هل نتحدث بصراحة؟
أتمنى أن يكفيني العنوان مشقة الشرح والتفسير والاعتذار والتبرير.يتساءل المواطن العربي:
● لماذا تحارب بعض الأنظمة الخليجية ثورات الربيع العربي؟ ولماذا تعمل هذه الأنظمة على إفشال هذه الثورات؟ ولماذا تحرض أجهزتها الإعلامية وكتابها الحكوميين لرفضها والسخرية منها والاستهزاء بها؟ وما الضرر الذي يصيب هذه الأنظمة من ثورات الربيع؟ وما الفائدة التي تجنيها من فشلها؟ لأن للصراحة حدوداً ولصبر "الجريدة" أيضا حدوداً... نكتفي بالأسئلة دون إجابات.● المليارات الخليجية التي قدمت لحكومة الانقلاب في مصر هل هي حبٌ بالمصريين؟ وهل هي من أجل إنعاش الاقتصاد المصري؟ وهل هي من أجل إنقاذ المواطن المصري من أزماته الاقتصادية المتلاحقة؟ أم أنها رشوة مقابل القضاء على "الإخوان"؟ أم أنها مساعدة من أجل تهميش دور قطر "دولة خليجية أيضا" وتحجيم دورها المتصاعد؟ نلتزم بنهاية الفقرة السابقة.● الغباء الإعلامي للانقلاب هل له نهاية؟ الإعلام الذي يهلل لحكم حل "الإخوان"– ثبت تاريخيا أنهم يعودون بعد الحل أقوى مما كانوا- هل يمكن وصفه بالذكاء؟ الإعلام الذي يسرب أحاديث لمبارك وبعض قادة الجيش السابقين تحرج قادة الانقلاب وتورطهم هل يمكن وصفه بالواعي المستنير؟ الإعلام الذي يسخر من شعبية "الإخوان" ويقلل من حجم تظاهراتهم بينما الجيش يغلق الميادين ويوقف القطارات، ويقف على مداخل القاهرة خوفا من الحشد الجماهيري للإخوان بماذا يمكن أن نصف هذا الإعلام الببغائي الانقلابي؟ هل يمكن أن نصفه بالخبرة والذكاء مثلا؟! ● بعد ثورة يناير كان المصريون يتطلعون إلى مستقبل أكثر إشراقاً وحرية وديمقراطية واحتراماً للفرد، وبعد انقلاب 3 يوليو أصبح أكثر المصريين تفاؤلاً يقول "إن شاء الله ترجع مصر زي ما كانت". "برافو انقلاب".● منذ عهد قابيل وهابيل والقتل جريمة يرفضها الضمير الإنساني في كل زمان ومكان... بعد انقلاب 3 يوليو أصبح بعض المصريين يفرحون لمقتل بعضهم بعضا... "برافو انقلاب".● "شاب زي الورد- عنده أطفال- لديه زوجة- أمه ثكلى"، عبارات يرددها الإعلام الببغائي بعد مقتل ضابط جيش أو شرطة ولا نسمعها عند مقتل متظاهر يطالب بحقه، أو حرق معتصم يدافع عن رأيه، ولو كان أستاذاً جامعياً أو صيدلانية في مقتبل العمر... هل أصبحت هذه الأوصاف رتباً خاصة بالعسكريين فقط؟!● "الإمارات" تعترض على حديث الرئيس "التونسي" حول الرئيس "المصري" السابق. "بس خلاص".ونختم– مقال الصراحة- برد سائق التاكسي عندما سألته "بيقولوا السيسي خليفة عبدالناصر"، فكاد أن يوقف السيارة ونظر إليّ بامتعاض ورفض، ثم قال "إش جاب لجاب"*. وللحديث بقية إن كان للحرية متسع.* "إش جاب لجاب" تعبير بالعامية المصرية يعني التباعد الكبير بين أمرين جمعهما السائل معا كالثرى والثريا.