عبدالمجيد لـ الجريدة•: الأزمة ناتجة عن ضعف الإدارة الانتقالية
«المصالحة مع الإخوان تجاوزها الزمن وثورة 30 يونيو أضعفت التنظيم الدولي للجماعة... ومصر لن تكون سورية»
أكد القيادي في جبهة «الإنقاذ الوطني» وحيد عبدالمجيد، أن مصر لن تتحول إلى السيناريو السوري، متهماً الإدارة الانتقالية الحالية بالضعف، وقال في حواره مع «الجريدة» إن الجبهة مستمرة في أداء مهامها إلى حين إشعار آخر، لافتاً إلى أن جماعة «الإخوان المسلمين» تحاول خلق حالة من الإرهاب والعنف في الشارع لإعاقة تنفيذ خارطة الطريق التي اقترحها الجيش بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وإلى نص الحوار.
• ما مستقبل جبهة "الإنقاذ" بعد عزل مرسي؟ - الجبهة حتى الآن مستمرة حتى إشعار آخر، والعلاقة بين أعضائها قوية، لكن مؤسسات الجبهة ضعيفة، وبقاؤها أو تفككها ليس له علاقة باندماج بعض أحزابها، وسواء اندمجت هذه الأحزاب أو لم تندمج فإن قرار استمرارها ليس متعلقاً بهذا الموضوع، ولا أتوقع حدوث اندماجات قريباً. • كيف ترى خارطة الطريق بعد شهر من الخلاف السياسي بين الإخوان والجيش؟ - لا يوجد خلاف بين أطراف، فالخلاف بين شعب بأكمله وجماعة "الإخوان" التي تحاول خلق حالة من الإرهاب والعنف في المجتمع، لإعاقة تنفيذ خارطة الطريق، لكن نجاحها يتوقف على حسن أداء الإدارة الانتقالية الحالية. • كيف ترى أداء مؤسسة الرئاسة والحكومة بعد 30 يونيو؟ - المشكلة تكمن في أن الرئيس المؤقت عدلي منصور ليست لديه خلفية سياسية كافية، فاضطر إلى تفويض معظم سلطاته إلى رئيس الوزراء، وأداء الحكومة ورئيسها ضعيف، فرئيس الوزراء لخص رؤيته في ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي والأمني للقيام بوظيفته، ووضع خطة اقتصادية، ولكن هناك عدداً من الوزراء يعملون بشكل جيد فردياً. • لماذا كتبت أخيراً أن جماعة "الإخوان" مقبلة على انتحار جماعي؟ - لأن الأزمة التي تواجهها سببها يكمن في قياداتها وفي المجموعة التي تهيمن على القرار بداخلها الآن وتدفع الأمور في اتجاه التحول من جماعة سياسية ودعوية إلى جماعة تمارس عملاً عنيفاً، وربما تتحول إلى جماعة إرهابية، ولذا اعتبرت أن هذا نوع من الانتحار، لأن هذا سيغير شكل الجماعة ويفقدها معظم أعضائها بعد أن فقدت أي ظهير شعبي لها. • كيف ترى التنظيم الدولي للإخوان الآن؟ - ثورة 30 يونيو أضعفت كل مكونات التنظيم الدولي للإخوان، وبالتالي الأثر ليس على التنظيم في مصر وإنما على تنظيمات الجماعة في دول العالم كافة، والتي أصبحت في وضع أسوأ مما كانت عليه. • في ظنك هل يمكن أن ينقل الإخوان مصر إلى السيناريو السوري؟ - مستحيل، لأن مصر مجتمع موحد لا تشوبه انقسامات طائفية أو عرقية، والجيش له طبيعة خاصة تختلف عن كل جيوش المنطقة، وبالتالي يستحيل أن يخلق الإخوان أو غيرهم حرباً أهلية، وأقصى ما يستطيعون فعله هو ممارسة العنف والإرهاب. • ما تعليقك على موقف تركيا الرافض لثورة يونيو؟ - هذا ليس موقف تركيا، لكنه موقف رجب طيب أردوغان الشخصي في المقام الأول، لذا لا تجد مسؤولاً تركياً آخر يتحدث باللغة الحادة التي يستخدمها أردوغان، رغم اعتراضهم على ما حدث، وعصبية أردوغان مرتبطة بمشروعه السلطاني، الذي كان يستهدف من خلاله قيادة تركيا للعالم العربي والإسلامي، وكان قائماً في البداية على أسس اقتصادية وتجارية، ثم اعتمد على أسس أيديولوجية وتنظيمية بعد وصول الإخوان إلى السلطة في مصر وتونس، وانهار بسقوط مرسي والإخوان. • كيف تقرأ المبادرات التي طُرحت للخروج من الأزمة السياسية الراهنة؟ - ما طرحه سليم العوا وطارق البشري وقنديل من مبادرات كان يصلح قبل 30 يونيو، ولكن الآن هذه المبادرات تجاوزها الزمن ولم تعد منسجمة مع العقل، والشيخ محمد حسان لم يطرح مبادرة وإنما سعى إلى إيجاد نوع من التهدئة، وهذه التهدئة متوقفة في المقام الأول على جماعة "الإخوان" وحلفائها. • إذاً ما تصورك للخروج من الأزمة؟ - مصر الآن من الناحية النظرية والعملية ليست في حالة أزمة سياسية، لأن ثورة 30 يونيو حدثت في مواجهة أزمة سياسية، وكان المفترض أن تنقل هذه الثورة مصر إلى مرحلة ما بعد الأزمة، ولكن المشكلة هي ضعف الإدارة الانتقالية والذي سيسمح لجماعة "الإخوان" بتصدير أزمتها إلى المجتمع المصري كله، لأن الإدارة الانتقالية عجزت عن القيام بخطوات كبيرة إلى الأمام لحصر الأزمة في جماعة "الإخوان"، فإذا كان هناك أزمة سياسية فهي ناتجة عن ضعف أداء الإدارة الانتقالية. • هل تقدمت باقتراحات للجنة تعديل الدستور؟ - تقدمت باقتراحات شخصية وتعاونت مع حزب "الوفد" في تقديم مقترحاته وشاركت في صياغة مقترحات جبهة "الإنقاذ"، ولكنني غير راض عن كل ما تقدمت به الجبهة.