لاحت أزمة جديدة في صفوف الأحزاب الإسلامية في مصر أخيراً، على خلفية تمسك بعض هذه الأحزاب بمبدأ تقوية العلاقات بين القاهرة وطهران، ما أدى بدوره إلى تفتت تحالفات حزبية سبق أن أعلن التحامها استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي كان مقرراً لها 22 أبريل المقبل قبل أن يصدر حكم من القضاء الإداري الأسبوع الماضي بوقفها.

Ad

أدى تمسك قيادات أحزاب على رأسها "الراية" بقيادة المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبوإسماعيل، و"العمل" بقيادة اليساري المنقلب إلى التيار الإسلامي مجدي أحمد حسين بعلاقاتهم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى انشقاقات في صفوف تحالف "الوطن الحر" الانتخابي، الذي يقوده القيادي السلفي المنشق عن حزب "النور" عماد عبدالغفور رئيس حزب "الوطن".

كانت ستة أحزاب إسلامية هي "الشعب- الراية- الإصلاح- العمل- الفضيلة- التغيير" أعلنت في مؤتمر صحافي السبت الماضي، انسلاخها عن التحالف الانتخابي "الوطن الحر"، وتدشين تحالف سياسي انتخابي جديد تحت اسم "تحالف الأمة"، وهو ما واجهته أحزاب إسلامية أخرى مثل "الوطن- البناء والتنمية- الأصالة" بالتحفظ.

من جهته، كشف قيادي بحزب "الوطن" السلفي -رفض ذكر اسمه- عن الأسباب الحقيقية لعدم إتمام تحالف "الوطن الحر"، موضحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن التحالف اشترط مواجهة محاولات تطبيع النظام المصري الحالي مع إيران، الأمر الذي تحفظت عليه قيادات حزب "العمل"، وكذا رئيس حزب "الراية" حازم أبوإسماعيل الذي ضمن برنامجه الانتخابي إبان ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية قبل استبعاده، العمل على إعادة العلاقات مع إيران، وهو ما قوبل بالرفض من جانب قيادات حزب "الوطن" السلفي.

على الجانب الآخر، أوضح رئيس حزب "العمل" مجدي أحمد حسين أن الاختلافات في سياسات تحالف "الوطن الحر" وراء خروج حزبي "العمل والراية" منه، بالإضافة إلى الاختلافات في تمثيل الأحزاب في القوائم الانتخابية، ما أدى إلى عدم إتمام هذا التحالف، مؤكداً لـ"الجريدة" أنهم كانوا حريصين على وحدة الصف الإسلامي، إلا أن تباين وجهات النظر تسبب في ذلك الشقاق.

في سياق ذي صلة، أكد عضو الهيئة العليا لحزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية للجماعة الإسلامية جمال سمك، في تصريحات لـ"الجريدة" أن حزبه يسعى إلى تكوين تحالف موسع يضم أحزاباً إسلامية عِدة من بينها "الوطن والأصالة والتوحيد العربي"، إضافة إلى 12 ائتلافاً ثورياً، مؤكداً أن الإعلان عنه سيكون قريباً.