• هنية يؤكد أن «حماس» درع مصر وتحذيرات من نفوذها المالي  • «الإنقاذ» تدعو إلى الحوار وتتجاهل «الإخوان»

Ad

تعامل الجيش المصري بكل جدية، بعد الكشف عن محاولة تهريب شحنة ملابس عسكرية إلى قطاع غزة، غيّر على اثرها الزي الرسمي لعناصره، في وقت بدت عيونه مسلطة صوب الموانئ، بعد توافر معلومات حول وصول شحنة من أجهزة الاتصالات اللاسلكية، ومعدات تشويش في طريقها إلى غزة، المتهمة بالوقوف وراء مذبحة رفح.

رغم تأكيد حركة "حماس" أنها ستبقى درعاً حامية لمصر ولاستقرارها، واصلت الأزمة المكتومة بين المؤسسة العسكرية المصرية والميليشيات المسلحة في قطاع غزة تصاعدها أمس، بعد أن قررت قوات الجيش الثالث، تغيير الزي العسكري رسمياً، في أعقاب إعلان اكتشاف أقمشة مطابقة لمواصفات ملابس جنوده، معدة للتهريب داخل أحد الأنفاق عبر سيناء إلى غزة، ما جدد شكوكا حول تورط أعضاء في جماعات إسلامية فلسطينية في مذابح مصرية.

وأشار قائد الجيش الثالث اللواء أسامة عسكر إلى تغيير الزي لدواع أمنية، عقب ما تم ضبطه من أقمشة شبيهة بتلك التي يُصنع منها زي الجيش، ونظمت قوات الجيش بالسويس حملات توعية للمواطنين بأسباب هذا التغيير، وسط حديث عن وجود مندسين بالشارع ارتدوا ملابس أفراد الجيش لتنفيذ أعمال عنف.

وكشف مصدر أمني رفيع المستوى في سيناء أن أجهزة الأمن تتواصل مع الموانئ، لرصد أيّ بضائع ترد من دول أخرى، ويتم نقلها إلى رفح وتهريبها إلى غزة، خصوصا بعد أن توافرت معلومات عن وصول شحنات من أجهزة الاتصالات اللاسلكية، ومعدات تشويش ورصد أخرى مستوردة من الصين، تصل تباعا إلى القطاع عبر أنفاق رفح، التي يعمل الجيش على هدمها منذ أيام.

وشنّ نشطاء في شمال سيناء هجوما حادا على ما وصفوه بالنفوذ المالي لـ"حماس" في سيناء، عبر أشخاص يمثلونها حسب قول الناشط السيناوي سعيد عتيق، مشيراً إلى أن الحركة تقوم بدور خطير من خلال الاستثمارات غير المعلنة في سيناء لشراء الأراضي والعقارات.

وأضاف عتيق، خلال ندوة بعنوان "حماس ومكتب الإرشاد واتفاقية كامب ديفيد" عقدت أمس الأول بمدينة الشيخ زويد شمال سيناء أن "هناك مؤشرات على تكوين منطقة حرة على الحدود المصرية، وهو ما سبق أن رفضته القوى الشعبية، إضافة إلى الاستيلاء على مقدرات سيناء الطبيعية".

في المقابل، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، إن "حماس ستبقى درعا حامية لمصر ولاستقرارها، وان كل محاولات الوقيعة بين فلسطين ومصر لن تفلح"، نافياً في كلمة خلال "المؤتمر الدولي الأول للشباب والقضية الفلسطينية في ظل الربيع العربي" الذي نظم في غزة مساء أمس الأول، علاقة حركته بأي من الأحداث المؤسفة التي تدور في مصر.

اشتباكات الإرشاد

لم تختلف الأوضاع في القاهرة كثيراً عن الحدود الشرقية، فقد أمر النائب العام أمس بسرعة ضبط وإحضار 3 متهمين ممن قاموا بالاعتداء بالضرب على الناشطين والصحافيين أمام المقر الرئيسي لجماعة "الإخوان المسلمين" في منطقة المقطم شرق القاهرة، السبت الماضي، وعرضهم على النيابة فور ضبطهم، للتحقيق معهم، ومواجهتهم بالصحافيين المجني عليهم، في حين ساد هدوء حذر محيط مقر الجماعة بعد ليلة من الاشتباكات.

دعوة الإنقاذ

سياسياً، وبينما تسعى القوى اليسارية للتوحد في كيان واحد، كشف الأمين العام لجبهة "الإنقاذ الوطني"، أحمد البرعي لـ"الجريدة" أن الجبهة سترسل اليوم ورقة عمل لمحاور جلسة الحوار المقترحة مع أحزاب "النور" السلفي، و"مصر القوية" برئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح، و"مصر" برئاسة عمرو خالد، و"الإصلاح والتنمية" برئاسة أنور السادات، بعد قبولها دعوة "الإنقاذ" لبدء اجتماعات من أجل وضع خارطة طريق للخروج من الأزمة السياسية التي تعانيها مصر.

وأضاف البرعي: "ورقة العمل المقترحة تم إعدادها من قبل الجبهة تعرض المشاكل الحالية واقتراحات للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية، وندعو تلك الأحزاب إلى إبداء ملاحظاتها، والاتفاق على جدول أعمال محدد، من أجل المشاركة في اللقاء الأول، الذي سيعقبه لقاءان آخران، على أن تنضم إليه قوى سياسية جديدة"، ونفى البرعي أن يكون قد تم إرسال أي دعوة لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكداً أن الباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة في الحوار.