انتفضت عدة محافظات مصرية أمس في مواجهة قرار الرئيس محمد مرسي بتعيين 17 محافظاً جديداً، بعضهم من «الإخوان المسلمين»، ما رسخ مساعي الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة، في تجاهل لحالة الاحتقان السياسي التي تنذر بالوصول بتظاهرات نهاية الشهر إلى ثورة شعبية.
أعلن قطاع عريض من الشارع المصري أمس غضبه، مستبقاً تظاهرات المعارضة نهاية الشهر، مع إصرار الرئيس المصري محمد مرسي، على تحدِّي الإرادة الشعبية المتنامية، ضد مشروع جماعته «الإخوان المسلمين» للسيطرة على مفاصل الدولة، بعد تعيين 17 محافظاً بعضهم ينتمون إلى الجماعة، ليلة أمس الأول.وبينما أدى المحافظون الجدد أمس اليمين الدستورية أمام مرسي، قال رئيس الحكومة هشام قنديل: «إن اختيار المحافظين كان وفقاً لمعايير الكفاءة والنزاهة»، إلا أن معظم جماهير المحافظات انتفضت ضد ما سمته «أخونة الدولة»، ففي محافظة المنوفية، تظاهر العشرات من أعضاء الحركات الثورية عقب نبأ اختيار القيادي الإخواني أحمد شعراوي، أمام مقر ديوان المحافظة بمدينة شبين الكوم.وفي حين رفض أهالي محافظة القليوبية، شمال القاهرة، استقبال المحافظ الجديد، القيادي الإخواني حسام أبوبكر، صُدم أهالي الأقصر، التي تعد أحد أهم المقاصد السياحية في صعيد مصر، بنبأ اختيار عادل الخياط لتولي المحافظة، لأنه ينتمي إلى «الجماعة الإسلامية» المعروفة بنهجها التكفيري وعملياتها الإرهابية في التسعينيات، في حين أثار خبر تولي المهندس حسن رفاعي الحاوي منصب محافظ الإسماعيلية غضباً بين العديد من النشطاء، الذين سارعوا بتنظيم وقفة أمام مبنى المحافظة، صباح أمس لمنعه من دخول مكتبه، ودعوا إلى تنظيم سلسلة من الوقفات لرفضه.سياسياً، اعتبر رئيس حزب «المؤتمر» عمرو موسى، القرار رسالة من النظام بأنه غير مستعد للاستجابة لمطالب الشعب»، بينما أعلنت قوى المعارضة رفضها لحركة المحافظين، ولخص موقفها، القيادي بجبهة «الإنقاذ الوطني»، حسين عبدالغني، قائلاً لـ»الجريدة»: «إن هذه التعيينات جزء من مسلسل انحياز الرئيس مرسي لجماعته».اشتباكات الفيوم في غضون ذلك، وقعت اشتباكات في محافظة الفيوم، غربي القاهرة، بين أنصار الرئيس مرسي ومعارضيه، مساء أمس الأول بعد أن هاجم شباب «الإخوان» مسيرة لشباب حركة سحب الثقة من الرئيس مرسي «تمرد»، بميداني «السواقي» و»الحواتم»، ليتدخل الأهالي لمساندة «تمرد»، وبدأت الاشتباكات بالتراشق بين الطرفين بالحجارة، قبل إطلاق عدد من شباب «الإخوان» أعيرة نارية، ما أسفر عن إصابة 37 شخصاً، وفقاً لبيان وزارة الصحة.وحذرت قيادات جماعة «الإخوان»، التي نفت مساعيها للسيطرة على مفاصل الدولة، أعضاءها بالبعد عن أي استفزاز من قبل المعارضة يوم 30 يونيو الجاري، داعين ترك الشارع لتظاهرات المعارضة وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين تفويتاً لفرصة الصدام وسقوط ضحايا.وأضافت المصادر لـ»الجريدة» أن لجنة «إدارة الأزمة» التي شكلتها الجماعة في وقت سابق والمنعقدة على مدار الساعة، تتوقع أن يشهد يوم 30 صداماً دامياً بين الأطراف المختلفة.وتسعى قيادات «الإخوان» إلى حشد السلفيين خلفها لمواجهة غضبة الشارع المتوقعة، والتي اعتبرتها تقارير إعلامية «ثورة يونيو»، وعقدت سلسلة من الاجتماعات مع أقطاب السلفيين وأحزابهم المختلفة علاوة على عقد المكاتب الإدارية للجماعة اجتماعات مكثفة مع أعضائها بالمحافظات لوضع خطة تأمين مقرات الجماعة ومنازل قياداتها، وقال عضو الهيئة العليا لحزب «الحرية والعدالة» كارم رضوان إنه جرى على مدار الأيام الماضية أكثر من اجتماع مع ممثلين مع حزب «النور» السلفي، تلاه اجتماع مع أعضاء حزب «الوطن»، للتحضير لمليونية حاشدة يوم 28 الشهر الجاري، تستبق مظاهرات المعارضة، من أجل رفض الانقضاض على الشرعية.البابا يشددوبينما تبدأ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون زيارة للقاهرة اليوم تلتقي خلالها الرئيس مرسي، وعددا من رموز المعارضة لبحث التحول الديمقراطي، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة لا دخل لها في السياسة، وأن المشاركة في تظاهرات المعارضة نهاية الشهر تصرف شخصي.كان البابا، الذي التقى عدداً من سفراء دول أوروبا خلال الفترة الماضية، صريحاً، خلال استقباله السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون أمس، عندما شدد على أن دور الكنيسة رعوي وخدمي في المقام الأول، وأنها لن تمارس أي وصاية على الأفراد.
دوليات
مصر: المحافظات ترفض «الأخونة»... وتأهب لـ «ثورة يونيو»
18-06-2013