يبدو أن الحالة الصحية للمشتبه فيه الأصغر في تفجيري بوسطن جوهر تسارناييف، باتت مستقرة بشكل سمح له بالإجابة كتابياً عن أسئلة المحققين الفدراليين، الذين يسعون إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات، لاسيما لمعرفة ما إذا كان الشقيقان تسارناييف تصرفا بمفردهما أو استفادا من دعم شبكة دولية.

Ad

أكد مسؤول أميركي فدرالي رفيع أن المشتبه فيه في تفجيري بوسطن، الأميركي الشيشاني الأصل، جوهر تسارناييف (19 عاماً) ليس فاقداً للوعي، وتواصل مع السلطات كتابياً مرات عدة.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن تسارناييف واعٍ وليس في غيبوبة، كما أن وضعه الصحي مستقر رغم خطورته.

كما نقلت محطة "إي بي سي" التلفزيونية الأميركية عن مصادر في الشرطة، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنه رد "بشكل متقطع"، كتابياً على أسئلة المحققين حول احتمال وجود شركاء محتملين في الاعتداء، أو وجود قنابل لم تنفجر.

وكانت معلومات سابقة أفادت بأن تسارناييف أُصيب في حلقه ما قد يفقده القدرة على الكلام، ويتم التدقيق لمعرفة إن كان هو سبب الإصابة في محاولة منه للانتحار قبل أن يتم توقيفه إثر مطاردة دامت ساعات عدة.

ويعالج تسارناييف في مركز "بيت إسرائيل الطبي" في بوسطن، حيث تم تشديد الحراسة الأمنية، وهو في وضع صحي خطير وإنما مستقر.

توجيه التهم

ويراجع المدعون الفدراليون الأدلة ضد تسارناييف لتحديد التهم التي ستوجه إليه، رغم أنه تبين أن المتهم وشقيقه تامرلان (26 عاماً) الذي قُتل خلال المطاردة كانا يعدان لتنفيذ مزيد من الهجمات.

ونقلت "سي إن إن" عن مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته أن قاضياً ومدعياً عاماً سيتوجهان إلى المستشفى على الأرجح، لتبليغ تسارناييف بالتهم الموجهة إليه قبل تحديد موعد المحاكمة.

ولم تُحدد بعد التّهم التي ستوجه إلى تسارناييف ولكن مسؤولاً في وزارة العدل قال للشبكة إنه سيواجه تهم "إرهاب" فدرالية وربما تُهم قتل، ورغم أن ماساشوستس لا تطبق عقوبة الإعدام فقد يُطلب الحكم على المشتبه فيه بالإعدام على مستوى فدرالي.

ومن أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات، لاسيما لمعرفة ما إذا كان الشقيقان تسارناييف تصرفا بمفردهما أو استفادا من دعم شبكة دولية، سيلجأ المحققون إلى بند "الاستثناء الخاص بالأمن العام" من أجل استجوابه.

وهذا الإجراء يعني أن جوهر تسارناييف لن يستفيد على مدى بضعة أيام من الحقوق التي تنص على أن بإمكانه لزوم الصمت، أو إبلاغه بأن بإمكانه الاستعانة بمحام خلال عمليات الاستجواب.

ولم يتردد عدة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي من المطالبة بأن تُطلق على جوهر تسارناييف رغم حصوله على الجنسية الأميركية عام 2012، صفة "عدو مقاتل".

وهذا الوضع الذي يشبه أوضاع المعتقلين في غوانتنامو، ينص على أنه يمكن اعتقال شخص ما لمهلة غير محدودة بدون محاكمة أو أن يُحاكم أمام محكمة عسكرية.

وركز التحقيق على مسيرة شقيقه تامرلان الذي قُتل مساء الخميس الماضي خلال حملة مطاردة قامت بها الشرطة، خسرت خلالها أحد عناصرها.

وما يثير اهتمام المحققين بشكل خاص الأشهر الستة التي أمضاها الشقيق الأكبر، السنة الماضية في داغستان والشيشان. لكن والده انزور يؤكد أنه "لم يقم إلا بزيارة أفراد من عائلته".

وكانت السلطات الروسية طلبت في عام 2012 من الـ"إف بي آي" التحقيق حول تامرلان استناداً إلى "معلومات مفادها أنه يؤيد الإسلام المتطرف ومؤمن متشدد، وانه تغير بشكل جذري عام 2010"، بحسب ما أعلنت الشرطة الفدرالية التي، وحين لم تعثر على أية تفاصيل تثير القلق، تراخت في إجراءات مراقبته.

وواجه مكتب التحقيقات الفدرالي انتقادات شديدة، لأنه لم يواصل مراقبة تامرلان عند عودته إلى بوسطن في يوليو 2012.

جريمة سياتل

في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة في مدينة سياتل الأميركية أن خمسة أشخاص قُتلوا في حادث إطلاق نار في مجمّع سكني جنوبي المدينة.

وعثرت الشرطة على جثتين في مكانين مختلفين داخل إحدى البنايات إحداهما لرجل والأخرى لامرأة.

وأوضحت الشرطة أن شخصين آخرين قُتلا، أحدهما كان لايزال حياً ويحمل سلاحاً عندما وصلت قوات الأمن. ولم يتضح إذا ما كان هذا الشخص قُتل برصاص الشرطة أم لا.

(واشنطن ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)