ما قل ودل: أزمة القضاء والتيار الإسلامي في مصر
![المستشار شفيق إمام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/67_1682522878.jpg)
المشروع الإسلامي: ولكن هذا الفكر يعود إلى مصر تحت عباءة "المشروع الإسلامي"، وهي المعادلة الصعبة التي فجرت الأزمة بين القضاة ونظام الحكم في مصر، فالقضاة يطبقون القانون ولا يصنعونه، ونظام الحكم في مصر عاجز في هذه المرحلة حتى الآن عن وضع القوانين التي يطالب بها التيار السلفي، والقاعدة العريضة من أنصاره في حزب الحرية والعدالة، بالتضييق على حرية الفكر وحرية الرأي وحق التعبير، وحرية الفن وحرية السينما والمسرح والإعلام، وقد أعلن الرئيس أمام العالم أجمع، أن مصر دولة مدنية. ومن هنا يقود التيار الإسلامي في مصر حركة الاحتجاج على الأحكام القضائية، التي لا تطبق آراء أحزابهم وأفكارها، ومن هذه الآراء التي يتفاخرون بها قذف المحصنات من الفنانات. الفنانة إلهام شاهين: ومن هذه الأحكام الحكم الذي أصدرته إحدى المحاكم في مصر والذي تأيد استئنافيا، وذلك بحبس الشيخ عبدالله بدر لمدة سنة، لقذفه الفنانة إلهام شاهين، واتهامها بالزنى في ما تمثله من أدوار في الأفلام السينمائية التي تقوم ببطولتها. وقد جاء هذا القذف علناً على إحدى القنوات الفضائية، والمتهم يقضي الآن عقوبته في السجن، وهو ما أدى إلى اندلاع مظاهرة للتيار الإسلامي احتجاجاً على الحكم الذي أصدرته المحكمة، من قضاة يطبقون القانون ولا يصنعونه.ولكن للنظام مآرب آخرى: وطالب المتظاهرون الرئيس بعفو رئاسي عن العقوبة المقضي بها، مما أوقع الرئيس في حرج بالغ أمام التيار الإسلامي، فصدور هذا العفو يتناقض والحريات في الدولة المدنية، ومنها كفالة وحماية حرية الفن وحرية السينما، والدولة المدنية هي شعار النظام. ولكن النظام الحاكم، بالرغم من ذلك، فإنه يشجع على هذه التظاهرات، ليحقق مآربه الأخرى وهي: 1- تنفيذ خطته في عزل 3500 مستشار، باعتبار أن احتجاج هذه التظاهرات على هذه الأحكام، وما تطالب به من تطهير القضاء، يضع بين يديه مبررات عزل 3500 مستشار، وهي أنها استجابة للمطالب الشعبية.2- تنفيذ خطته في إحلال من يحل من التيار الإسلامي محل القضاة المعزولين، ليطبق قضاته أفكارهم ومعتقداتهم، في كبت ومصادرة الحريات العامة وحق التعبير، ولو تعارضت أحكامهم مع أهداف ومقومات الدولة المدنية، ويومها سوف يبرر النظام الحاكم موقفه بأن القضاء مستقل وأن القضاة مستقلون بنص الدستور.وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.