فقط 13%!
باتت اللعبة السياسية مكشوفة بأن الوقت القصير لعمر مجالس الأمة لا يسعف أبداً في بناء كتل برلمانية متفاهمة ومتناغمة ومبادرة لطرح برنامج يجمع حوله أغلبية لديها بوصلة عمل سياسي واحد، قد يلتف حوله المجتمع الكويتي بكل شرائحه وانتماءاته، ولطالما كانت هذه من أبرز نقاط الضعف طوال المسيرة الديمقراطية التي لم تهضمها القوى السياسية والوطنية وورثتها جبهة المعارضة العريضة كماً والهشّةِ مضموناً.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
كما أن نسبة المشاركة بحسب الإحصاءات الحكومية ارتفعت 13% ويفترض أن أغلبيتها ممن قاطعوا الانتخابات السابقة بسبب مرسوم "الصوت الواحد"، وهذه النسبة بحد ذاتها قلبت الكثير من الموازين وأزاحت مجموعة كبيرة من خصوم المعارضة الرئيسيين ومن كانوا يعتبرون "ذبّاحة" للصوت الواحد، ونجاح عدد آخر منهم بمراكز متأخرة جداً، بل ينتاب نجاحهم أيضا الطعون المرتقبة، وقد يكون ذلك مؤشراً على إمكان تحقيق المزيد من النجاح في استبعاد حلفاء الحكومة المخضرمين من المشهد السياسي لو كانت مشاركة المعارضة مضاعفة على أقل تقدير.أما الملاحظة المهمة الأخرى على حالة عدم الاستقرار السياسي وغربلة النظام الانتخابي وتقلب مزاج الناخبين فتكمن في بروز تركيبة برلمانية هشة وغير منسجمة، الأمر الذي يعني ضعف الأداء النيابي، وباتت اللعبة السياسية مكشوفة بأن الوقت القصير لعمر مجالس الأمة لا يسعف أبداً في بناء كتل برلمانية متفاهمة ومتناغمة ومبادرة لطرح برنامج يجمع حوله أغلبية لديها بوصلة عمل سياسي واحد، قد يلتفّ حوله المجتمع الكويتي بكل شرائحه وانتماءاته، ولطالما كانت هذه من أبرز نقاط الضعف طوال المسيرة الديمقراطية التي لم تهضمها القوى السياسية والوطنية، وورثتها جبهة المعارضة العريضة كماً والهشّةِ مضموناً، ولعل الجميع يستوعب مثل هذه الدروس، إن كان هناك حياة لمن تنادي!