شهد عام 1963 ذروة النشاط والحراك الفني للصديقين سيد مكاوي، وصلاح جاهين، ووصلا بالتنسيق بينهما إلى درجة لم يشهداها سابقاً، وهو ما لاحظه البعيد قبل القريب من الأصدقاء والمعارف والوسط الفني كله، ولم يقتصر النشاط الفني بينهما على الأغاني المقدمة للمطربين، أو التترات للمسلسلات الإذاعية، بل تواصل في تقديم الأعمال المسرحية المقدمة على مسرح الطفل.

Ad

 بعد أن أصبح صلاح جاهين مسؤولاً رسمياً من وزارة الثقافة المصرية عن كل ما يكتب للطفل في مصر، قدم عدداً من الأوبريتات لمسرح العرائس، خصوصاً بعد النجاح المدوي لأوبريت {الليلة الكبيرة} فكتب أوبريت {حمار شهاب الدين} الذي يدور حول شهاب الدين الحطاب الذي لا يملك من الدنيا سوى ابنته ريحانة وحماره النحيف، وهي مسرحية دارت حول مفهوم {الوحدة العربية} بشكل مبسط للأطفال.

كالعادة لحن الشيخ سيد المسرحية، لكن الجديد أنه شارك فيها بصوته بعدما تنازل عن رفضه السابق أن يغني مرة أخرى، مكتفياً بالألحان، إلا أن راجي عنايت، مدير المسرح، أقنع الشيخ سيد مكاوي بأن يشارك في الغناء من خلال اختيار دور ليغني فيه بصوته... وتردد الشيخ سيد في قبول فكرة الغناء من جديد، لكنه قبل أمام إصرار راجي عنايت، وشارك مجموعة المطربين في غناء الأوبريت، وبعد أن تم تسجيل الأوبريت لحناً وغناء واستمع الشيخ سيد إلى صوته كمطرب انفرجت أساريره وبدا عليه المرح، بعدها قرر أن يستمر في الغناء.

جاء أوبريت {قيراط حورية} لتكتمل الثلاثية المسرحية المغناة بأصوات جماعية وفردية للشيخ سيد مكاوي، وإن كان قد ظل قاصراً على مسرح العرائس، لكن نجاحه لفت الأنظار إلى أن الشيخ يملك القدرة والموهبة لتقديم العمل المسرحي الغنائي الدرامي.

كانت تجربة الشيخ سيد مكاوي في مجال تلحين الأغنية الفردية التي يؤديها صوت واحد متميز الملامح والأبعاد الموسيقية، قد بدأت تتسع بأغان للمطربات: شادية، ووردة، وفايزة أحمد، وغيرهن، وبدأت أقدامه ترسخ كملحن تتسم ألحانه بالأصالة الشرقية، حريص كل الحرص على ألا يشرك غير الآلات الشرقية في موسيقاه، خصوصاً بعد وفاة الشيخ زكريا أحمد، الحريص على النغم الشرقي الأصيل.

الأكثر من ذلك أن الشيخ سيد تجاوز مرحلة التلحين للمطربين والمطربات إلى ما هو أبعد، فباتت لديه القدرة على أن يجعل من أيً صوت مطرباً، أو إن جاز التعبير مؤدياً، مثلما فعل مع الممثل الشاب محمد العربي، فجعله يغني من خلال أحداث فيلم "المصيدة” في مطلع عام 1963. أما عن علاقته بالفنان الكبير فريد شوقي، فبعد أن وضع له ألحان أغاني فيلم {سواق نص الليل} عام 1958، تعامل معه مرة أخرى من خلال فيلم {المصيدة} بطولة فريد شوقي ومحمود المليجي وعايدة هلال، تأليف كامل عبد السلام، وإخراج طلبة رضوان.

