السفير الهندي لـ الجريدة•: جاليتنا هي الكبرى في الكويت و«الداخلية» طمأنتنا إلى عدم استهداف غير المخالفين

نشر في 17-08-2013 | 00:03
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:03
No Image Caption
«فهمنا من توجه وزارة الشؤون إلى خفض عدد الجاليات أن مواطنينا ازدادوا هذا العام»

قال السفير الهندي لدى البلاد ساتيش شاند ميهتا إن أبناء الجالية الهندية سعداء بعملهم في الكويت، رغم ما يعانيه بعضهم أحياناً من معاملة غير مرضية من قبل بعض الكفلاء، فضلاً عن عدم توافر مرافق التعليم العالي بالنسبة لهم، مبيناً أن الجالية الهندية مسالمة وملتزمة بالقانون وأنها موجودة في الكويت منذ ثمانية عقود، لتغدو أكبر جالية مغتربة فيها بعد وصول عدد أبنائها إلى 680 الفاً.

وأضاف ميهتا، في حوار مع «الجريدة»، أن علاقات بلاده مع الكويت تضرب بجذورها في التاريخ، بدعم عدة عوامل، في مقدمتها القرب الجغرافي ووجود جالية هندية كبيرة في الكويت، موضحاً أن التبادل التجاري بين البلدين يتطور بشكل جيد، وأن الهند من أهم عشرة شركاء تجاريين بالنسبة إلى دولة الكويت... وفي ما يلي نص الحوار:

• العلاقات الكويتيةـ الهندية متجذرة منذ عقود بعيدة... فكيف تصفونها في الوقت الحالي، وهل تراجعت وتيرة هذه العلاقات أم ازدادت أواصرها؟

- لقرون عديدة كان مشهد المراكب الشراعية الكويتية المحملة بمنتجات هذه المنطقة بما في ذلك التمور والأسماك واللؤلؤ مألوفا في الموانئ الواقعة غرب الهند، وكانت الهند سوقا قيما بالنسبة لرجال الأعمال الكويتيين الذين يتحلون بالجرأة، حيث كانت مصدرا للعديد من البضائع كالتوابل والمنسوجات والأخشاب، كما بنت الكويت العديد من المراكب الشراعية الجميلة في الهند، وكانت العائلات التجارية الكبيرة في الكويت جميعها تقريبا تمتلك مكاتب في الهند أو تعاملات تجارية معها.

وأدت "التجارة" إلى تكوين صداقات قوية، ولا تزال إلى اليوم هناك علاقات اسرية مع العديد من الكويتيين، وقيل لي إن أول سيارة للكويت جاءت من الهند على الرغم من أنها لم تكن مصنعة لدينا، كما كانت الروبية الهندية حتى عام 1961، هي العملة الرسمية في الكويت.

ومع تاريخ كهذا خلفنا، كان من الطبيعي أن تزداد أواصر العلاقات بشكل أكبر بعد استقلال البلدين، وبمرور الوقت تعززت علاقات الصداقة أكثر وأكثر، لتواصل العلاقات الثنائية نموها وتوسعها، ما يؤدي إلى ازدياد الفرص الجديدة في مجالات مثل الاستثمارات في كلا البلدين والمشاريع المشتركة.

وفي العام الماضي، سجلت التجارة الثنائية رقما قياسيا، حيث بلغت 17.63 مليار دولار بالمقارنة مع أقل من 10 مليارات قبل ثلاث سنوات، غير أن هناك تركيزا على توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية، حيث تتطلع الشركات الهندية بشكل متنام إلى الكويت لتنفيذ مشاريع وتشكيل شراكات، كما أن لدينا اتفاقيات ثنائية تغطي مجموعة واسعة من المجالات.

وفي العام الماضي، وقعنا مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصحي والطبي، وكان لدى الجانبين شعور بالحاجة إلى إجراء مشاورات منتظمة على نطاق واسع، وفي نفس العام، عقدت الجولة الأولى لمشاورات وزارة الخارجية في الهند والتي اشترك في رئاستها كل من السفير محمد الرومي، مدير إدارة آسيا بوزارة الخارجية ونظيره الهندي السفير آ. ر. غهاناشيام.

