لماذا تأخر طرح فيلم «الشتا الي فات» في دور العرض؟

Ad

شارك الفيلم في أكثر من مهرجان أوروبي، من بينها مهرجان «فنيسيا»، ما أدى إلى تأخير طرحه للعرض. وإن كان هذا القرار تابعاً للموزع، الذي يرى من وجهة نظره الموعد الأنسب للطرح، ولكنني أرى أن التأخير لم يضر الفيلم، فالبعض كان في لهفة وشوق إلى متابعته وحينما أطلق كانت للجميع رغبة شديدة في متابعته والحمد لله هذا ما حدث. أتمنى طبعاً أن ينال الفيلم ردود فعل إيجابية وأن تحصد التجربة إعجاب الكثيرين.

في جميع أعمالك تعتمد أسلوباً مختلفاً، كيف تحقق ذلك في هذا الفيلم؟

في ما يتعلق بـ«الشتا اللي فات»، يمكنني القول إنه أسرع قرار اتخذته في حياتي بتقديم فيلم، وهو ما لم يحدث لي مطلقاً سابقاً، وقد حدث ذلك حينما كنت في ميدان التحرير أيام الثورة المصرية، وأول لحظة لي دخلت فيها إلى الميدان قررت تقديم هذا العمل، وأنا منذ ذلك الوقت أيقنت بأن الثورة ستلهمني بالكثير الذي أستطيع تقديمه في الفيلم، لذلك قررت تكريس إمكاناتي في العمل، الذي أتمنى أن يكون عند حسن ظن الجميع.

هل كان لديك تصور كامل لما ستقدمه في الفيلم؟

بالطبع لا. لحظة ذهابي إلى الميدان ووقوفي هناك، قررت أن يكون الفيلم خطوتي ولكن لم يكن لدي أي تصور حول العمل، فما الذي سأقدمه؟ ولكن بالطبع الثورة أدت دوراً كبيراً للغاية في إلهامي وإعطائي الخطوط العريضة التي سأعمل وفقاً لها، وهو ما حدث فعلاً.

ماذا عن اختيارك لعمرو واكد وفرح يوسف؟

للعمل ظروفه الخاصة، كذلك أبطاله الذين أعتز بهم للغاية، والحقيقة أنني اخترتهم لأنهم كانوا جزءاً من الحدث، فهم المشكلون له وتأثروا به كثيراً، فضلاً عن أنهم الأقدر على نقل المشاعر التي مروا بها خلال تجربة الميدان، وأعتقد أن صدق مشاعرهم ظهر للجميع فعلاً. لذلك فالمعيار بالنسبة إلي في اختياري الأبطال هو صدقهم في نقل التجربة التي مروا بها، وأعتقد أن هذا الأمر كان واضحاً للجميع، ما أجبر إدارات المهرجانات الكبرى على عرض الفيلم والموافقة عليه.

استعنت أيضاً بشقيقك محبوب، لماذا؟

فعلاً أخي محبوب البطوط شارك في الفيلم، عن طريق دور يقدم خلاله شهادته عن التعذيب الذي تعرض له في مطار القاهرة فور عودته من البوسنة بعد تغطيته للأحداث هناك، فقدم شهادة صادقة خلال الأحداث، وهي كانت خطوة مؤثرة للغاية جعلتنا نؤمن بأن استخدام المصداقية سيؤثر في الجمهور جداً، خصوصاً أن القصة حقيقية لرجل لا ذنب له في ما حدث.

هل تعتبر أن التجربة يمكن تصنيفها على أنها عن الثورة؟

بالطبع لا يمكن القول إن الفيلم يتناول الثورة المصرية، لأنه يروي حكاية مجموعة شخصيات عاشت فترة الثورة، وهو ما ظهر خلال الأحداث، كذلك وضعنا التواريخ على خطابات مبارك لرصد تأثيرها فحسب، وليس بهدف عمل أرشيف لها ولأحداث الثورة، فالأهم كان تأثير الأحداث على الشخصيات، والدليل وجود عدد كبير من الأحداث التي وقعت خلال الثورة ولكننا لم نتطرق إليها مثل «موقعة الجمل».

اعتبر البعض أن سيجارة الحشيش كانت تشويهاً للثور بسبب استخدامها في الفيلم؟

من قال هذا الكلام؟ على العكس بالطبع، فسيجارة الحشيش التي دخنها البطل في بداية الأحداث، أو أثناء مشاركته في اللجان الشعبية ليس هدفها تشويه الثوار، ولكنها جزء من ثقافتنا العامة، وهو أمر معروف للجميع. سيجارة الحشيش مثلها مثل الشاي والقهوة عندنا، وتشكل جزءاً من تاريخنا على مر العصور، وقد كان لها مغزى في المشهدين اللذين ظهرت فيهما، ففي البداية دخنها البطل لنقول إنه كان يحاول إلهاء نفسه عما يحدث، أما في المشهد الثاني فرفضها البطل في اللجان الشعبية في إشارة إلى أنه فضل ألا يلهي نفسه وأنه استيقظ من حالة الانكسار التي كان يعيشها قبل الثورة المصرية. كان علينا عرض جزء من الثقافة الموروثة لدينا وهو ما ظهر من خلال سيجارة الحشيش.

لماذ جاءت نهاية الفيلم مفتوحة؟

ببساطة لأن الثورة مستمرة، بالتالي لا يمكن أن نضع نهاية محددة للفيلم، فكل مشاهد سيتوقع النهاية حسب تفكيره. أعتقد أن الثورة فعل ممتد، ما يعني أن النهاية لا يمكن أن تكون محددة بل هي متروكة لما يمكن أن يحدث لاحقاً.

أنت أحد رواد السينما المستقلة، فكيف تراها؟

لا توجد سينما مستقلة في مصر بل هي محاولات يمكن تصنيفها في بعض الحالات على أنها سينما مستقلة، ولكن أرى أن من الأفضل تقديم الأفلام من دون تصنيف، على أن ترسم طريقها بنفسها ونجد لها مسمى.