عليه الجهات العليا وبطريقة مكشوفة تفتقر الى الحد الأدني من أساسيات الإعلام السياسي المتمكن وكأنهم والطالب سالف الذكر في مركب واحد بذات العقلية!

وبنيامين نتنياهو لم يعجبه أن يكون خارج اللعبة، فصرح تصريحاً يليق بالمناسبة بأن سلف روحاني نجاد هو "ذئب في هيئة ذئب" بينما روحاني "ذئب في هيئة حمل"!

والحقيقة الواقعة التي يراها المتابع على الأرض هي أنه لا توجد علاقات ثقة موثوقة مربوطة بمصالح كعلاقات المثلث الأميركي الإسرائيلي الإيراني!

وبأن كل ما سبق هو تمثيليات فاشلة موجهة للضحك على ذقون جهات يعرفها الجميع، وتبقى إيران سواء أيام نجاد أو روحاني طرفاً إقليمياً غير مضمون الجانب نتيجة تعاملها اللأخلاقي وتدخلها في الشؤون الداخلية في علاقاتها مع جيرانها.

back to top