بعد أيام من تمكنها من السيطرة التامة على حي الخالدية الاستراتيجي في حمص، ألقت قوات النظام السوري بثقلها في ريف حلب لاستعادة بلدة خان العسل، التي تكبدت فيها خسائر فادحة قبل أن تقع في يد الجيش الحر، في وقت أعلن الأكراد الحرب على الأخير، متهمين إياه بالتنسيق مع المتطرفين للهجوم على الشعب الكردي. 

Ad

بينما أعلن الأكراد "النفير العام" في مواجهة التنظيمات الجهادية إثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو في شمال شرق البلاد أمس الأول، شهدت أطراف بلدة خان العسل في ريف حلب (شمال) أمس، معارك حامية الوطيس بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام السوري، الذي يحاول استعادة البلدة بعد أن وقعت مؤخراً تحت سيطرة المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن اشتباكات دارت "بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية" عند أطراف بلدة خان العسل في محاولة من القوات النظامية إعادة السيطرة على البلدة. وأضاف أن غارات شنها سلاح الجو التابع للنظام السوري على منطقة مسجد الحمزة بن عبدالمطلب في مدينة عندان في حلب "أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 11 طفلاً وثلاث نساء".

ودان ناشطو الهيئة العامة للثورة السورية "المذبحة"، منددين بإلقاء الطيران الحربي براميل متفجرات على مسجد الحمزة أثناء تواجد عشرات النساء والأطفال فيه.

وسيطرت المعارضة على بلدة خان العسل، أحد ابرز المعاقل المتبقية لقوات النظام في ريف حلب الغربي، في 22 يوليو، بعد معارك عنيفة استغرقت أياماً، وفقدت القوات النظامية فيها مؤخرا أكثر من 150 عنصراً بينهم 51 عنصراً أعدموا ميدانياً.

 

دمشق والكرد

 

وقرب دمشق، قام مجهولون باغتيال ماجد التيناوي المسؤول عن المجلس المحلي في الزبداني الذي كان يسعى إلى مصالحة بين مؤيدي النظام ومعارضيه.

واحتدمت المعارك في الضاحية الشرقية للعاصمة قرب ساحة العباسيين الاستراتيجية، بحسب المرصد، الذي أكد أن إسلاميين أسقطوا مساء الاثنين مروحية بصاروخ "متطور" قرب مطار دمشق الدولي.

في موازاة ذلك، دعت وحدات حماية الشعب الكردي في سورية أمس الأول إلى "النفير العام" في مواجهة التنظيمات الجهادية اثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد.

وقال بيان نقله المرصد السوري عن وحدات حماية الشعب الكردي: "نناشد الشعب الكردي والشباب في مقدمتهم في كل مكان وكل من يستطيع حمل السلاح بالانخراط في صفوف وحدات حماية الشعب للوقوف في وجه هجمات هذه الجماعات المسلحة وحماية مناطقنا. وبناءً على هذا نعلن النفير العام خدمةً للمصلحة الكردية العليا في غرب كردستان".

وأضاف البيان: "رغم نداءاتنا المتكررة إلى الائتلاف الوطني السوري وقيادة الجيش السوري الحر لتوضيح مواقفها من هذا الهجوم البربري فإن الأطراف المذكورة لم تحدد موقفها من الهجمات وهذه الجماعات. والآن وبعد مضي أكثر من أسبوعين على هذه الاشتباكات العنيفة تبين أن غالبية كتائب الجيش الحر وبالتنسيق مع جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام باتوا طرفاً واحداً في الهجوم على الشعب الكردي في جبهة واسعة من ديرك وانتهاءً بحلب وعفرين".

 

حكومة المنفى 

 

وعلى الصعيد السياسي، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أمس الأول أنه يؤيد المشاركة في مؤتمر "جنيف 2" بشرط أن يكون التفاوض مع النظام السوري "محدداً في الزمن"، مشيراً إلى احتمال إعلان حكومة في المنفى في أغسطس.

وفي تصريحات لوكالة "فرانس برس" من الدوحة التي وصل اليها الاثنين، قال الجربا إن "القبول بالحضور في مؤتمر جنيف2 يستوجب توضيح بعض الأمور ومنها الموقف الروسي، كما أن التفاوض مع النظام يجب ان يكون محددا في الزمن". وأضاف: "لا يعقل أن يستمر الأمر ثلاث سنوات مثلا في ما يواصل النظام قتل شعبنا في الداخل". 

(دمشق، الدوحة- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)