حاولت واشنطن أمس إعادة تصويت البوصلة السياسية بخصوص الملف السوري، وسط حال الارتباك الذي أصاب المعارضة على الصعيدين العسكري والسياسي. وشددت واشنطن أمس على أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد الشرعية، وأن مؤتمر «جنيف 2»  سيفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية. 

Ad

وسط حال الارتباك التي تعيشها المعارضة السورية على الصعيدين السياسي والعسكري، حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إعادة تصويب البوصلة، مجدداً رفض واشنطن الاعتراف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد ودعمها لقيام حكومة انتقالية بعد مؤتمر «جنيف 2».

وقال كيري بعد مباحثات أجراها مع المبعوث الجولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في لندن «نعتبر أن الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصراً جامعاً يمكنه تقريب الأطراف، ومن الواضح انه لتطبيق جنيف1 التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر جنيف-2، لابد من عملية انتقالية حكومية، يجب أن يكون هناك كيان جديد في السلطة في سورية»، مشدداً على ضرورة تحديد موعد لـ»جنيف 2» في أقرب وقت. 

من ناحيته، أعلن الإبراهيمي الذي انقطع عن زيارة دمشق لأشهر أنه سيزور منطقة الشرق الأوسط بعد عيد الأضحى لـ»لقاء ممثلين عن جميع الأطراف، في محاولة لوضع موعد محدد لمؤتمر جنيف 2». وأعلنت السلطات السورية الموالية للأسد موافقتها على استقبال الإبراهيمي، وذلك بعد أن شنّت عليه حملات شعواء قبل شهور واتهمته بالانحياز. 

 

موسكو 

 

في الأثناء، دعت روسيا أمس الولايات المتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في «جنيف-2». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نتوقع من شركائنا الأميركيين ودول أخرى، ليس لها نفوذ فحسب على مختلف مجموعات المعارضة، وإنما أيضاً تشجع هذه المجموعات، تحمل مسؤوليتهم في خلق الظروف لأداء قسطها من العمل بالدعوة إلى جنيف-2».

وأكد الوزير الروسي أن «العقبة الأساسية على هذا الطريق تبقى عدم قدرة شركائنا على إقناع المعارضة السورية التي يدعمونها بالذهاب إلى جنيف، وأن تأخذ مكانها على طاولة المفاوضات مع الحكومة»، مضيفاً أن «روسيا تمارس تأثيراً على دمشق يعطي نتائج ملموسة».

 

«الائتلاف» 

 

في غضون ذلك، حاول الائتاف الوطني المعارض أمس امتصاص صدمه تهديد المجلس الوطني بالانسحاب منه، مؤكداً أنه لن يشارك في «جنيف-2» قبل الحصول على ضمانات لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل الأسد. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح، إن الائتلاف لم يتلق حتى الآن أي ضمانات من الأطراف المعنية لتشكيل حكومة انتقالية.

وأشار إلى أنه «حتى الآن لدينا النقاط الست التي يتضمنها بيان جنيف 1، لكن مسألة الانتقال إلى الديمقراطية مازالت غائبة، وتظل أمراً لا تستطيع ضمانه أي من الدول المعنية بهذا الشأن ولا الأمم المتحدة».

 

سيارة مفخخة 

 

ميدانياً، تواصلت المعارك في كل المناطق السورية أمس، وقتل 27 شخصاً على الأقل في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش في محافظة إدلب في شمال غرب سورية على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بريد إلكتروني «ارتفع إلى 27 شخصا بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، عدد الشهداء الذي قضوا من جراء انفجار سيارة مفخخة صباح اليوم في سوق بلدة دركوش» الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، وأشار إلى أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حال خطرة».

 وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في الأحياء الجنوبية للعاصمة التي تضم جيوبا لمقاتلي المعارضة، ومنها القدم والعسالي ومداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

وكان انتحاريان يقودان سيارتين مفخختين فجّرا نفسيهما مساء أمس الأول على مدخل ساحة الأمويين وسط دمشق وعلى مقربة من الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، ما أدى إلى أضرار مادية، بحسب الإعلام الرسمي السوري.

 

«الصليب الأحمر»

 

في سياق آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس أن ثلاثة من موظفيها الستة الذين خطفوا في سورية قد أطلق سراحهم مع زميلهم من الهلال الأحمر السوري. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت في وقت سابق تصميمها على مواصلة مهامها في سورية، مؤكدة أن أمن موظفيها يشكل أولوية. وكان الموظفون الستة في الصليب الأحمر والمتطوع في الهلال الأحمر السوري خطفوا أمس الأول في إدلب شمال غرب سورية.

(دمشق، لندن، بيروت، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)

اللبواني: مجلس إسلامي بدل «الائتلاف»

قال عضو المكتب السياسي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كمال اللبواني إن هناك تحركاً جدياً لإسقاط الائتلاف عقب إعلان المجلس الوطني السوري رسميا عدم مشاركته في مؤتمر «جنيف 2».

وكشف اللبواني خلال لقاء مع موقع «سي إن إن» العربي ان هناك مشاورات جديدة تجري بشأن إنشاء «مجلس عسكري سياسي مركزي في الداخل السوري»، ليكون بديلاً عن الائتلاف.  

وأوضح أن «هناك اتصالات تجري على قدم وساق بين القوى المقاتلة في سورية بالتنسيق مع أطراف من المعارضة في الخارج، لإعلان مجلس عسكري سياسي مركزي في سورية بقيادة إسلامية»، وأن «هناك تنسيقا مع قائد لواء الإسلام في سورية زهران علوش، على أن تتوزع قيادة المجلس في كل من المنطقة الجنوبية وفي حلب وفي المنطقة الشرقية، إضافة إلى المنطقة الوسطى».

وأشار اللبواني الى أن «المجلس سيكون ذا صبغة إسلامية»، لافتاً الى أنه سيتم استبعاد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق الشام» (داعش) من المجلس الجديد، لكن «جبهة النصرة ستكون مكونا أساسيا فيه». وزعم أن «الائتلاف يهدف الى منح شرعية لمؤتمر جنيف 2 الذي ستخضع نتائجه للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة بما سيقود إلى تقسيم سورية واعتبارها مجموعة دول وليس سورية العربية»، على حد قوله.