فيما يحبس العالم انفاسه قبيل ضرب قريبة التوقع للنظام السوري، وصل مفتشو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الاراضي اللبنانية صباح اليوم السبت قادمين من سوريا حيث انهوا مهمتهم في التحقيق في هجوم كيميائي مفترض وقع في 21 اغسطس في ريف دمشق.

Ad

وعبر موكب المفتشين الدوليين عبر الحدود اللبنانية قبيل الثامنة الا ربعا من هذا الصباح. ويتحرك الموكب المؤلف من سبع سيارات تحمل شعار الامم المتحدة بمواكبة سيارات رباعية الدفع سوداء تابعة لقوى الامن اللبناني وهي تمر على الطريق الدولي في شتورا القريبة من الحدود السورية.

وكان الخبراء البالغ عددهم 13 غادروا قرابة الساعة الخامسة والنصف فندق "فور سيزنز" الذي كانوا ينزلون فيه في دمشق وتم تحميل حقائبهم في سيارات تابعة للامم المتحدة استقلوها بدورهم وانطلقوا. وكانت ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع الاسلحة انجيلا كاين غادرت دمشق امس الجمعة الى لبنان.

واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان فريق خبراء الامم المتحدة انهى عمله في سوريا الجمعة، وانه يعتزم اصدار تقرير سريعا بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيميائية في النزاع السوري.

وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الى سوريا قبل ايام من وقوع الهجوم الكيميائي المفترض الذي تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بتنفيذه في ريف دمشق في 21 اغسطس، وحصلوا على موافقة السلطات السورية بالتحقيق في هذا الهجوم الذي تسبب بمقتل 1429 شخصا، بحسب تقرير استخباراتي للولايات المتحدة.

وقد زاروا الاثنين الماضي معضمية الشام جنوب غرب دمشق، والاربعاء والخميس الغوطة الشرقية شرق العاصمة. وهي مناطق يفترض انها شهدت القصف بالسلاح الكيميائي. واخذوا عينات من التربة ومن المصابين سيتم تحليلها في مختبرات اوروبية، بحسب ما ذكر مسؤولون في الامم المتحدة، كما زاروا امس الجمعة مستشفى المزة العسكري غرب دمشق لمعاينة مصابين ذكر انهم تعرضوا لغازات سامة.

وكان النظام السوري اتهم مقاتلي المعارضة باستخدام سلاح كيميائي، مشيرا الى اصابة عدد من جنوده في حي جوبر في شرق العاصمة بحالات اختناق نتيجة ذلك.

واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الارض. ويتوقع ان تشارك فرنسا في العملية. واعلنت بريطانيا انها لن تشارك في ضربة عسكرية تستهدف النظام السوري احتراما لراي برلمانها الذي صوت غالبية اعضائه ضد مشاركة حكومتهم في مثل هذه الضربة.

من جهته، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الجمعة انه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا" بشأن سوريا لكنه تحدث عن عملية اميركية "محدودة" لمعاقبة النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيميائية في هجوم اودى بحسب الاستخبارات الاميركية بحياة 1429 شخصا في 21 اغسطس قرب دمشق. واعتبر اوباما ان استخدام مثل تلك الاسلحة يشكل "تحديا للعالم اجمع"، وقال "لا يمكن ان نقبل عالما يتعرض فيه نساء واطفال ومدنيون ابرياء لغازات سامة"، وذلك بعيد نشر تقرير للاستخبارات الاميركية يؤكد ان الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري قرب دمشق خلف 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا.

واضاف "هذا الهجوم يهدد مصالح امننا القومي"، لافتا ايضا الى الخطر الذي تمثله الاسلحة الكيميائية "على حلفائنا في المنطقة مثل اسرائيل وتركيا والاردن".

واوضح اوباما انه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا حول التحرك الذي يمكن القيام به للمساعدة في احترام هذه القواعد"، حتى لو كان "الجيش وفريقي يبحثان مجموعة من الاحتمالات". وقال ايضا "مهما حصل، لا ندرس عملا عسكريا يشمل نشر جنود على الارض وحملة طويلة. اننا نبحث امكان القيام بعمل محدود، على نطاق ضيق". وندد اوباما كذلك ب"عجز" مجلس الامن الدولي بازاء الملف السوري، حيث عطلت روسيا حليفة دمشق اي مبادرة مناهضة للنظام السوري، موضحا ان العالم لا يمكن ان يبقى "مشلولا" امام الوضع في سوريا، غداة رفض البرلمان البريطاني مشاركة بريطانيا في هجوم محتمل على سوريا.

وفيما اظهر استطلاع للراي نشرته شبكة ان بي سي صباح الجمعة ان خمسين في المئة من الاميركيين يعارضون عملا عسكريا ضد النظام السوري، اورد اوباما "هنا في الولايات المتحدة، في بريطانيا وامكنة عدة في العالم، ثمة سأم معين" من العمليات العسكرية.

وفي فرنسا ذكر الاليزيه في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين هولاند واوباما ان "الرئيسين اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام اسلحة كيميائية، وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها".

وأكد الرئيس الاميركي لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على "ديمومة العلاقة المميزة" بين بلديهما، وذلك في اتصال هاتفي الجمعة غداة رفض مجلس العموم البريطاني السماح للحكومة بشن ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري، كما اعلنت رئاسة الوزراء البريطانية.

ونقل البيان عن كاميرون تأكيده لاوباما ان الحكومة البريطانية قبلت قرار البرلمان برفض التدخل العسكري في سوريا، مضيفا ان "الرئيس اوباما قال انه يحترم بالكامل سياسة رئيس الوزراء وانه لم يتخذ بعد قرارا بشأن الرد الاميركي" على الاستخدام السوري المفترض لاسلحة كيميائية في قصف غوطة دمشق.

وفي واشنطن قال البيت الابيض في بيان ان "الولايات المتحدة تعلق اهمية كبيرة على العلاقة المميزة مع المملكة المتحدة، الحليف والصديق الوثيق".

واعتبرت وزارة الخارجية السورية ان التقرير الذي نشرته واشنطن عن "ادلة" جمعتها الاستخبارات الاميركية وتثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية بريف دمشق هو مجرد ادعاءات "كاذبة" وتستند الى "لا دليل". وقالت الخارجية في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي ان "ما قالت الادارة الاميركية انها ادلة قاطعة انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق"، مؤكدة ان "كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة".

من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاكتفاء بعملية عسكرية محدودة ضد سوريا المتهمة بشن هجوم كيميائي على مدنيين من سكانها، معتبرا ان اي تدخل ينبغي ان يهدف الى اسقاط النظام في هذا البلد.