بينما تواصلت المعارك بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في كافة المناطق السورية، وتواصلت المعارك لليوم الثاني على التوالي بين مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، وبين مقاتلي جبهة النصرة الإسلامية المعارضة للأسد في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، أعلن «المجلس العسكري في دمشق وريفها» أن طيارا سورياً منشقاً قصف مواقع للجيش السوري النظامي في معضمية الشام أمس.

Ad

جاء ذلك، في حين أعلنت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) انها حصلت على أدلة تدعم تقارير من سورية حول ارتكاب مجزرة هذا الأسبوع قتل فيها ما لا يقل عن 100 شخص وإحراق منازلهم في قرية «الحصوية» الواقعة على أطراف مدينة حمص.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا ذكر يوم الخميس الماضي أن نساء وأطفالا كانوا من بين 106 أشخاص قتلوا بأيدي قوات موالية للأسد.

ودانت منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس مقتل الصحافي الفرنسي ايف دوباي يل الجمعة ـ السبت في عملية قنص بمدينة حلب السورية محذرة من دوامة العنف التي تحاصر الصحافيين في سورية، في حين دان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأشد العبارات في بيان أمس مقتل مدنيين في النزاع في سورية وخصوصا الاطفال، داعية جميع الاطراف الى «ضمان حماية المدنيين وتجنيبهم تأثيرات الصراع».

في سياق منفصل، اعترفت جمهورية كرواتيا بالائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري الذي «يعاني حملة دموية واسعة». وذكر بيان تم نشره على الصفحة الالكترونية لوزارة الخارجية الكرواتية امس أن الحكومة الكرواتية تعتقد ان الائتلاف الوطني السوري سيشكل اساسا لمرحلة انتقال سورية الى الديمقراطية.

المبادرة السويسرية

على صعيد آخر، أعربت 5 دول في مجلس الأمن الدولي مساء أمس الأول عن تأييدها لطلب سويسرا إحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأصدرت فرنسا وبريطانيا وأستراليا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية بياناً أكدت فيه تأييدها للخطاب الذي قدمته سويسرا إلى مجلس الأمن الدولي نيابة عن 58 دولة وطالبت فيه بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مشاورات مغلقة حول سورية مساء أمس الأول، استمع خلالها إلى إفادتين من المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، ومن وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس حول الأوضاع في البلاد. واوصت بيلاي بإحالة الملف السوري مباشرة الى المحكمة الجنائية الدولية.

في المقابل، انتقدت دمشق في رسالة بعثت بها الى رئيس مجلس الامن الدولي الطلب السويسري، متهمة بعض الدول الموقعة على العريضة المرفوعة الى مجلس الامن بدعم «المجموعات الإرهابية».

وجاء في نص الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية السورية ونشرتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس ان «الحكومة السورية تأسف لاصرار تلك الدول على انتهاج مقاربة خاطئة ترفض الاعتراف بواجب الدولة السورية في حماية شعبها من الارهاب المفروض عليها من الخارج».

وعبرت الخارجية السورية عن الاسف لان «تقوم سويسرا الدولة المودعة للاتفاقيات الاساسية في القانون الدولي الانساني والمعروفة سابقا بحياديتها وموضوعيتها بقيادة هذه الحملة الظالمة والمضللة ضد بلد عضو في الامم المتحدة والدفاع عن ممارسات المجموعات الارهابية».

واكدت الوزارة ان «تحرك الدول الموقعة على الرسالة يؤكد مرة اخرى ممارستها الرياء والمعايير المزدوجة في ما يتعلق بالازمة في سورية وقوانين حقوق الانسان الدولية بشكل عام».

أوغلو

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إن هناك اتفاقاً بين المجتمع الدولي على أن تغييرا للنظام في سورية أمر لا مفر منه، واضاف: «انه مسألة وقت».

وقال داود اوغلو إن «تركيا لم تقل ابداً ان الأزمة السورية قضية سهلة الحل وان الحل سوف يكون سريعاً»، مضيفاً أن «سورية والداعمين لها طالبوا بدور الأسد في عملية انتقالية غير ان تركيا لن تقبل بذلك».

وقال وزير الخارجية التركي إن «روسيا والصين وإيران لها وجهات نظر مختلفة بشأن الكيفية التي يجب أن يترك بها الأسد السلطة ولكن في نهاية المطاف فان مصير سورية لن تحدده تلك المناقشات ولكن الشعب السوري. لا اعتقد ان قدرة السوريين على المقاومة سوف تكسر».