وعلى رغم حب الشيخ سيد للسينما، إلا أنه لم يقع في غرامها مثلما فعل مع الإذاعة والمسرحيات الإذاعية، فرأى ألا ينقطع عن تلحين أوبريتات ومسرحيات الأطفال، فعاود الصديقان، مكاوي وجاهين، الالتقاء مجدداً في هذه النوعية من الأعمال، فقدما معا أوبريت {الفيل النونو الغلباوي} ولقى النجاح نفسه، غير أن العمل الذي فاق الجميع كان {حمار شهاب الدين} وإن كان لم يتم تصويره تلفزيونياً، إلا أن أوبريت {صحصح لما ينجح} حقق نجاحاً كبيراً، خصوصاً بين الأطفال:

صحصح

يا مصحصح… يا صحصح

يا ورد مفتح… يا صحصح

يا لذيذ ومملح… يا صحصح

يا نبيه ومدردح… يا صحصح

اطلع ع المسرح… يا صحصح

اطلع من فضلك… يا صحصح

ورينا عمايلك… يا صحصح

عيب لما نحايلك… يا صحصح

عيب ده إحنا زمايلك… يا صحصح

اطلع أمال

خلى الأطفـال

كلها تفرح

اطلع ع المسرح خليك شغال

يا صحصح

****

في صيف عام 1963 فيما كان مسرح العرائس يعرض مسرحية {صحصح لما ينجح} دخل صلاح جاهين على الشيخ سيد مهللاً:

= وجدتها... وجدتها يا أبو السيد.

* هي إيه يا أخويا. اقعد بس الأول خد نفسك... وبعدين صرخ براحتك.

= حتة بنت. بس حدوتة.

* مين دي؟

= اسمها منى قطان... من أصل فلسطيني.

* ودي حكايتها إيه؟

= لسه الحكاية بتبتدي. وأنا مش مستعجل.

* بتحبها يا أبو صلاح؟

= بنت فيها حاجة مختلفة... ذكية... لبقة... حساسة... وفوق كل دا شقية. وأنا بقى أموت في الخلطة دي.

* ما جاوبتش على سؤالي... بتحبها؟!

= بعد كل دا بتسألني إذا كنت بحبها ولا لأ. حب إيه يا عم سيد. شوف... فيه ناس الحب خسارة فيهم... وناس تانيين الحب بالنسبة لهم يبقى حاجة مش قد المقام. أهي البنت دي واحدة منهم. مخلوق مختلف... عيب لما الواحد يقول إنه بيحبها لأن الكلمة دي اتقالت ملايين المرات في ملايين السنين عن ملايين الملايين من المخلوقات العادية. اللي ما فيهاش حاجة ولا ميزة من مزايا منى.

* ياااه... للدرجة دي؟

= وأكتر... البنت دي فيها شبه من أمي. عارف يعني إيه فيها شبه من أمي؟ حتى العادة السيئة اللي عند أمي... برضه فيها. أمي نص كلامها عربي ونصه إنكليزي، دي بقى نص كلامها مصري ونصه شامي. عارف يا أبو السيد. أمي دي أروع ست شوفتها في حياتي.

يبدو أن حالة الحب التي يعيشها صلاح جاهين انعكست بشكل إيجابي على عمله، فشهد هذا العام غزارة في إنتاجه الفني بشكل كبير، بين الأغاني الوطنية والعاطفية، والتعبيرية، والأوبريتات والمسرحيات، ومقدمات المسلسلات الإذاعية، لدرجة أن الأديب الكبير نجيب محفوظ، أحد الأعضاء المؤسسين في {شلة الحرافيش}، عندما أرادت الإذاعة تقديم عمله الملحمي الكبير {الحرافيش} اشترط أن يقوم بكتابة أشعار المقدمة والنهاية صلاح جاهين، وأن يلحنها الشيخ سيد، بل ويشاركا في تقديمها بصوتيهما.

فقدم العمل وقام ببطولته حمدي غيث، سميحة أيوب، أمينة رزق، محمود إسماعيل، سناء مظهر، أشرف عبد الغفور، سعد الغزاوي، رشدي المهدي، رجاء حسين، شوقي بركة، رأفت فهيم، عادل الطوبجي، عبد الوهاب خليل، وسيد زيان، وأخرجه فتح الله الصفتي.

