بعيداً عن ترشيح فيلم {الشتا اللي فات} لتمثيل مصر والمنافسة به على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي 2014، أثار إعلان نقابة المهن السينمائية المصرية وجبهة الإبداع المصري تكوين لجنة لترشيح فيلم مصري للمنافسة تحفظات كثيرة.

Ad

يستنكر البعض الخلاف بين الجهات السينمائية في مصر على أمر ليس بالأهمية وهو ترشيح فيلم للمنافسة على الأوسكار، خصوصاً أن السينما تمر بأسوأ حالاتها، ومستوى الأفلام المعروضة لا يرقى إلى العرض السينمائي، ولا أفلام جديدة للعرض في موسم عيد الأضحى، مع ذلك يتسابق بعض الجهات ويتشاجر على أحقية اختيار فيلم للمشاركة في الأوسكار.

يرى نقيب السينمائيين مسعد فودة أن دور النقابة مجرد وعاء لخروج اللجنة، ولا دور لها أو تدخل في عملها، بدليل عدم إسناد المهمة إلى مجلس النقابة أو وجود أحد أعضائه فيها.

 يضيف: «من الطبيعي أن تكون اللجنة تابعة للسينمائيين وليست لوزارة الثقافة التي أفشلت هذا العمل على مدار سنوات، ثم للمركز الكاثوليكي معايير أخلاقية وفكرية في الأفلام التي يقع اختياره عليها، بعيدة عن التقييم الفني، وهو أمر لا يصحّ مع مسابقة كبرى مثل الأوسكار، بالتالي لا بد من أن يكون الأمر بيد السينمائيين».

يشير إلى أن النقابة على علم كامل بأزمة السينما. بالتالي عندما تعلن، بعد البحث، أن أي فيلم لا يرقى إلى تمثيل مصر في الأوسكار، تكون وضعت الإصبع على جرح السينما وكشفت للمنتجين حجم المأساة التي سببوها في بحثهم عن الربح.

 يتابع أن عدم وصول أي فيلم مصري إلى الأوسكار ليس مبرراً للتقاعس عن هذا الأمر، {وإلا كنا اعتزلنا المشاركة في المهرجانات العالمية، لأننا لا نحصل على جوائز}، مؤكداً أن تشكيل هذه اللجنة بداية جديدة لحركة المثقفين ولفتح ملف أزمة السينما وتخليصها من معاناتها.

حول توقيت تشكيل اللجنة وأزمة السينما وتدهور مستوى الأفلام، يوضح فودة أن السينما جزء من المجتمع، ولا بد من أن تتحسن في المستقبل القريب. {لكن لا يمنع ذلك من توافر عمل جيد يستحق تمثيل مصر ويكون بارقة أمل لخروج السينما من أزمتها}.

اعتراض واستغراب

يبدي وكيل نقابة السينمائيين المخرج عمر عبد العزيز اندهاشه من اعتراض البعض على تدخل نقابة السينمائيين وتشكيل لجنة لاختيار فيلم للأوسكار، في حين وافقوا على تدخل وزارة الثقافة طوال السنوات الماضية، رغم فشلها وعدم اهتمامها بتشكيل لجنة أو اختيار فيلم.

يضيف: {رغم احترامي للمركز الكاثوليكي، إلا أنه ليس متخصصاً في السينما، بل مهتم بها وله معايير أخلاقية في اختياره للأفلام بعيدة عن المعايير الفنية}، مؤكداً أن النقابة هي الجهة الوحيدة المعنية بالسينما والسينمائيين وكل ما يخصهم، وأعضاءها هم الأقدر على تولي هذه المهمة.

