يجسد معرض «فلسطين قبل 1948 ليست مجرد ذاكرة» إحدى الأفكار الرئيسة التي كانت في أساس إنشاء مؤسسة الدراسات الفلسطينية: دحض المقولة الصهيونية بأن اليهود استوطنوا أرضاً بلا شعب بالدليل العلمي والبرهان الحسي الملموس، فأثبتت المؤسسة بالوثائق والصور أن فلسطين قبل الغزو الصهيوني عام 1948 كانت مجتمعا عربياً متكاملاً ناشطاً متطورا في مجالات الثقافة والصناعة والزراعة والتعليم والحياة الرياضية والكشفية وغيرها، وأن الغزو الصهيوني دمر بتصميم وتخطيط وبمنهجية مدروسة مدناً وقرى عامرة وشرّد شعباّ وسعى ولا يزال إلى إلغاء هوية هذا الشعب وتاريخه.
معظم الصور المنتقاة للمعرض من مجموعة المصور خليل رعد لدى {مؤسسة الدراسات الفلسطينية}، وهو أحد أبرز المصورين في فلسطين طوال نصف قرن. تتجسد رواية رعد البصرية في المعرض من خلال مجموعة مختارة من نحو 75 صورة تُقسَّم إلى ثلاث فئات أساسية: الواقع الممسرَح والوحي التوراتي، والقدس والحياة اليومية في فلسطين، وفئة رابعة تتمحور حول محاكاة استوديو التصوير الذي كان يملكه رعد.تتضمن الفئة الأخيرة أكثر من 80 صورة بورتريه فردية وجماعية مأخوذة من مجموعات خاصة، وتُعرض في حيز أُفرد خصيصاً لها في المعرض. تملك مؤسسة الدراسات الفلسطينية مجموعات من الصور المحفوظة تضم أكثر من 10 آلاف صورة، تمتد من أواخر القرن التاسع عشر حتى الزمن الحديث، أهمها مجموعة خليل رعد التي تضم أكثر من 3000 صورة تمتد من أواخر القرن التاسع عشر حتى عشية حرب 1948. ومن المجموعة الأخيرة تم انتقاء صور المعرض.إلى جانب الصور الفوتوغرافية، يستقبل المعرض أعمالاً فنية تفاعلية تحاول تقديم قراءات معاصرة مستوحاة من أعمال رعد. فنانون بصريون وكتاب يبحثون في أيقونات رعد عن قضايا التغيير والترابط مع فلسطين بماضيها وحاضرها. يشارك في التفاعل الزماني المكاني الكتّاب هدى بركات ورجا شحادة وعدنية شبلي ورشا سلطي، والفنانون يزيد عناني وفلاديمير تماري ومروان رشماوي وعصام نصار.رعد من مواليد بحمدون في لبنان، التقط في مسيرته المهنية، التي امتدت أكثر من نصف قرن، بعض الصور الأكثر انطباعاً في الذاكرة عن الحقبة العثمانية، وعن فلسطين في عهد الانتداب.يستمر المعرض حتى 14 أبريل 2013.
توابل - ثقافات
فلسطين ليست مجرد ذاكرة
01-04-2013