وسط ارتباك في المشهد السياسي المصري، تأخر وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى مطار القاهرة، عصر أمس، عائداً إلى بلاده، بعدما حثَّ الرئيس المصري محمد مرسي على الحوار مع المعارضة، خلال لقاء جمعهما أمس في قصر "الاتحادية" الرئاسي، في ختام زيارة استمرت يومين، بحث خلالها سبل دعم الاقتصاد المصري للعبور من أزمته الراهنة.
وقبل لقائه بالرئيس مرسي، أجرى وزير الخارجية الأميركية مباحثات ثنائية مع وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الذي يحظى بجماهيرية متزايدة في الشارع، وعلمت "الجريدة" أن كيري استمع إلى وجهة نظر السيسي حول الأوضاع التي تمر بها مصر، وخطورة استمرار الصراع الحالي على المشهد الداخلي، وقال مصدر مسؤول إن "السيسي بحث مع كيري دور القوات المسلحة في المرحلة الانتقالية، خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة". ميدانياً، اتسعت أمس مساحة الغضب الشعبي، في عدد من المحافظات المصرية، ضد نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين"، والمطالبة برحيلهم عن الحكم، وتوكيل وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية بإدارة شؤون البلاد، بعد أن غادرت السلطة في 30 يونيو 2012 بعدما تسلمتها في أعقاب ثورة 25 يناير، حيث يطالب قطاع عريض من المصريين المؤسسة العسكرية بإنقاذ البلاد من خطر السقوط في الفوضى والعنف نتيجة انفراد نظام "الإخوان" بالحكم.ولحقت القاهرة بمحافظات القناة والدلتا والبحر الأحمر وأسيوط، في توكيلات تفويض وزير الدفاع للحكم، بعد أن قام نائب رئيس تحرير مجلة "الإذاعة والتلفزيون" الصحافي أحمد الحضري باستخراج أول توكيل رسمي للسيسي في العاصمة المصرية، مدشناً حملة لجمع التوكيلات في القاهرة لدعم الجيش في مواجهة، ما سماه، بمساعي "أخونة الدولة" من قبل نظام الرئيس مرسي.وبينما كشفت مصادر قبطية لـ"الجريدة" عن مشاورات بين عدد من الأحزاب السياسية لتنظيم عملية التوكيلات لتأخذ شكلاً حزبياً منظماً، وسط تأييد واسع داخل قطاعات عريضة من مسيحيي مصر للمشاركة في التوكيلات، تنظم عدد من الحركات الشبابية وائتلافات ضباط الجيش المتقاعدين، السبت المقبل مليونية لدعوة الجيش لتولي مسؤولية البلاد، وقالت القيادية اليسارية شاهندة مقلد لـ"الجريدة" إن "الدعوة لمليونية جديدة هدفها دعوة الجيش لحماية الشعب المصري، ووقف نزيف الدماء الذي يسيل على أرض مصر من قبل ميليشيات الإخوان وداخلية الرئيس مرسي".بالتزامن مع ازدياد شعبية الجيش في الشارع المصري، ارتفعت حدة مظاهر الرفض الشعبي لحكم جماعة "الإخوان المسلمين" ففي بورسعيد، التي دخل العصيان المدني فيها أسبوعه الثالث، وقعت اشتباكات واسعة بين قوات الأمن وأهالي المتهمين في أحداث مذبحة بورسعيد، الذين اكتشفوا نقل ذويهم خارج المدينة من خلال قرار وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، حيث تم نقلهم من سجن بورسعيد إلى سجن طرة بالقاهرة، تمهيدا للحكم المرتقب (السبت) المقبل.في المقابل، عاد أعضاء روابط مشجعي النادي الأهلي (الألتراس) إلى نشاطهم الميداني أمس (الأحد) للتذكير بموعد حكم المحكمة في قضية مذبحة بورسعيد التي كان ضحاياها أكثر من 74 من مشجعي الأهلي، وحاصر أعضاء الألتراس مبنى البنك المركزي ومنعوا المواطنين والموظفين من دخوله، ونظموا مظاهرة داخل حرم "جامعة القاهرة"، في حين قاموا بقطع طرق إسكندرية- القاهرة الصحراوي، والزقازيق- القاهرة الزراعي، والطريق المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي، الذي حاصرته أسراب الجراد المنتشر في سماء العاصمة المصرية، منذ مساء أمس الأول قادمة من السودان عبر جنوب مصر.
دوليات
كيري يحث مرسي على «الحوار» والدلتا تطالبه بالرحيل
04-03-2013