يوضح أن مهمة النقابة تنسيقية حرصاً منها على أن تكون اللجنة مستقلة وغير تابعة لأي جهة أو مؤسسة، وأنها خاطبت الجهة المنظمة لمسابقة الأوسكار وسترسل قريباً الفيلم المصري المشارك، لافتاً إلى أن مستوى السينما راهناً، رغم تدنيه، فإنه لا يؤثر على اختيار الفيلم، {لأننا نحتاج إلى فيلم واحد، حتى لو كان الوحيد الذي تم إنتاجه، مع ذلك ثمة أفلام تصلح للمشاركة في الأوسكار، وهي قليلة ولكن المهم أنها موجدة}.

يشير إلى أن هدفاً جديداً، إلى جانب الربح، قد يحفّز المنتجين أو المخرجين إلى تقديم مستوى جيد يستحق المشاركة في العام المقبل، ومحاولة أولى لفتح ملف السينما وحل أزمتها.

أدوار وهمية

يوضح الناقد طارق الشناوي، عضو اللجنة المشكلة لاختيار الفيلم للأوسكار، أن ما حدث أمر طبيعي، إذ تعود إلى المثقفين حقوقهم الضائعة التى اغتصبتها وزارة الثقافة، وهي أن تتولى جهة مستقلة غير تابعة للدولة ترشيح جوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي، {بعدما تخبّطنا كثيراً في السنوات الماضية، إذ تولى المركز الكاثوليكي للسينما المصرية هذه المهمة منذ 50 عاماً ويزيد، بعدها عانت مصر من الكوارث بسبب تلك اللجنة التابعة لوزارة الثقافة، وكثيراً ما تنسى موعد التقدم لمسابقة الأوسكار، مثلما حدث هذا العام، لذا تحركت نقابة السينمائيين وجبهة الدفاع عن حرية الإبداع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه}.

 يضيف: {تحاول النقابة والجبهة مخاطبة أكاديمية العلوم والفنون الأميركية للسماح لمصر بالمشاركة، بعد انتهاء موعد الترشيح للمسابقة}. رداً على معارضي تشكيل هذه اللجنة وافتعال أزمة من لا شيء والادعاء بأن ما من فيلم يستحق المشاركة في الأوسكار، يؤكد الشناوي أننا {على مدار تاريخنا السينمائي لم يصل فيلم مصري إلى الأوسكار حتى في أفضل عصور السينما، لكن ما العيب في المحاولة؟ ثمة أفلام تستحق المشاركة في الأوسكار ولم تحقق أي نجاح جماهيري عند عرضها}.

بدورها ترى الناقدة حنان شومان أن الأمر لا يعدو أكثر من بحث عن أدوار وهمية، {وزارة الثقافة لديها مشكلات ومهام كثيرة لم تقم بها، ونقابة المهن السينمائية لديها رواتب وتشغيل الأعضاء في وقت يعاني فنيون وسينمائون من البطالة، ومع ذلك تركوا كل هذا وقرروا تشكيل لجنة لاختيار فيلم للأوسكار!}

تضيف: {هذا نوع من الخبل والعبث لأن لا أفلام تستحق العرض السينمائي من الأساس، وبالطبع لا تستحق الوصول إلى الأوسكار، والجميع يعلم ذلك، ثم البحث عن دور المهتم بالسينما والمحافظ على تاريخ السينما وغير ذلك هو بحث عن شهرة.

في السياق نفسه تصف الناقدة ماجدة خيرالله ما يحدث بالعبث والمسخرة، لأن موعد تقديم الأفلام للأوسكار انتهى منذ فترة طويلة والجميع يعلم ذلك، {لكن العشوائية والبحث عن {شو إعلامي} لعدم وجود عمل لديهم أو انشغال الإعلام بالسياسة، جعلهم يختلقون أموراً وهمية لتسليط الأضواء عليهم}.

تضيف: منذ سنوات لم نقدم أي عمل للأوسكار ولم يتحدث أحد ولم يهتم، فما سر هذا الاهتمام هذا العام؟ ليس لدينا عمل يستحق ترشيحه للأوسكار وإن حدث فستكون فضيحة، كان من الأولى الاهتمام بتقديم عمل فني جيد بدلا من هذا العبث}.