وكانت هذه المشاورات مفيدة جداً، ونأمل أن تعقد الجولة الثانية في الكويت هذا العام، فضلاً عن مجالات أخرى ننظر فيها من أجل عقد اتفاقيات مثل التعاون في مجال شؤون الشباب والرياضة، حيث إن لدى البلدين فئة سكانية كبيرة من الشباب، وأستطيع أن أقول بكل ثقة إن مستقبل علاقاتنا سيكون أكثر إشراقا من الماضي والحاضر، وإننا على أعتاب شراكة أوثق.

التبادل التجاري

• ما حجم التبادل التجاري بين البلدين وما أهم الصادرات الهندية للكويت؟

- تعد الهند من أكبر الشركاء التجاريين للكويت، ففي العام الماضي بلغ حجم التجارة الثنائية أكثر من 17.63 مليار دولار، حيث بلغت صادرات الكويت النفطية إلى الهند أكثر من 16 مليار دولار، كما تجاوزت صادراتنا المباشرة إلى الكويت (والتي يأتي قدر كبير منها من خلال دول أخرى) مليار دولار سنويا طوال السنوات الثلاث الماضية، وكذلك تغطي صادراتنا مجموعة واسعة من السلع والمنتجات، بما في ذلك على سبيل المثال المواد الغذائية مثل الأرز واللحوم والأسماك والفواكه والخضراوات الطازجة والتوابل والشاي والأقمشة والمنسوجات والملابس الجاهزة والمنتجات الهندسية والآلات والسيارات والمركبات والإطارات والمواد الكيميائية والمنتجات الاستهلاكية ومواد البناء، وإننا واثقون بأن التجارة الثنائية ستنمو بشكل أكبر.

680 ألف هندي

• جاليتكم الأكبر في الكويت، فكم يبلغ عددها؟ وهل هناك زيادة مرتقبة؟

حسب إحصائيات دولة الكويت، تجاوز تعداد أبناء الجالية الهندية في الكويت، بتاريخ 1 يناير الماضي، أكثر من 680 ألفاً، وبذلك غدت جاليتنا أكبر الجاليات في الكويت، وهي موجودة فيها منذ 70– 80 سنة، ومثلما نمت الكويت اقتصاديا، نما حجم الجالية الهندية فيها.

وتعد جاليتنا من الجاليات المفضلة في الكويت، حيث إنها ذات طبيعة محبة للسلام وتحترم القانون وذات قدرات مهنية، ومخلصة وتعمل بجد واجتهاد، غير أن توقع الزيادة المستقبلية أمر صعب، حيث يعتمد ذلك على متطلبات سوق العمل وكيفية قيام الكويت باختيار ما يلزمها لتلبية هذه المتطلبات.

• يرى البعض ان ضخامة عدد جاليتكم قد تشكل خطرا امنيا على البلاد مقارنة بعدد الكويتيين، ما تعليقكم؟

- الجالية الهندية في الكويت ملتزمة بالقانون ومسالمة، وليس هناك قلق من أن تشكل أي نوع من التهديد. ويمكنني القول وبكل ثقة إنه ومن خلال تفاعلاتي مع كبار الشخصيات والمسؤولين الكويتيين لم يقم أحد وفي أي وقت مضى بالإعراب عن مثل هذا القلق. وفي الحقيقة، لم أسمع إلا المديح بأبناء الجالية الهندية ومساهماتها للكويت، وبطبيعتها المسالمة والمراعية للقانون.

• هل ابلغتكم الحكومة الكويتية عن تخفيض عدد جاليتكم، بناء على توجه وزارة الشؤون الجديد؟

- ما فهمناه ان عدد الهنود في الكويت قد ازداد في هذا العام.

السياح الكويتيون

• هل استطاعت مراكز التأشيرات تخفيف العبء عن السفارة الهندية؟ وكيف تقيمون حجم التدفق السياحي على بلدكم؟

- السفارة تسعى باستمرار إلى تحسين مستوى جودة الخدمات التي تقدمها، ومراكز الخدمة الخارجية لتسليم وتسلم الجوازات والتأشيرات تعمل بصورة مرضية، وحوالي 8000 – 9000 كويتي يزورون الهند للسياحة ولأغراض أخرى.

