وسط حديث متواتر عن وساطات بين نظام الحكم المصري الحالي وجماعة "الإخوان" المحظورة، شهدت ساحات الجامعات المصرية مواجهات مفتوحة أمس بين طلاب ينتمون إلى "الإخوان" من جانب، وطلاب مؤيدين للنظام الجديد وقوات الأمن من جانب آخر، ما كرّس حال الاستقطاب الحاد الذي يعانيه الشارع المصري.

Ad

وشهدت جامعة الأزهر، أكبر الجامعات المصرية، صدامات عنيفة بين قوات الأمن وطلاب لليوم الثاني على التوالي مع بدء العام الدراسي الذي تأجل أكثر من مرة. وأضرم طلاب يناصرون الرئيس المعزول محمد مرسي النار دخل مبنى الجامعة، وقامت عناصر الأمن بتوقيف عشرات منهم.

ووقعت إصابات غير محددة في الاشتباكات، ورشق الطلاب الحجارة والزجاجات الفارغة على عناصر الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وحاول طلاب "الإخوان"، بعد خروجهم من حرم الجامعة، تنظيم مسيرة إلى ميدان "رابعة العدوية"، الذي شهد اعتصام أنصار المعزول لمدة شهرين، لكن قوات الجيش تصدت للمسيرة وفرّقتها باستخدام القنابل المسيلة للدموع.

وامتدت الصدامات إلى جامعات القاهرة والمنصورة والزقازيق، التي شهدت مواجهات عنيفة بين طلاب "الإخوان" وطلاب "القوى الثورية"، بعد ترديد طلاب الجماعة عبارات "مسيئة للجيش والشرطة".

العنف في الشارع لم يخف تسارع وتيرة الحديث عن وساطة يقودها المستشار محمود مكي النائب السابق للرئيس المعزول، بين الحكومة المدعومة من قبل الجيش وجماعة "الإخوان" التي أبدت موافقتها المبدئية.

وكشف القيادي في "التحالف" مجدي سالم لـ"الجريدة" أمس أن "مجموعة الوسطاء تقدمت باتفاق تهدئة جديد"، مؤكداً أن "هذه المجموعة تعمل بتكليف من الجيش، لا بشكل شخصي كمبادرة المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد"، التي أُعلِن فشلها رسمياً الأسبوع الماضي، مشدداً على أن "التحالف اتخذ قراراً بالاعتراف بالوسطاء الرسميين فقط".