{أطلس المأثورات} يحمي الفلكلور من الاندثار
مصر تحتفي بالثقافة الشعبية
نظمت {الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة} فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر العلمي {عشرون عاماً على أطلس المأثورات الشعبية... التحديات والطموحات}، بحضور لفيف من الباحثين والمهتمين بالفلكلور والحفاظ على الإبداع التراثي من الاندثار.
نظمت {الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة} فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر العلمي {عشرون عاماً على أطلس المأثورات الشعبية... التحديات والطموحات}، بحضور لفيف من الباحثين والمهتمين بالفلكلور والحفاظ على الإبداع التراثي من الاندثار.
{أطلس المأثورات} أحد المشاريع الثقافية والوطنية المهمة، ويمثل موروثاً تاريخياً مهماً فيها، إضافة إلى أهميته في حماية خصوصية الإبداع الشعبي من الاندثار، ومجابهة لصوص متخصصين في سرقة التراث وتزييفه.في الدورة الأولى من المؤتمر العلمي {عشرون عاماً على أطلس المأثورات الشعبية}، لفت رئيس {الهيئة العامة المصرية لقصور الثقافة} سعد عبد الرحمن إلى أهمية تلك الفعالية الثقافية، وأن 20 عاماً هو عمر طويل على نشأة الأطلس، وثمة الكثير لتقديمه في هذا المجال، ويحتاج من الباحثين إلى بذل مزيد من المجهود للتحصيل، والكشف عن فضاءات تراثية جديدة.
وشدد عبدالرحمن على أن مشروع أطلس المأثورات الشعبية والفولكلور هو مشروع ثقافي وطني، ومرّ بمراحل كثيرة بين صعود وهبوط، ولكنه أثمر عن جهود باحثين متفردين، ومبدعين عاشقين للتراث، ورغم الصعوبات استطاعوا أن يقدموا شيئاً ملموساً نستطيع أن نفخر به إقليمياً وعربياً وعالمياً.وأهتم {أطلس المأثورات} بدراسة السلوكيات والعادات والتقاليد كافة في مناطق عربية مختلفة، وبالوشائج التي تربط بين الفلكلور وطبيعة الأعراف السائدة، مركزاً على دور الفنان الشعبي في التعبير عن المعطيات الاجتماعية، وتنوع وثراء الإبداع في مجال الشعر والغناء والقصة الشفاهية، وفنون العزف على الآلات الموسيقية التراثية كالربابة وآلة الهارب التي تمتد جذورها إلى العصر الفرعوني.مشروع ثقافييعد {أطلس التراث} مشروعاً ثقافياً بلا ضفاف، ويؤسس لتراكم إنجاز الباحثين الأسلاف، والأجيال الجديدة، معتمداً على دور المؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث الشعبي، والتواصل مع إبداع تفاعل مع خصوصية المجتمع في أزمنة فائتة، فضلاً عن التعرف إلى ذائقة المتلقين للفنون وأوجه الثقافة المختلفة.وثمة مجهودات فردية عدة تصبّ في الحفاظ على التراث الشعبي، ولكنها ظلت محدودة التأثير، وانحسرت في دوائر ضيقة مثل استلهام الفولكلور في العروض المسرحية والموسيقية وشعر العامية المصرية، ولم تمنع السطو والسرقات الأدبية على الإبداع الشعبي مجهول المؤلف.وأوضح رئيس المؤتمرد. أحمد شمس الدين الحجاجي أن المسرح والشعر والرواية العربية لا يمكن كتابتهم ودراستهم بعيداً عن التراث الشعبي، وأن الأدب المكتوب لا يمكن أن ينفصل عن الأدب الشفاهي. وأكد أن الأطلس هو البداية الأولى لدخول عالم الفولكلور بطريقة علمية عميقة، وللتأكيد ضرورة طباعة كتب الفولكلور الشعبي، ولنزول باحثي الأطلس إلى فضاء البحث الميداني، وقيام جميع الاحتفاليات الشعبية الحاوية لفنون التراث المختلفة.الحجاجي شدد أيضاً على أهمية دراسة التحطيب ورقصة الخيل، والسير على خطى رواد أنجزوا الكثير في هذا المجال، مؤكداً أن على الباحثين الشباب أن يكملوا المسيرة التي بدأها الأسلاف.قال الباحث مسعود شومان بدوره إن الأطلس لا يهدف فحسب إلى تتبع الأنواع والأجناس التي تندرج تحت جنس الفولكلور، ولكنه يعمق المجرى ليكشف المراحل التاريخية المتراكمة التي تمثل راقات الثقافة المصرية، ويسعى إلى سد فجوات التاريخ المسكوت عنها في التأريخ الرسمي، ولم يُدخِلها ضمن اعتباراته التي لا تخلو من أغراض أيديولوجية. وأوضح شومان أن الأطلس ليس مجرد خرائط بلهاء، لكنه يسعى إلى تحديد ملامح وسمات المناطق الثقافية على اختلاف مشاربها وجذورها، وقد بني هذا المشروع بجهد عدد من الجامعيين والباحثين والعلماء، يحضر بيننا بعضهم، وبعضهم الآخر رحل عن عالمنا تاركاً بصمته شاهدة على جهده.وأشار أمين عام المؤتمر هشام عبد العزيز إلى أن مرور 20 عاماً من تأسيس الأطلس، قد حقق تراكماً لجهد باحثين أجلاء، وإمكان التعريف بمحتوياته بشكل دقيق مثل أكبر المراكز العلمية في العالم، وهو ما لم يكن متاحاً قبل ذلك، ووضع قاعدة بيانات دقيقة نستطيع من خلالها معرفة أوجه النقص في عملنا سواء على المستوى الجغرافي أو نوع المادة المجموعة.وأوضح أن الأطلس الآن يملك 744906 بطاقات بحث في مجالات المأثور الشعبي كافة، و258141 دقيقة صوت في شرائط الكاسيت، و97750 دقيقة في شرائط الفيديو، و50789 صورة فوتوغرافية. وثمة مقتنيات كثيرة بصدد توثيقها، من بينها مأثورات وصور فوتوغرافية، و200 جيجا من مشروع الجمع الميداني الذي شارك فيه الأطلس مع اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو آواخر عام 2012.وطالب عبد العزيز بضرورة مواصلة البحث الميداني، وإضافة التراكم الكيفي إلى أطلس المأثورات، وتأهيل جيل جديد من الباحثين، وكوادر أعمال الحفظ والأرشفة، وتفعيل دور المؤسسة الثقافية، ودعمها لهذا المشروع الوطني.وشدد الحضور على الدور الإعلامي في التعريف بقيمة التراث، وإلقاء الضوء على مشروع أطلس المأثورات، والتواصل مع جمهور وفناني الإبداع الشعبي، واستبيان آرائهم في هذا المنجز الثقافي.وحرص المؤتمر على تكريم عدد من رواد الباحثين الذين أسهموا في إعداد {أطلس المأثورات الشعبية}، وهمد. أحمد شمس الدين الحجاجي، د. محمد الجوهري، والراحلد. محمد رجب النجار.