كفالة الطفل اليتيم من أولى الشرائع التي طالب بها الإسلام، واعتبرها الدواء الشافي لأمراض المجتمع، وصورة مثلى للتكافل الاجتماعي فيما بين المسلمين، وجعل طريق كافل اليتيم سهلاً وممهداً إلى الجنة ومجاورة النبي هناك.
يقول الدكتور أحمد ربيع أحمد يوسف العميد الأسبق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر إن كفالة اليتيم من أعظم الواجبات في الإسلام، فقد قال الله تعالى في (سورة البقرة الآية 215): «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»وقد أوردت الأحاديث عدة فضائل في كفالة اليتيم وضرورة الإحسان إليه، منها ما قاله الرسول (صلى الله عليه وسلم): «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى، كما روى البخاري قال الحافظ بن حجر في شرح هذا الحديث: «حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك»، ثم قال الحافظ بن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر: «بعثت أنا والساعة كهاتين». وأوضح ربيع أن الكفالة الكاملة من المسلم للطفل اليتيم تأتي بضمه إلى أسرته، وليس بصرف مبلغ من المال عليه وهو في جمعية أيتام، ولكن الكفالة تتطلب تربية اليتيم ورعايته تربوياً واجتماعياً، هذه الكفالة أعلى درجات الكفالة التي طالب بها الإسلام، حيث يتطلب من الكافل معاملة اليتيم معاملة أولاده في الإحسان والإنفاق والتربية، وكانت هذه الكفالة هي النموذج الأمثل لكفالة اليتيم في عصر الرسول، وعهد الخلفاء الراشدين في ما بعد.
توابل
كفالة الأيتام.. من أعظم الأعمال في الدنيا
29-07-2013