وهذا الرقم، في اعتقادنا، ليس عادلا سواء بالنسبة للفرص السياحية في الهند أو بالنسبة للعلاقات الجيدة القائمة بين شعبي بلدينا، اللذين لديهما الكثير من القواسم المشتركة، والهند لديها كل شيء يمكن أن يرغب فيه السائح الكويتي، فمن سلاسل جبال الهملايا الشامخة التي تغطيها الثلوج إلى الشواطئ الهادئة في غوا وكيرالا وأوديشا، والغابات الكثيفة في شمال شرق ووسط الهند.

وكذلك يمكن للمرء رؤية مجموعة متنوعة من الحياة البرية في بيئتها الطبيعية، بما في ذلك النمر، إلى زيارة المعالم الأثرية الآسرة مثل تاج محل وقطب مينار والقلعة الحمراء والحصون الخلابة في جيبور وجودهبور، إن الهند تلبي متطلبات جميع الأعمار وكل الأذواق والاهتمامات.

ونحن نركز على تشجيع السياحة من الكويت إلى الهند، وكجزء من أنشطتنا الترويجية استضفنا عددا من الفعاليات في الكويت خلال السنتين الأخيرتين، كما قمنا بإرسال بعض الصحافيين الكويتيين إلى الهند للكتابة عن فرص السياحة بها، وسيظل الترويج السياحي من الكويت للهند أولوية بالنسبة لنا.

العمالة الهندية

• كيف تقيمون وضع جاليتكم في تنمية الكويت وازدهارها؟

- كما ذكرت سابقا، فإن الجالية الهندية، التي يصل تعدادها إلى أكثر من 680 ألفا، هي أكبر جالية مغتربة في الكويت. واليوم، تغطي الجالية الهندية نطاقا كبيرا من القوى العاملة في الكويت، من المهنيين مثل كبار المديرين التنفيذيين والأطباء والمهندسين والمحاسبين القانونيين والممرضات والمساعدين الطبيين والمتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والعمال المهرة والعمال المنزليين.

وتعتبر الجالية الهندية من الجاليات المغتربة المفضلة في الكويت، لعدة أسباب، منها انهم محبون للسلام ويحترمون القانون ومؤهلون مهنيا، ومخلصون ويعملون بجد واجتهاد. وهم متواجدون عمليا في كل شرائح المجتمع، ومساهمة الجالية الهندية في تنمية وازدهار الكويت مساهمة هائلة، ولقد قامت الجالية بمساهمة جديرة بالثناء نحو تعزيز أواصر العلاقات بين الهند والكويت بشكل أكبر، وعملت كجسر بين بلدينا.

• ما حجم الاستثمارات الكويتية في الهند؟ وما التسهيلات والضمانات التي تقدم للمستثمرين؟

- تقدر الاستثمارات الكويتية في الهند بنحو 2.5 مليار دولار، وهي بشكل رئيسي من خلال البورصة، وهناك بعض الاستثمارات المباشرة في مجال التصنيع أيضا. وحقيقة، يمكن أن تكون الاستثمارات أعلى من ذلك، حيث إن هناك بعض الاستثمارات التي يتم توجيهها عبر دول أخرى.

ونحن نقوم بمتابعة وتشجيع الاستثمارات من الكويت، لاسيما الهيئة العامة للاستثمار في الهند، والاستثمارات الكويتية في الهند محمية من قبل الاتفاقية الثنائية لتشجيع وحماية الاستثمارات، التي تم توقيعها في نوفمبر 2001 بين البلدين، وكذلك من قبل النظام القضائي في الهند، وتعتمد حوافز الاستثمار في الهند على طبيعة الاستثمار والقطاع والمنطقة التي يتم فيها ذلك، ويتم تطبيقها بشكل موحد وبشفافية.

• هل هناك زيارة مرتقبة على مستوى عال بين البلدين؟

- بين صديقين اثنين مقربين، من الطبيعي أن تكون هناك زيارات رفيعة المستوى، من أجل تبادل وجهات النظر والتصورات، وإعطاء العلاقات الثنائية دفعة قوية وديناميكية، ولقد قام وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد بزيارة للهند في مارس 2013، وأعقب ذلك الزيارات التي قام بها للكويت كل من نائب رئيس مجلس التخطيط لحكومة الهند د. مونتك سنغ أهلوواليا، ووزير الدولة للشؤون الخارجية بالهند إيه. أحمد، في يوليو 2013، ونأمل التبادل المنتظم للزيارات رفيعة المستوى بين بلدينا.