على رغم انشغال كل من الشيخ سيد وصلاح جاهين، بأعمالهما الفنية، فإنهما لم يترددا لحظة في المشاركة في أي عمل وطني، وإن كان هذا لا يميزهما وحدهما، بل كان إحساساً عاماً في المجتمع، خصوصاً أن ثمة مشروعاً قومياً يلتف الجميع حوله، منذ أن أعلن الزعيم جمال عبد الناصر عن تحدي الغرب، وشرع في تمويل بناء السد العالي، من عائدات قناة السويس فيحرص الجميع على المشاركة في هذا المشروع القومي، وفي تلك الأيام دخل جاهين على مكاوي قائلاً:

= هيص يا عم... أنت مدعو لحضور احتفال تحويل مجرى النيل في السد العالي.

* أنا!! تصدق فعلاً أنا كان نفسي أتفرج على المنظر دا... أكيد هيبقى شيء بديع فعلاً.

= ما فيش فايدة فيك... تقلب كل حاجة هزار. يا سيدي أنت هتحضر علشان هتغني قدام الرئيس جمال عبد الناصر هو وضيوفه.

* الله دا الموضوع جد بقى... جمال عبد الناصر حتة واحدة.

= أيوا يا سيدي حتة واحدة... لأنه دا بالذات ما ينفعش يبقى حتتين.

* تعرف يا صلاح رغم أني ماشفتش الراجل دا... بس أنا حاسس أنه شيء ضخم. حاجة كبيرة أوي... حاجة عاملة كدا زي السد العالي.

= يعني أنت كنت شوفت السد العالي يا شيخ سيد علشان تشببه بيه.

* يا أخي مش لازم أشوفه. من اسمه... سد عالي... يعني شيء عالي مش أي حد يطوله.

= الله. أنت مش كفاية الموسيقى بتاعتك اللي مجننا الناس. هتكتب شعر كمان.

* لا يا سيدي. سبتلك أنت الشعر... خليك تاكل عيش برضه.

= طب شوف بقى. الاحتفال دا هيبقى كبير... وهيحضره الست دي اللي اسمها «فالنتينا» أول رائدة فضاء روسية. يلا حضر نفسك علشان أنا كتبت لها حاجة مخصوص علشانها.

في 14 مايو عام 1964، أقيمت حفلة كبيرة في رأسوان، احتفالاً بالشروع في بناء السد العالي، وتحويل مجرى نهر النيل، وحضر الاحتفال الزعيم جمال عبد الناصر، وبصحبته رئيس الاتحاد السوفياتي نيكيتا خروشوف والزعيم السوري شكري القوتلي، ونخبة من رواد الفضاء الروس معهم أول رائدة فضاء في العالم «فالنتينا» وغنى سيد مكاوي أغنية ترحيب بأول رائدة فضاء في العالم، من كلمات صلاح جاهين: فانتينا... فالنتينا... أهلا بيكِ نورتينا.

عاد الصديقان من الاحتفال بتحويل مجرى النيل، ليكون هناك احتفال من نوع آخر في انتظارهما، أو على الأصح سيقومان به، وللدقة سيقوم به صلاح جاهين، ويحضره الشيخ سيد باعتباره ضيف شرف، فيما الاحتفال على شرف الشاعر فؤاد حداد، أحد أهم شعراء العامية المصرية، بمناسبة الإفراج عنه من المعتقل بعدما قضى فيه خمس سنوات، منذ عام 1959، وحتى عام 1964، بسبب انضمامه إلى حركة «شيوعية» باسم «الحركة الديمقراطية لتحرر الوطن» واختصارها «حدتو».

بدأت علاقة صلاح جاهين بفؤاد حداد قبل عام 1959، وبعد خروجه من المعتقل في المرة الأولى، واستمرت حتى هذا التاريخ الذي تم اعتقاله فيه للمرة الثانية:

* طبعا أعرفه كويس أوي. كان فيه مشروع صداقة بس للأسف ما استمرتش.

