اشتدت في إيران أمس الحملة المناهضة لترشيح الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني للانتخابات الرئاسية، إذ اعتبر المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي أن على مجلس صيانة الدستور رفض ترشيح غير المؤهلين للرئاسة، في حين قدم 100 نائب إيراني عريضة ترفض ترشيح رفسنجاني.

Ad

دعا المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي مجلس صيانة الدستور إلى رفض ترشيح غير المؤهلين لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر المقبل. وقال في الوقت نفسه إن على الجميع الانصياع لكلمة القانون عندما يعلن مجلس الصيانة أسماء المرشحين.

ونقل التلفزيون الإيراني عن خامنئي إشادته أمس بأعضاء مجلس صيانة الدستور، إذ قال إنهم أشخاص يتمتعون بالتقوى العالية، فيما يُعد تبريراً من الآن لقراراتهم المقبلة بشأن حذف عدد كبير جداً من طالبي الترشيح للانتخابات الرئاسية.

وشدد خامنئي على أن المعيار الرئيسي لاختيار رئيس الجمهورية هو اختيار أشخاص تتمركز همتهم على صيانة عزة البلاد وحركتها في مسار الثورة. وأضاف أن على الشعب أن يلتفت إلى الشعارات التي تطرح من قبل المرشحين خلال دعاياتهم الانتخابية، فالبعض من أجل كسب الأصوات يطلق شعارات خارجة على صلاحياته، في إشارة واضحة إلى الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي أعلن مبكراً موقفا مغايرا بشأن العلاقات مع واشنطن، والملف السوري، والموقف من إسرائيل.

معارضة رفسنجاني

في غضون ذلك، وجَّه أكثر من 100 نائب في البرلمان الإيراني (290 نائباً) عريضة إلى مجلس صيانة الدستور، تطالبه برفض ترشيح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية المقررة منتصف الشهر المقبل.

وكشفت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري الذي يُعارض معظم قادته رفسنجاني، أن العريضة سُلِّمت بالفعل إلى مجلس صيانة الدستور عن طريق العضو المتشدد آية الله محمد يزدي، الذي دخل في سجال حاد وصراع مكشوف مع رفسنجاني واتهمه بمعارضة الولي الفقيه ودعم الاحتجاجات التي اندلعت بعيد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2009.

ونقلت الوكالة عن النائب المحافظ جواد کریمي قدوسي، نائب مدينة مشهد الدينية، قوله إن النواب يعتبرون رفسنجاني معارضاً للولي الفقيه وللمقاومة ضد الكيان الصهيوني.

وأصدر رفسنجاني أمس الأول بيانه الانتخابي الثاني، وانتقد فيه السجالات الدائرة لتشويه سمعة طالبي الترشيح، وأكد مجدداً مواقفه الوسطية واتباع سياسة نزع فتيل التوتر في علاقات إيران الإقليمية والدولية.

وكان مجلس صيانة الدستور رفض قبل يومين السماح لنجل رفسنجاني محسن بالترشح للانتخابات البلدية في طهران المقررة في نفس يوم الانتخابات الرئاسية.

كما رفض المجلس الاثنين الماضي، السماح لمئتي وثلاثة من طالبي الترشح لخوض انتخابات المجالس البلدية في طهران المقررة الشهر المقبل معظمهم من الإصلاحيين.

إلى ذلك، قرر المستشار الإعلامي للرئيس محمود أحمدي نجاد، علي أکبر جوانفكر، الانسحاب من الانتخابات لصالح إسفنديار رحيم مشائي المستشار الخاص للرئیس ووالد زوج ابنته.

من جهته، أعلن وزير الأمن الإيراني الشيخ حيدر مصلحي أمس، استعداد وزارته للتصدي لما وصفه بمخططات «الأعداء» الرامية إلى العبث بالانتخابات الرئاسية.

وصرح مصلحي للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، بأن «جميع مؤامرات الأعداء بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة ومخططاتهم للعبث ستبوء بالفشل».

محادثات نووية

في هذه الأثناء، وفي ظل عدم توقع إحراز اختراق بارز، جرت أمس، بالتوازي سلسلتا محادثات في فيينا واسطنبول بين المجتمع الدولي وإيران من أجل الحد من التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل في الجمهورية الإسلامية.

ففي فيينا، حثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤولين الإيرانيين للحصول على إذن بالدخول إلى مواقع حساسة، والحصول على وثائق ومقابلة علماء في إطار البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب في إخفائه شقاً عسكرياً.

وقال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هرمان ناكيرتس، أمس: «كما تعلمون فإن الخلافات لاتزال قائمة لكننا ملتزمون بالحوار ومصممون على حل هذه المسائل، وبالتالي سنعمل جاهدين اليوم على حل هذه الخلافات». كما جرت محادثات موازية متصلة في اسطنبول، حيث التقت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي للمرة الأولى منذ المحادثات الفاشلة، في إطار مجموعة 5+1 في كازاخستان في ابريل الماضي. وحذر جليلي الدول الغربية من أن بلاده لن تغير موقفها النووي بعد الانتخابات الرئاسية.

صالحي - الفيصل

على صعيد آخر، وصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، زيارته الأخيرة إلی السعودية واجتماعه مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل بـ«الإيجابية».

وقال: «سنری فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين طهران والرياض... واستمرار المشاورات والاتصالات يزيل الخلافات بينهما».

من ناحية ثانية، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة «الهلال للصرافة» وشركة «الفدا انترناشونال جنرال تريدينغ» اللتين تتخذان من الإمارات مقراً لهما، متهمة إياهما بتقديم خدمات مالية لبنك ملت الإيراني.

(طهران - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي، د ب أ)