سفراء القارة السمراء: استضافة الكويت للقمة العربية - الإفريقية دليل على عمق العلاقات وتطوير سبل التعاون
الاحتفال غداً بـ«يوم إفريقيا» يتضمن معرضاً تراثياً وعروضاً فنية تعكس الهوية المشتركة والتنوع الثقافي
أجمع سفراء الدول الإفريقية في الكويت على أن استضافة الكويت للقمة العربية الإفريقية في نوفمبر المقبل تؤكد عمق العلاقات الكويتية - الإفريقية، مثمنين الدعم الكويتي المتواصل لدول القارة.
أوضح عميد السلك الدبلوماسي بالإنابة السفير الصومالي عبدالقادر أمين أن "برنامج الاحتفال الذي سيقام مساء غد بحضور ممثل عن الحكومة الكويتية، ويتضمن إلقاء كلمتين للعمادة وضيف الشرف يليها افتتاح المعرض بمشاركة السفارات الإفريقية مع وجود فرق فولكلورية شعبية من شرق وغرب إفريقيا ومأكولات تتميز بها القارة"، لافتا إلى أن "المعرض سيكون أرفع مقاما من الذي أقيم العام الماضي لذات المناسبة".وأكد أمين خلال حديثه في المؤتمر الصحافي الذي أقيم صباح أمس في مقر السفارة المصرية في الدعية للحديث عن ترتيبات احتفال البعثات الإفريقية المعتمدة لدى الكويت بمناسبة يوم إفريقيا والذي سيقام مساء يوم غد الثلاثاء، أن "اختيار السفارة المصرية لتكون مقرا لانعقاد المؤتمر الصحافي جاء بناء على المكانة التي تحتلها أم الدنيا في قلب القارة الإفريقية والعالم أجمع".وعلى صعيد إنجازات الاتحاد الإفريقي أوضح السفير الصومالي ان "الاتحاد قدم الكثير للقارة الإفريقية طوال العقود الماضية، وخصوصا بالنسبة للمشكلة الأمنية الصومالية والدور الإفريقي فيها حيث نجحت قوات عدد من الدول الإفريقية في حل هذه القضية".التحضير للقمة الإفريقيةومن جهته، كشف السفير المصري عبدالكريم سليمان عن تشكيل لجنة من قبل عميد السلك الدبلوماسي سفير السنغال عبدالأحد امباكي وعضوية سفيري مصر وإثيوبيا للتواصل والتنسيق مع جامعة الدول العربية والمنظمة الإفريقية للتحضير للقمة العربية الإفريقية المزمع اقامتها بالكويت في شهر نوفمبر المقبل، ووضع تصورات حول الانشطة والفعاليات المصاحبة للقمة من معارض ومؤتمرات، مؤكدا أن هذه اللجنة ستكثف أعمالها قبل شهرين من انعقاد القمة، مثمنا دور الكويت في استضافة الدورة الثالثة للقمة العربية الافريقية التي تم الاتفاق عليها في قمة سرت.وقال السفير المصري سليمان إن "القارة السمراء أرض خصبة، وفي السابق كان هناك طمع من الدول الكبرى لنهب ثرواتها، والآن أصبحت محط شد وجذب بين هذه الدول". وثمن السفير سليمان الدعم المتواصل الذي تقدمه الكويت أميرا وحكومة وشعبا لجميع الانشطة الافريقية في البلاد والمساهمة المستمرة والايجابية من قبل صندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدعم مشروعات التنمية في مختلف البلدان الافريقية، لافتا إلى أن استضافة الكويت للقمة العربية الافريقية المقرر عقدها نوفمبر المقبل خير دليل على الاهتمام الذي توليه الكويت بتعزيز العلاقات العربية والافريقية ودعم التعاون بين دول الجنوب.وأوضح ان "يوم افريقيا يعكس الهوية الافريقية المشتركة، ويعبر عن الروابط القوية التي تجمع الدول الافريقية، كما يجسد التنوع الثقافي للدول الافريقية ويعد فرصة لاستعراض العلاقات الاخوية والانسانية المشتركة وتحديد التحديات التي تواجه دول القارة وآليات التعامل معها، وتأكيدا لعمق ومتانة العلاقات العربية الافريقية والتلاحم الكبير بين شعوب القارة ووحدة مواقفها".