«الجبهة عنوان المعارضة المصرية... وتعيينات الشورى رشاً ودستور الجماعة سيسقط»

Ad

اتهم المتحدث باسم جبهة الإنقاذ (كبرى حركات المعارضة المصرية) حسين عبدالغني "الإخوان المسلمين" بالسير على خطى إسرائيل عبر لعبة توزيع الأدوار، معتبراً أن تعيينات مجلس الشورى الأخيرة رشا سياسية.

وطالب عبدالغني، خلال حوار مع "الجريدة"، الجماعة بأن تستقيم وتكف عن قول الشيء وفعل نقيضه... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• كيف تقرأ عملية الاستفتاء التي أفرزت الدستور الجديد؟

- ثمة انتهاكات وخروقات فاضحة تُقدر بالمئات، وكل الذي نطلبه بوضوح تام من اللجنة العليا للانتخابات، أن تحقق في هذه المخالفات من خلال قضاة يتمتعون بالنزاهة، إذ لا يوجد في الديمقراطية مصطلح «دعهم يتكلمون»، فإذا كانت هناك انتهاكات موثقة فلابد من فحصها، لأنها ربما تكون أثرت على النتيجة النهائية، فالانتهاكات كانت جسيمة بحيث أثرت على النتيجة النهائية، وبالتالي فإن الدستور الذي أقر أخيراً لا يعبر بشكل حقيقي عن الإرادة الشعبية.

• ما خطة جبهة الإنقاذ بعد معركة الدستور؟

- توصلنا إلى أربع أوراق منها واحدة متعلقة بقائمة انتخابية خاصة بجبهة الإنقاذ وقواعد منظمة لهذا الموضوع، وهذا يمكن أن يكون نقطة تبدأ منها الجبهة عملها بعد انتهاء معركة الدستور، ولكن هذا سيتم تحديده بعد الاطلاع على قانون الانتخابات البرلمانية الجديد، والذي نطالب بأن يضمن تنافساً حقيقياً، فلدينا قلق من انفراد الرئيس محمد مرسي بالدولة، وتفصيل قانون انتخابي يضمن مصالح تيار بعينه، وإذا أعدنا قراءة التاريخ المصري فسنرى أن اللعبة باستمرار كانت في أحزاب الأقلية قبل الثورة في محاولة استغلال وجودها في الحكم في لحظة معينة لصياغة قانون انتخابات يمكنها من هزيمة «الوفد» وقتذاك، والذي كان يمثل حزب الأغلبية، فهذه لعبة قديمة استخدمها صدقي باشا في ثلاثينيات القرن الماضي ولعب عليها الحزب «الوطني» إبان حكم مبارك، ونخشى أن يأتي حزب «الحرية والعدالة» الذي ينتهج كل سياسات الرئيس المخلوع ويستكمل هذا السياق.

• ما موقف الجبهة من دعوات الحركات الثورية للتظاهر 25 يناير المقبل لإسقاط الدستور؟

- الجبهة ستواصل النضال لأجل إسقاط أو تعديل الدستور، الذي وضعته جماعة الإخوان، وهذا النضال سيكون من خلال جميع الآليات الديمقراطية، مثل التظاهرات والاعتصامات والانتخابات البرلمانية، وكل هذه الآليات ستعمل جنباً إلى جنب لإعلاء المصلحة الوطنية في وضع دستور يعبر عن جميع التيارات.

• ما تفسيرك لموقف الإخوان المتناقض حيال الجبهة الذي تمثل في اتهامها بالعمالة ثم دعوتها إلى الحوار؟

- لن نقبل الأساليب التي يستقيها «الإخوان المسلمون» من سياسة العدو الإسرائيلي والسير على خطاه وهي لعبة توزيع الأدوار، حيث يخرج من الجماعة صوت مُعتدل، يقابله صوت يتهم جبهة الإنقاذ بأنها جبهة خراب وإغراق لمصر، وصوت آخر يقول دعونا نتحاور، وإذا كان حمدين صباحي ومحمد البرادعي وكل الرموز الوطنية التي اتهمتها الجماعة بالخيانة، فكيف يطلب الإخوان الجلوس للتحاور معهم، يتحدثون عن أنهم طالبونا بقبول التعيين في مجلس الشورى، كنوع من الرشوة السياسية وعندما نرفض يقولون إننا رفضنا الحوار، هذا السلوك المتمثل في توزيع الأدوار لم يعد ينطلي لا على الشعب المصري ولا على الرموز الوطنية، نحن نريد استقامة سياسية من جماعة الإخوان، وأن يكفوا عن قول الشيء ونقيضه، نريد أن يكون لديهم قدر من الاستقامة السياسية والأخلاقية.

• برأيك كيف يمكن الخروج من أزمة عدم توافق الجبهة مع الإخوان؟

- أقول لجماعة «الإخوان المسلمين» إن مصر أكبر من أي جماعة وأي تيار، وإذا اقتنع الإخوان أنهم لن يستطيعوا اختطاف بلد مركزي ودولة مؤسسات راسخة يمكن أن يكون هناك حوار وطني حقيقي، أما حال إصرارهم على أخونة الدولة، والادعاء بأن هناك معارضة حقيقية داخل مجلس الشورى، من خلال تعيين بعض المنتمين إلى أحزاب المعارضة فيه، فهذه اللعبة لن تنطلي علينا، والآن هناك عنوان للمعارضة المصرية اسمه «جبهة الإنقاذ الوطني»، وإذا أردتم حواراً يكون مع هذه الجبهة، وأن يكون بشروط مسبقة، على رأسها إعادة ترتيب أولويات الوطن من واقع مطالب ثورة يناير 2011، فالإخوان لم يفعلوا شيئاً لأجل العدالة الاجتماعية، والقصاص لدماء الشهداء، وليس لديهم رؤية سياسية أو اقتصادية شاملة لإعادة بناء الاقتصاد، وبالتالي إذا أرادوا الحوار فعليهم الكف عن المسرحيات الهزلية التي يقومون بها مثل الجلوس والتحاور مع معارضة مزيفة، بما يوحي للشارع المصري أن جزءاً من المعارضة مع النظام الحاكم.