لا أرى أثراً للرصاص
المسدسُ في يدِ مَنْ؟سألتْ جثةٌ دمَها - بحياديةٍ -
وهو يجري كنهرٍ عقيمٍ قضى نحبَهُفي الشتاءِ القَصيِّ يُقاتلُ تحتَ الفضاءِ المفخَّخِمُنفرداً / أعزلَ الروحِ...حتى تقاسمتِ الطلقاتُ ضفافَ لياليهِ،وانتثرتْ في الميادينِ أشلاؤُهُ،ومروجُ حكاياتِهِ،في زمانٍ غدا نقصُهُ كاملاً...!إنها ساعةُ الرفضِ حيثُ تصيرُ جميعُ القلوبِدروباً تؤدي إلى الله،والموتُ يأتي كمعزوفةٍلمْ يَبُحْ بتفاصيلِهَا غسقُ الناي،أو مثلَمَا يخرجُ الأوبيراليُّ من فضَّةِ اللحنِنحوَ اكتشافِ الخرابِ المكدَّسِ في كلِّ شبرٍمن الأرضِ، حينئذٍ يُقتلُ الحُلُمُ السَّرْمَدِيُّبسكّينِ واقعِهِ المرِّ -أو مثلَ بيتٍ من الشعرِ يأخذُنَا في قطارٍ يضمُّ الملائكةَ الهابطينَ إليناويرفعُنَا كي نكونَ لهذي المجرَّةِحُرَّاسَ أمنٍ / جنوداً يقيمونَ في خندقٍ واحدٍ،يكتبونَ رسائلَهُمْ،والرطوبةُ تشربُ أجسادَهُمْ وتُعرِّي وسائدَهُمْ...ويسيرونَ في مطلعِ الفجرِ خلفَ الطوابيرِمُصغينَ للحربِ وهي تدقُّ الطبولَ، وتُشرعُأبوابَ كلِّ المدائنِ مُعلنةً حالةَ الاِعتصامِ...هُنا تستمرُّ القضيةُ،والرملُ يمشي على قدمينِ حديديَّتَينِويدخلُ في فَلَكِ الاِرتقاءْ...أبْلَسَتْ لُغةُ الشعراءْلا أرى أثراً للرصاصِ هُنالا أرى قطرةً من دمٍ في دفاترِهِمْ!ليتَ هذي الحروفَترى الآنَ أبعدَ من أنفِهَاكي تكونَ القصائدُ أوفى المنافي لناولجيلٍ تعاطى حشيشَ الشقاءْ!