تحوَّلت مواقف سياسيين مصريين من الانحياز إلى نظام "الإخوان المسلمين" إلى معارضته، فور عزل الرئيس السابق محمد مرسي، على خلفية ثورة شعبية عارمة في الثلاثين من يونيو الماضي، إلا أن الشارع المصري بات ينتظر من هذه الوجوه المتحولة الانخراط في "مصالحة وطنية" حقيقية، مادامت أياديهم غير ملوثة بالدماء.

Ad

وبينما قالت مصادر في حزب "الوفد" -أحد أعرق الأحزاب المصرية- إن الحزب تبنى دعوة المصالحة، التي أطلقها بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، بمشاركة جميع الأحزاب والقوى السياسية، عبَّرت رئاسة الجمهورية، على لسان المتحدث الإعلامي أحمد المسلماني، الأحد الماضي، عن نيتها البدء في إعمال لجنة "المصالحة الوطنية".

مؤسس حزب "غد الثورة"، أيمن نور، أحد أبرز المتحولين من دعم الرئيس الإخواني إلى الانقلاب عليه، فعلى الرغم من وصفه دائماً بـ"مُحلل الإخوان"، فإنه نفى إعلانه أن مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد، لافتاً إلى أن موقف الحزب بعد نزول الملايين مطالبين برحيل مرسي كان هو الاحتكام إلى الشعب والدعوة إلى استفتاء، مضيفاً أن عناد مرسي كان أمراً لا يمكن قبوله، ولذا طالبنا الرئيس بالاستقالة، ووافقنا على خارطة طريق القوات المسلحة.

في الإطار ذاته، يرى أستاذ القانون الدستوري وعضو مجلس الشورى السابق رمضان بطيخ، الذي ظل يدافع عن شرعية الرئيس وأحقية مجلس الشورى "المنحل"، في التشريع، أن الأحداث التي تشهدها البلاد راهناً هي تصحيح لمسار ثورة 25 يناير، بعد شعور الشعب بغياب التحسن السياسي والاقتصادي، وقال بطيخ لـ"الجريدة": "المصالحة هي السبيل الوحيد الآن للم الشمل"، واصفاً مطالبة المخطئين بالاعتذار للشعب بـ"الإذلال"، وقال لا يجب أن نضغط على أي فصيل لإذلاله، فمن ارتكب خطأ عليه أن يُحاسب بالقانون.

وقال أستاذ القانون الدستوري المُعين بقرار رئاسي في مجلس الشورى جمال جبريل، إنه لا توجد أي ملامح واضحة لهذه المصالحة، لكن لابد أن تتم فوراً لحقن الدماء، وشدد البرلماني السابق الذي دافع عن بقاء مرسي لحين استكمال فترته الرئاسية، على ضرورة أن تقوم المصالحة الوطنية على احترام قواعد الديمقراطية، لا المحاصصة الحزبية، وإلا فسينقسم الشعب.

من جانبه، أكد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية عمرو هاشم ربيع أن ظاهرة تحول السياسيين أمر عادي، فالسياسة لا تعرف الأخلاق بل تعرف المصالح، وأغلب المتحولين سيترشحون للانتخابات، وبالتالي يريدون كسب الشارع، ولذا عليهم مراجعة أنفسهم وتقديم اعتذار للشعب، وإلا فسيفقدون مؤيديهم.