وأضاف السفير سليمان "على الرغم من الانجازات العديدة التي حققتها مسيرة العمل الافريقي المشترك والدور الذي قام به الاتحاد في دعم تعزيز مجالات تنمية والديمقراطية وتشجيع التعاون بين دول القارة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية، فان هناك ادراكا افريقيا تاما بالتحديات التي تواجه شعوب القارة في الوقت الراهن، خاصة على صعيد القضاء على الفقر وتعزيز معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانسانية لجميع شعوب القارة". واعتبر ان "ما يدعو إلى الثقة بقدرة القارة على تجاوز التحديات يتمثل في أن النسبة الكبرى من سكانها هم من فئة الشباب الذي يمثلون الثروة الحقيقية لها، فضلا عن تمكن اغلب دول القارة من تحقيق معدلات تنمية بلغت في المتوسط 5 في المئة وتجاوزت هذا الرقم في بعض الحالات بالرغم من حالة الركود التي شهدها اقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة. إفريقيا لن تتنازعبدوره، شدد سفير اثيوبيا محمد جوديتا على ان افريقيا لن تتنازع فيما بينها بشأن مشاكل الثروة الطبيعية، مشددا على أن أي عوائق ستحل بين الدول الأعضاء وبطرق سلمية وبالتفاهم، موضحا ان "سد النهضة المزمع إنشاؤه في بلاده لن يؤثر على دول المصب بل يهدف الى توليد الطاقة دون التأثير على الثروة الطبيعية المتاحة للجميع".وأوضح السفير التونسي الصغير الفطناسي أن "الزيارة التي قام بها مدير الصندوق الكويتي للتنمية الى تونس للتباحث في تمويل المشاريع التنموية في تونس"، مشيرا الى "انها ليست المرة الاولى التي تشهد تعاونا بين البلدين في هذا المجال".وتعددت مداخلات السفير الجزائري خميسي عريف الذي اشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الكويت في الاستثمار بالدول الافريقية، مشددا على الدور الكويتي الرائد في تقديم الهبات ومساعدات للدول كافة لدعم مشاريع التنمية فيها، مشيرا الى التعاون بين بلاده والكويت والاستثمار الكويتي في الجزائر وما نتج عنه من اقامة مصنع للادوية المضادة للسرطان اضافة الى مشاريع في الطاقة والزراعة وانشاء شركة استثمارية بقيمة مئة مليون دولار.من جانبها، لفتت نائبة السفير السوداني سوسن محمد صالح الى ان السودان كان من اول الدول الافريقية التي شهدت استثمارا كويتيا، مشددة على ان الاقتصاد محرك رئيسي لعلاقات الدول، ومعتبرة ان افريقيا تعاني مشكلة تسويق فرص استثماراتها امام العالم.اما القائم بأعمال سفارة توغو فشدد على ان العالم يجب ان يعي ان افريقيا لم تعد دولة للفقر والامراض بل انها قارة واعدة للاستثمار والنهضة التي تعتمد على الموارد الطبيعية المتوافرة لديها، داعيا الى تغيير النظرة نحو القارة السمراء.الكويت في إفريقيا ثمن السفراء الأفارقة علاقات الكويت مع دولهم في مختلف المجالات، وأشادوا بما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من تقديم قروض ومنح لدول القارة السمراء في المشاريع التنموية والأساسية والبنى التحتية، التي تعود بالنفع على الشعوب، مؤكدين أن العلاقات الإفريقية الكويتية قوية ومتينة وتسير من حسن إلى أحسن في مجملها، كما أن هناك خصوصية لعلاقة كل دول بالكويت على حدة.دعوة إلى الاستثماروجه سفراء إفريقيا دعوة إلى رجال الأعمال والمستثمرين الكويتيين للتوجه إلى القارة الإفريقية والاستثمار فيها، حيث الموارد الطبيعية والبشرية المتوافرة، مثمنين الاهتمام الكويتي بالتوجه إلى دول القارة والاستثمار فيها والمساهمة في تنميتها.