= لأنه بقاله خمس سنين في السجن.

* بس دا تناقض عجيب يا أخي. إزاي يبقى مع الثورة... ويدخل السجن.

= شوف يا عم سيد. كل نظام وله أخطاء. أنا مش بدافع عن النظام، لكن النظام فعلاً كان لازم يحمي الثورة.

* يحميها من ولادها.

= من أي حد... شوف أنا هقولك حاجة يمكن بقولها لأول مرة... شوفت أنا عملت أد إيه أعمال للثورة من اتنين وخمسين لحد دلوقت اتناشر سنة... وما فيش حد حب الثورة ولا عبد الناصر أدي... ومع ذلك أنا كان اسمي ضمن القايمة اللي كان فيها اسم فؤاد حداد لما جم يعتقلوه سنة تسعة وخمسين... ولولا أن عبد الناصر بيحبني بشكل شخصي ومقدر اللي عملته. كان زمانك بتحتفل بالإفراج عني مع فؤاد حداد النهاردة.

* معقولة الكلام.

= أيوا معقول... لأنه جه وقت على الثورة كان الكل بينهش فيها ويمكن لسه بعضهم موجود وها يفضلوا موجودين ومتربصين بيها وعايزين يخطفوها... وفي ناس فهمت وناس مش عايزة تفهم... وفي ناس ما قتنعتش. وناس لها مصالح شخصية بتدور عليها. قوللي بقى وسط دا كله مش لازم يحصل أخطاء؟!  

كان اللقاء الذي جمع بين الأصدقاء الثلاثة (الشيخ سيد، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد) حميمياً، اكتشف سيد وصلاح أن السجن لم يفت في عضد فؤاد، ومثلما كتب الكثير من أشعاره داخل السجن، أطلعهما على مشروعه الكبير الذي بدأ في كتابته بعنوان «المسحراتي».

* فكرة بديعة أوي يا فؤاد... لأن الشخصية دي رائعة وممكن تقول حاجات كتير.

= ودا اللي أنا أقصده بالظبط يا شيخ سيد. أنك من خلالها ممكن تدخل لمناطق كتير جداً... تدخل كل شارع وكل حارة وكل بيت وعلى لسانه يتقال حاجات أكتر.

* يلا يا عم فؤاد ارجع للتألق مشتاقين للروائع بتاعتك.

لم تكن هناك غضاضة بين الصديقين أن يعمل كل منهما بعيداً عن الآخر ومع الغير، وكأن هناك اتفاقاً غير معلن في ما بينهما على ذلك، كذلك لم ينتقص من صداقتهما وحب كل منهما للآخر، مثلما عمل صلاح جاهين مع الموسيقار كمال الطويل في تقديم أغاني لأم كلثوم أو عبد الحليم حافظ، جاء الدور على مكاوي ليتعاون مع الشاعر فؤاد حداد.

فلم يكن سيد مكاوي يجيد المبادرات والاتصال بالشعراء، للحصول على كلمات للحن جديد وضعه، مثلما سبق وفعل الموسيقار كمال الطويل عندما وضع لحناً، وسارع بالاتصال بصلاح جاهين وأسمعه اللحن، فكتب عليه صلاح أغنية «خللي السلاح صاحي» ليتكرر ذلك مرات عدة أخرى، ولم يكن كمال الطويل يترك مناسبة وطنية من دون أن يضع لحناً لعبد الحليم حافظ، مثلما وضع له في العيد الثالث عشر لثورة يوليو في عام 1965، أغنية «يا أهلاًً بالمعارك»:

يا أهلاً بالمعارك يا بخت مين يشارك

بنارها نستبارك ونطلع منصورين

ملايين الشعب تدق الكعب... تقول كلنا جاهزين

يا أهلاً بالمعارك

لم يكن تعامل صلاح جاهين مع الأغاني الوطنية باعتباره يكتب كلمات أغنية لمطرب، من باب «أكل عيش» بل يؤمن إيماناً صادقاً، راسخاً لا يتزعزع، بالثورة ومبادئها وزعيمها، ما زاد من صعوبة وتعقيد الموقف بالنسبة إليه تحديداً، عندما شن العدو الإسرائيلي هجوماً جوياً وبرياً على كل من مصر وسورية، في ما عرف بـ «نكسة يونيو».   

