بغية تشجيع استخدام السيارات الكهربائية، وإضافة إلى توسيع شبكة محطات شحن تلك المركبات في المدن وعلى الطرقات العامة السريعة، فإن أمستردام تقدم إلى مالكي السيارات الكهربائية ميزة الشحن والوقوف المجاني معاً.

Ad

انتشرت في هولندا على نطاق واسع السيارات الكهربائية وغيرها من وسائل التنقل الصديقة للبيئة في ظاهرة لافتة ربما تغير من صورة الطاقة في تلك الدولة الأوروبية.

وحسب تقرير تشرته صحيفة نيويورك تايمز أخيراً فقد عمدت الحكومة الهولندية الى تشغيل شبكة واسعة من محطات شحن السيارات الكهربائية في شتى أنحاء البلاد بغية تسهيل عملية التحول هذه وتشجيع المواطنين على استخدام السيارات الكهربائية.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهت هذه العملية في البدء غير أن أحدث الدراسات تشير الى حدوث تحسن ملحوظ في هذا الميدان، وخاصة بعد الزيادة المطردة في أسعار النفط والخشية من اضطراب الامدادات نتيجة عوامل جيوسياسية واقتصادية تتعلق بالوضع في منطقة اليورو.

واضافة الى العدد الكبير من الدول الأوروبية والقلة من ولايات أميركا التي تستخدم السيارات الكهربائية بقصد خفض انبعاثات الاحتباس الحراري ومعدلات التلوث تمثل هولندا الاختبار العملي بقدر أكبر في هذا الصدد. ويرجع ذلك بشكل رئيسي الى وضعها الجغرافي والبيئي، واذا كانت السيارات الكهربائية ستنتشر في أي مكان من العالم فإنها يجب أن تحقق ذلك في هولندا التي تعرف بكونها دولة صغيرة الحجم وهي تمتد على مساحة من حوالي 100 ميل من الشرق الى الغرب، ويصل سعر غالون البنزين فيها الى ما يقارب 8.5 دولارات، ناهيك عن كونها تشتهر بتقليد قديم في حماية البيئة.

مغريات السيارات الكهربائية

وبغية تشجيع استخدام السيارات الكهربائية واضافة الى توسيع شبكة محطات شحن تلك المركبات في المدن وعلى الطرقات العامة السريعة فإن أمستردام تقدم الى مالكي السيارات الكهربائية ميزة الشحن والوقوف المجاني معاً.

وقد وصل عدد السيارات الكهربائية الى حوالي 7500 في السنة الماضية. ويقول بيدر جنسن وهو خبير مواصلات هولندي: "بدأنا نشهد وبصورة ملحوظة زيادة في عدد السيارات الكهربائية في مختلف البلدان وخاصة في العواصم والمدن الكبرى".

غير أن هذه التقنية الجديدة، (كما يقول تقرير الصحيفة الأميركية) تواجه تحديات جلية ليس في هولندا فقط بل وفي الدنمارك أيضاً. كما أن مبيعات السيارات الكهربائية كانت أقل من توقعات رجال السياسة وشركات صناعة تلك السيارات، ومثلت أقل من 1 في المئة من السيارات الجديدة. ويقول بيدر جنسن: "يبدو أن هذه الصناعة لم تتمكن من اقناع المستهلكين بهذا التوجه نحو التغيير، وإذا أخفقت الصناعة خلال الأعوام القليلة المقبلة في بلوغ هذا الهدف فأنا أظن ان المستثمرين سيتراجعون وعندئذ سوف نواجه مشكلة".

 من جهة اخرى تم في السنة الماضية بيع 120000 سيارة كهربائية على مستوى العالم، وذلك بحسب تقرير صدر أخيراً عن مجموعة تحليل في مجال الصناعة والتي تتوقع حدوث زيادة سنوية في النمو بنسبة 40 في المئة من الآن وحتى سنة 2020. وتم في سنة 2012 بيع 52000 سيارة كهربائية في الولايات المتحدة التي توجد فيها اليوم 12000 محطة لشحن تلك السيارات، غير أنها موزعة على مناطق واسعة ومتباعدة. وتشمل تلك الأرقام السيارات الكهربائية والهجينة التي تعمل أيضاً بالبنزين عندما تتوقف البطارية عن العمل.

وعلى الرغم من أن العديد من المحللين توقعوا أن تحتل السيارات الكهربائية المركز الثاني في الاستخدام غير أن دراسة هولندية صدرت في السنة الماضية أشارت الى أن معظم تلك السيارات قد استخدمت على شكل سيارات عائلية بشكل أولي.

ولكن لاتزال هناك درجة من التعقيد تنطوي عليها عملية القبول بالسيارة الكهربائية ليس أقلها وجود فجوة في التخطيط الذي يجب أن يواكب التغير المنشود والتقدم نحو مفهوم جديد بكل ما في الكلمة من معنى.