• كلمة أخيرة؟

- في هذه المناسبة الهامة ليوم استقلال الهند، أود أن أعرب عن أطيب أمنياتي لجميع أبناء الجالية الهندية ولأصدقاء الهند في الكويت، إن علاقات الهند مع الكويت قوية جدا وستصبح أكثر قوة في السنوات المقبلة، هذا ما أتمناه وأرغب فيه وأهدف له وأسعى إليه.

المشاكل والعراقيل أمام الجالية والسفارة

في سؤال حول أهم المشاكل والعراقيل التي تواجه الجالية والسفارة الهندية، قال ميهتا إن الجالية الهندية متواجدة في الكويت على مدى الـ70 – 80 سنة الماضية، ومثلما نمت الكويت اقتصاديا نما حجم الجالية الهندية. وبشكل عام، فإن الجالية سعيدة، رغم وجود بعض التحديات التي تعترضها في بعض الأحيان مثل المعاملة غير المرضية من قبل بعض الكفلاء والاحتفاظ بجوازات السفر من قبل العديد من الكفلاء.

وأضاف ان "لدينا هنا في الكويت عائلات هندية تقيم منذ 3– 4 أجيال، وكثير منهم ولدوا وتربوا هنا ولديهم أعمال مزدهرة، وبالتأكيد فإنهم يرغبون في شراء عقارات بأسمائهم وكذلك يريدون ممارسة أعمالهم التجارية بأسمائهم حيث انهم يعتبرون الكويت هي وطنهم، كما أن عدم توافر مرافق التعليم العالي مشكلة أخرى تواجه الجالية الهندية، إذ انهم وبعد الانتهاء من التعليم الثانوي يتعين عليهم السفر الى الخارج، وبالأخص إلى الهند لمتابعة تعليمهم الجامعي، وان السفارة تقوم بالتفاعل بشكل منتظم مع السلطات الكويتية ومع الجالية الهندية من أجل حل جميع القضايا العالقة ولمواجهة التحديات.

إبعادات «الداخلية» والالتزام بالقانون

رد ميهتا في سؤال عن نتائج زيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي آيه أحمد مؤخرا الى البلاد، على مستوى ملاحظات السفارة حيال إبعاد المخالفين، بقوله ان الوزير أحمد، قام بزيارة الكويت بتاريخ 7 يوليو 2013 لمعالجة مخاوف الجالية الهندية، وقد كان له اجتماعات مفيدة للغاية مع كبار الشخصيات الكويتية، وقمنا بتقديم بعض الاقتراحات في هذا الخصوص إلى السلطات الكويتية، وأكد الجانب الكويتي لنا أنهم لم يكونوا يستهدفون الهنود لكنهم كانوا يعملون ضد كل المغتربين الذين ليس لديهم تأشيرات أو إقامات صالحة، الأمر الذي يعتبر مخالفة لقانون الإقامة.

وعن وجود لقاءات توعوية دورية مع وزارة الداخلية تجاه تعليم الجالية الهندية تجاه قوانين البلاد؟ والقوانين المرورية بشكل خاص، قال إنه نتيجة لعمليات التفتيش الأمني التي تقوم بها وزارة الداخلية، كان هناك العديد من المخاوف والقلق بين أبناء الجالية، وقد ناقشنا هذه المسألة بانتظام مع وزارة الداخلية.

وأضاف "في الواقع، ولتهدئة مخاوف الجالية، قامت وزارة الداخلية بإرسال مسؤولين كبار إلى السفارة للتفاعل مباشرة مع ممثلي الجالية الهندية وذلك قبل عدة أسابيع، وقد كان هذا اللقاء مفيدا ومثمرا للغاية وساعد في تهدئة المخاوف والهواجس التي كانت تدور بخلد الجالية، كما نظمت السفارة اجتماعات منتظمة مع ممثلين عن الجمعيات الهندية المختلفة والشركات الكويتية التي بها عدد كبير من الموظفين الهنود ومع وسائل الإعلام من أجل نشر الوعي بين أفراد الجالية، وهذه عملية مستمرة.

back to top