إيران تجري أكبر مناورات في أكتوبر... وخامنئي يحذر واشنطن
• إسماعيلي: كل التشكيلات ستشارك في العمليات • «الخبراء»: أوباما وحلفاؤه يريدون «كارثة»
في خضم الأجواء الملتهبة التي تعم أرجاء المنطقة، قررت إيران سكب مزيد من الزيت على النار بإعلانها أمس تأهب قواتها لإجراء أكبر مناورات عسكرية في أواخر الشهر المقبل، في وقت حذر المرشد الأعلى الولايات المتحدة من ثمن غالٍ ستدفعه في حال إصرارها على ضرب النظام السوري.
بعد تحذير مجلس خبراء القيادة الإيراني للولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية من دفع منطقة الشرق الأوسط نحو "كارثة جديدة"، كشفت طهران أمس عن تجهيز قواتها لإجراء أكبر مناورات للدفاعات الجوية في أكتوبر المقبل. وأوضح قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاعات الجوية، العميد فرزاد إسماعيلي، في احتفال بذكرى تشكيل وحدات الدفاع الجوي، أن المناورات ستشهد إظهار كامل القوة الدفاعية للبلاد وستشارك فيها كل القوات المسلحة من الجيش والحرس الثوري وتتضمن اختبار أنظمة صاروخية ورادارية جديدة. وقال إسماعيلي إن المناورات، التي ستشارك فيها طائرات استطلاع جديدة، "ستنفذ في منطقة لم تجر فيها مناورات من قبل، وهي جبلية ووعرة وشديدة البرودة"، مشيراً إلى أن 8 آلاف عنصر سيشاركون في العمليات ينضم إليهم 4 آلاف آخرين بمهمة إسناد. ولفت قائد الدفاع الجوي إلى أن لهذه العمليات "أهدافاً جديدة تناسب التهديدات، وتم التخطيط ليكون هناك حجم كبير من النيران وعمليات الرصد وتحليق طائرات مقاتلة وأخرى من دون طيار مع الاستفادة من تقنية دمج المهمات". ومضى العميد إسماعيلي قائلاً، أمام جمع من الملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين لدی إيران وحشد من القادة العسكريين وعلماء الدين الإیرانیین، إن "القوات المسلحة الإيرانية ستستفيد من قدرتها المتنامية في عملية الردع أمام تهديدات الاستكبار العالمي والحفاظ علی المصالح الوطنية وانتشار وإحلال السلام والصداقة والاستقرار والأمن في جميع الدول المطالبة بالحرية والمستقلة والصديقة". المرشد والثمن إلى ذلك، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي أمس أن الأسلحة الكيميائية التي يواجه النظام السوري اتهامات باستخدامها في هجوم وقع في 21 أغسطس تشكل "ذريعة" لمهاجمة سورية. وقال خامنئي، خلال استقباله أعضاء مجلس الخبراء الذي يشرف عليه شخصياً، إن الولايات المتحدة وحلفاءها "يستخدمون السلاح الكيميائي ذريعة ويقولون إنهم يريدون التدخل لقضايا إنسانية"، مضيفاً: "الولايات المتحدة مخطئة بخصوص سورية وبالتأكيد ستدفع الثمن، كما حصل في العراق وأفغانستان". في السياق، أعلن قائد فيلق القدس، وحدة النخبة في القوات المسلحة الإيرانية قاسم سليماني أن ايران ستدعم سورية "حتى النهاية" في مواجهة أي ائتلاف تقوده الولايات المتحدة ضد دمشق، بحسب ما نقلت الصحافة أمس. وقال سليماني في خطاب، ألقاه أمام مجلس الخبراء ونقله أحد الأعضاء لوسائل الإعلام، إن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى حماية حقوق الإنسان في سورية ولكن هدفها هو تدمير جبهة المقاومة (في وجه إسرائيل)"، مؤكداً "سندعم سورية حتى النهاية". كارثة أوسطية وفي ختام اجتماعاته، التي استمرت يومين، حذّر مجلس خبراء القيادة أمس الأول الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية من بدء "كارثة جديدة" في الشرق الأوسط. وقال البيان الختامي، الذي صدر في نهاية الاجتماع الرابع للدورة الرابعة لأعضاء المجلس، "نحذر قوى الاستكبار أميركا والصهاينة وبعض الدول الأوروبية ألا تبدأ بكارثة جديدة في الشرق الأوسط، وألا تلوث أياديها أكثر فأكثر بدماء الأبرياء، وإن كانت تدعي الحرية والديمقراطية فعليها أن تسمح للشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها". على صعيد آخر، نفت إيران أمس إمكانية عقد لقاء بين الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية البريطانية وليام هيغ، خلال وجود روحاني في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر الحالي. في سياق ذي صلة، أحال الرئيس روحاني أمس مسؤولية إجراء المفاوضات النووية مع مجموعة «5+ 1» (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا) إلى وزارة الخارجية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا». (طهران- أ ف ب، يو بي آي)