في صباح 5 يونيو 1967 أطلق سلاح الجو الإسرائيلي، عملية عسكرية جوية ضد المطارات المصرية، بمعدل 12 طائرة لكل مركز جوي في مصر، حيث حلقت الطائرات على علو منخفض لتفادي الرادار فوق البحر المتوسط قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق البحر الأحمر، فيما كان القائد العام للجيش المصري المشير عبد الحكيم عامر، على متن طائرة متجهة إلى سيناء، ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا حين فشل قائد الطائرة في إيجاد مكاناً للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات، وهو ما دفعه للعودة إلى مطار القاهرة الدولي، ثم بدأت العمليات البرية ودخول القوات الإسرائيلية إلى سيناء، على الجبهة المصرية، وخلال أيام تم احتلال الضفة الغربية المصرية، واحتلال هضبة الجولان على الجبهة السورية.

كانت الحرب مباغتة وخاطفة، تعامل معها الإعلام المصري في البداية بشكل حماسي، لكن سرعان ما أفاق الجميع على الحقيقة الموجعة، فقد حلت الكارثة، ووقع جزآن عزيزان من الأراضي المصرية والأراضي السورية في قبضة الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي أصاب  العرب جميعا بخيبة أمل كبيرة. غير أن الكارثة كان لها وقع خاص على نفس صلاح جاهين تحديداً؛ شاعر الثورة، ولسان حالها الذي خاطبت الجماهير من خلاله، عبر الكثير من الأغاني الوطنية والحماسية التي تغنى بها كبار المطربين والمطربات، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، ومطرب الثورة عبد الحليم حافظ، وهو ما شعر به أيضاً سيد مكاوي بحكم العلاقة بينه وبين صلاح، ومشاركته الهم نفسه... والإحساس بالقهر، خصوصاً بعدما أوضح الرئيس جمال عبد الناصر أبعاد الكارثة بنفسه، وأعلن عن تنحيه عن كل منصب سياسي، لولا خروج الجماهير العربية تطالبه بالرجوع عن القرار:

= يا نهار أسود.  أنا مش مصدق اللي بسمعه يا سيد. يا ريتني ما كنت موجود في الدنيا ولا شفت اليوم الأسود دا.

* هون على نفسك يا صلاح يا أخويا. مش هنقعد نعيط على اللبن اللي أندلق. لازم نفكر لبكره.

= لا يا سيد. دا أحنا لازم نعيط ونلطم ونصوت قبل ما ييجي بكره والأجيال اللي جاية تحاسبنا. أنا مش مصدق اللي حصل.

* لا صدق. لازم نصدق علشان نفوق.    

= أيوا اللي حصل دا حصل إزاي وليه؟

* حصل على غفلة.

= لا دا أحنا كلنا اللي كنا في غفلة. الكل عاش في غفلة... وأنا واحد من اللي عيشوا الناس في الغفلة دي.

* هون على نفسك يا صلاح. أنت كنت بتكتب بصدق ومن قلبك. كنت بتكتب اللي شيفه. لكن أنت مش مسؤول عن الأخطاء اللي حصلت.

= لا يا سيد. كلنا مسؤولين... كلنا مشاركين في النكسة دي. أحنا صدقنا نفسنا. علشان كدا الناس صدقتنا... نقوم نطلع دلوقت نقولهم إننا انهزمنا؟ لما نقولهم قبل كدا «خللي السلاح صاحي» ويا أهلا بالمعارك» وبعدين يطلع السلاح كان نايم في العسل.. وكمان مش أد دخول أي معارك. يبقى دا اسمه إيه؟ اسمه إيه يا شيخ سيد؟ أنا خلاص هتجنن.  

(البقية في الحلقة المقبلة)