I have a dream... لم يتحقق بعد
شارك عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الأميركيين السود في وسط واشنطن، في الاحتفال بالذكرى الخمسين للخطاب التاريخي لمارتن لوثر كينغ "لدي حلم" حول الحقوق المدنية. وتجمع حشد كبير رفع عدداً كبيراً من اللافتات ساعات الليلة قبل الماضية حول بحيرة كبيرة مقابل تمثال الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن. وفي هذا المكان بالتحديد، أطلق القس الأسود عام 1963 الشعار الذي رافق معركة الأميركيين السود للاعتراف بحقوقهم خلال سنوات ستينيات القرن الماضي الصاخبة، التي طبعتها حرب فيتنام واغتيال جون كينيدي ومارتن لوثر كينغ نفسه في أبريل 1968.
وقال مارتن لوثر كينغ الثالث، نجل زعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للأميركيين الأفارقة، في خطاب حماسي إن "العمل لم ينته، والرحلة لم تصل إلى آخرها". وأضاف أن "الحلم مازال بعيداً عن أن يتحقق (...) دموع والدي تريفون مارتن تذكرنا بأنه في معظم الأوقات يبقى لون البشرة تصريحاً لارتكاب جنحة بسبب الملامح، للتوقيف وحتى للقتل"، في إشارة إلى الفتى الأسود الذي قتله حارس جورج زيمرمان في فلوريدا عام 2012. وفي 28 أغسطس 1963، احتشد حوالي 250 ألف شخص من كل الإثنيات في ناشونال مول، وهم يرددون شعار: "المساواة الآن" وينشدون "وي شل اوفركام" (سننتصر) خلال تلك المسيرة التي كان عنوانها الأصلي "مسيرة إلى واشنطن من أجل فرص العمل والحرية". ومن بين ملايين الأميركيين الذين تسمروا أمام شاشات التلفزيون، جون كينيدي الرئيس الديمقراطي، الذي كان حتى ذاك اليوم من أغسطس يرفض طرح قوانين جريئة على التصويت تضع حداً نهائياً للتمييز العنصري في ولايات الجنوب. وفي ذاك اليوم، كان مارتن لوثر كينغ (34 عاماً) الخطيب الأخير. ولدى خروجه على النص المكتوب الذي كان يقرأه، أطلق عبارته الشهيرة "لدي حلم، هو أن تنهض هذه الأمة في أحد الأيام وتنصرف إلى عيش مبادئها: نتمسك بهذه الحقائق التي تؤكد أن الناس يولدون متساوين". "لدي حلم"، عبارة محفورة اليوم على درج النصب الذي أقيم في المكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه، ومكتوبة على الصفحة الأولى للقوانين حول الحقوق المدنية التي أصدرها الرئيس ليندون جونسون في 1964 و1965. (أ ف ب)